عصام قضماني

إذا كانت قناة البحرين مؤامرة , والمشروع النووي ومياه الديسي و القطار الخفيف و باص التردد السريع ودابوق والعقبة الخاصة كذلك , فمعنى ذلك أن على الأردن أن يبقى في مرحلة ما قبل التاريخ .
ليس خفيا أن هناك أهدافا سياسية لإسرائيل وللولايات المتحدة , وطالما كانت هناك مثل هذه الأهداف لكل المشاريع الاقتصادية الاقليمية سواء كانت عربية عربية أم عربية دولية , فللمشروع مكاسب اقتصادية وببيئة لا يمكن تجاهلها في إنقاذ البحر الميت وتأجيل جفافه في المستقبل القريب وضمان الطاقة وموارد مائية محلاة لمنطقة العقبة وسد النقص الشديد الذي يعانيه الأردن .
يمكن اعتبار المشروع أردنيا بالدرجة الأولى، رغم تلهف إسرائيلي لتنفيذه، فهو بالنسبة للأردن من أهم المشاريع المائية الحيوية بالنسبة لتغطية الاحتياجات المائية خلال السنوات العشر المقبلة كما أن فلسطين ستحصل على 30 مليون متر مكعب من المياه المحلّاة في الضفة الغربية .
قصة اللسان أو قناة البحرين قصة بيئية صرفة ستعيد الى البحر الفريد توازنه بعدما تجاوز انخفاضه ال400 متر تحت سطح البحر ما يهدد باختفائه تماما بحلول عام 2050 وبقدر ما كان البحر اليتيم أخفض بقعة على سطح المعمورة يقاوم التصحر بقدر ما كان وسيبقى الأردن عنيدا وراء قضية انقاذة التي سعت أصوات إلى عرقلتها بتسييسها .
في مواجهة المشروع هناك مواقف مسبقة لا تتغير إزاء كل المشاريع المماثلة , وهناك وجهات نظر فيها رأي , لكن ليس من المنطق أن نقول أنه مشروع سياسي لخدمة اسرائيل فقط , إذ لا يمكن تجاهل هدف إنقاذ البحر الميت من الجفاف والانحسار المتواصل بسحب المياه من البحر الأحمر إلى البحر الميت عبر الأنابيب وجزء آخر يتم عبر قناة مائية ويتيح إنشاء مشاريع لإنتاج الكهرباء ما يخفض كلفة الوقود وتحلية المياه , التي يحتاجها الأردن بإلحاح .
وجود إسرائيل في المشروع هو المشكلة وهذا صحيح لكن إذا كانت القناعة موجودة بأن المشروع مهم للأردن وفلسطين ومقبول إن تم إستبعاد إسرائيل وأغراضها السياسية والاقتصادية فهل يمكن أن ينفرِدا بنائه ؟ وهل سيجدا حماسا دوليا مماثلا لتنفيذه وتمويله.
بصراحة في قصة قناة البحرين , لولا وجود إسرائيل لما تحرك المشروع قيد أنملة , دعونا نعترف بذلك , حتى لو كان اعترافنا مؤلما.