يتجه الواقع اللبناني الى مزيد من laquo;الضوضاءraquo; مع العدّ التنازلي لمؤتمر laquo;جنيف - 2raquo; حول سورية المقرر في 22 يناير المقبل، وعلى وقع المجريات العسكرية في الميدان السوري، وخصوصاً ان laquo;حزب اللهraquo; الذي يشارك بقوّة قي تبديل موازين القوى على الأرض في الداخل السوري، يحرص على استثمار المتغيرات في المنطقة لمصلحة خياراته في لبنان.
وبات واضحاً في بيروت ان المعركة فُتحت على مصراعيها حول الانتخابات الرئاسية المقبلة وتشكيل الحكومة الجديدة اللذين يشكلان laquo;حلبة الصراعraquo; الممتدّ من laquo;خطوط التماسraquo; السياسية - الطائفية - المذهبية اللبنانية الى laquo;خطوط الصِدامraquo; الاقليمي وما يحوطها من محاولات دولية لإحداث laquo;فكّ اشتباكraquo; حول ملفات المنطقة الساخنة.
وبدت هذه المعركة على أشدّها مع laquo;المواجهةraquo; الاولى من نوعها بين الرئيس اللبناني ميشال سليمان وlaquo;حزب اللهraquo; الذي لم يتوانَ عن توجيه انتقادات علنية وحادة لسليمان، عكست حساسية اللحظة ومفصلية ملفاتها التي ترتب تداعيات على مجمل المرحلة المقبلة في لبنان والتي تطلّ على الوقائع الجديدة في المنطقة.
ومع انكماش الهامش الزمني الفاصل عن الاستحقاق الرئاسي (تبدأ مهلته الدستورية في 25 مارس)، بدأ يضيق هامش المناورة بين أطراف الصراع في لبنان وخصوصاً في ظل عدم امكان الفصل بين انتخابات الرئاسة والحكومة الجديدة اللذين صارا laquo;توأمينraquo; غير منفصلين.


فمع تعذُّر تشكيل حكومة جديدة على مدى الاشهر التسعة الماضية منذ تكليف الرئيس تمام سلام وانسداد الأفق أمام تشكيلها في الفترة القصيرة الفاصلة عن الاستحقاق الرئاسي، أصبحت البلاد امام خيارين: إما الاتفاق على اسم الرئيس الجديد من ضمن سلّة واحدة تشمل التفاهم على حكومة ما بعد الاستحقاق الرئاسي، وإما تشكيل حكومة انتقالية قبيل بدء المهلة الدستورية لانتخابات رئاسية laquo;لن تجريraquo; وتفوَّض اليها صلاحيات الرئاسة الاولى.
ومع تزايُد الاشارات الى ان الرئيس سليمان يعتزم تشكيل حكومة متوازنة بالاتفاق مع الرئيس تمام سلام بمعزل عن التفاهم مع الأفرقاء السياسيين بهدف عدم تسليم البلاد بحال عدم انتخاب خلَف له الى الفراغ او الى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة والتي تمثل فريقاً واحداً (8 آذار)، لفتت laquo;انتفاضة حزب اللهraquo; الاستباقية بوجه رئيس الجمهورية والتي بلغت حد التهديد ضمناً بعدم تسليم الوزارات في حال تأليف حكومة لا تحوز ثقة البرلمان وبالفوضى اذا أقدم على خطوة من جانب واحد.
وترافق laquo;الخط الاحمرraquo; الذي رسمه laquo;حزب اللهraquo; مع تطورين:
* حملة من وسائل الاعلام القريبة من 8 آذار على سليمان متهمة اياه بانه يحتاج الى حكومة قبل نهاية عهده ليس لمنع الفراغ بل لتأمين التمديد له او حتى تجديد ولايته وانه laquo;يساوم على الحكومة مقابل التمديد أو التجديدraquo;.
* laquo;دفتر الشروطraquo; الذي رماه رئيس البرلمان نبيه بري في وجه سليمان و14 آذار حين اكد انّه laquo;في ظلّ الوضع السائد لم يعُد هناك خيار سوى تأليف حكومة 9+9+6 أو العودة الى طاولة الحوارraquo;، مشدداً على وجوب إجراء laquo;مداورة شاملة وعادلة في توزيع الحقائب الوزارية بحيث يعطى كلّ فريق يتولّى وزارات اساسية في الحكومة الحاليّة وزارات مماثلة بديلةraquo;، وهو الامر الذي اعتبرته 14 آذار بلسان النائب احمد فتفت laquo;أسوأ من كلام السيّد حسن نصر الله عندما هدّد باعتماد صيغة الـ 9-9-6raquo;.
وبانتظار ما سيترتب على مواقف laquo;حزب اللهraquo; والرئيس بري من ردود أو مواقف أو خطوات في ظل مواصلة فريق 14 آذار تحديد خطة المواجهة الشاملة، تنهمك بيروت اليوم بزيارة رئيس الوزراء الايطالي انريكو ليتا الذي سيبحث مع كبار المسؤولين في مسألة انعقاد مؤتمر دولي في ايطاليا لدعم الجيش اللبناني الى جانب ملف النازحين السوريين الذين سيطلع على أحوالهم السيئة التي فضحتها بالكامل العاصفة laquo;ألكساraquo; التي تضرب لبنان والتي زحفت ثلوجها امس الى ارتفاع 400 متر مُحْدِثة موجة صقيع قطبي ادت الى مقتل الطفل السوري محمود رعد (3 أشهر) في عكار نتيجة البرد.
وكان ملف النازحين حضر في الجولة التي قامت بها وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسقة شؤون الاغاثة في حالات الطوارئ فاليري آموس على المسؤولين اللبنانيين الذين رفعوا الصوت حيال التقصير الدولي في ايفاء الحاجات الانسانية للاجئين ومساعدة لبنان على مواجهة هذا العبء الهائل.


مدعي عام المحكمة الخاصة بلبنان: آراء أستروم لا تمثّل موقفي


أعلن مكتب المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن laquo;المحقق بو استروم لم يعمل البتة بمكتب المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان والآراء الشخصية التي أعرب عنها أستروم أخيراً لا تمثل او تعكس موقف المدعي العامraquo;.
يُذكر أن أستروم كان لمّح إلى إمكان تورط رئيس فرع المعلومات السابق في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن (اغتيل في 19 اكتوبر 2012) بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير 2005 التي تبدأ محاكمة اربعة متَهمين من laquo;حزب اللهraquo; فيها في 16 يناير المقبل.