مشاري الذايدي


قبل أمس، كنا نتجول في سوق المباركية القديمة في الكويت، الجولة كانت ممتعة يرشدنا فيها الزميل أحمد عيسى، أنا والصديق والزميل في هذه الجريدة الكاتب عبد الله بن بجاد، وقفنا على laquo;كشك مبارك الكبيرraquo; وقهوة بو ناشي، ومررنا بدكان عتيق يبيع كتبا وصحفا ومنشورات مجلوبة من أدراج الزمن.

أخذت منه قبضة من أثر الزمان، وكان فيما أخذت عدد قديم من مجلة laquo;البلاغraquo; الكويتية، تآكلت أطرافه، تصفحته برفق في الفندق، فكانت مفارقة مدهشة أن أجد فيه الآن ما يصلح للحديث عن قمة الخليج في الكويت اليوم!

مجلة laquo;البلاغraquo; الكويتية الصادرة بتاريخ 21 أبريل (نيسان) 1971 على غلافها الكبير الخبر الرئيس عن قيام اتحاد الجمهوريات العربية، وفي الداخل الخبر بصورة للسادات ومعه الأسد والقذافي مبتهجين، ونقرأ: laquo;أعلن الرؤساء السادات والقذافي والأسد منذ أيام قيام (اتحاد الجمهوريات العربية) الذي يضم مصر وليبيا وسوريا، وفتح المجال لكل دولة عربية تؤمن بالوحدة والاشتراكية للدخول في الاتحاد الجديد الذي نص دستوره على (اللاءات الثلاث): لا صلح، لا مفاوضة، لا تنازل، كما أضاف إليها: لا تفريط ولا مساومة، زيادة على مقررات القمة العربية في الخرطوم، ولوحظ غياب السودان عن المشاركة في هذا الاتحاد، كما لم يأت على ذكر العراق في هذا المجال، وإن كان السودان - كما أعلن - سينضم للاتحاد في أقرب فرصة تمكنه فيها ظروفه الخاصة.

وسيجري استفتاء على الأحكام الأساسية للاتحاد في الجمهوريات الثلاث في مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل، كما سيتولى مجلس الأمة الذي يضم ممثلين عن مجالس الشعب مهمة التشريع في الاتحاد، في حين يقوده مجلس رئاسة دوري يرأسه شخص واحد، ويتخذ القرارات بالأغلبيةraquo;. وتختم المجلة: laquo;السؤال الذي يخطر في أذهان الكثيرين اليوم: ترى كم من الزمن لهذا الاتحاد أن يصمد، ولهذه التجربة أن تنجح؟raquo;.

في نفس العدد، بموقع أقل أهمية نقرأ: laquo;يواصل الوفد الكويتي - السعودي مهمته في إمارات الخليج العربي لتقريب وجهات النظر بين حكام الإمارات بشأن تحقيق الاتحاد فيما بينها، وقد وصل الوفد الذي يرأسه وكيل وزارة الخارجية الكويتية راشد عبد العزيز الراشد، ووكيل وزارة الخارجية السعودية محمد إبراهيم مسعود إلى أبوظبي السبت الماضي، وكان قبل ذلك بيوم واحد قد وصل في نطاق جولته إلى إمارات عجمان وأم القيوين ورأس الخيمةraquo;.

سؤال المجلة أجاب عنه الزمن، وهو الزمن الذي ينتظر إجابة قادة اليوم من أهل الخليج الذين فعل أسلافهم بالأمس ما عجز عنه كل العرب، الاتحاد.