نايلة تويني

أعلنها الرئيس ميشال سليمان صراحة قبل اكثر من سنة في حديث الى quot;النهارquot;. قال انه لا يريد التمديد، وانه يحترم بل يلتزم الدستور، وانه سيترك بعبدا الى منزله في الوقت المحدد لانتهاء ولايته الرئاسية. ونحن معه في ما ذهب اليه لأننا نقدر مواقفه ودوره، ولا نتمنى له نهاية شبيهة بالرؤساء الذين ارتضوا التمديد او طلبوه، ثم سقطوا في الشارع او امضوا ما تبقى من حياتهم في عزلة شأنهم شأن الهاربين من وجه العدالة.
لكن الموضوع غير مطروح مع الرئيس سليمان اذ اكد مرارا رفضه مخالفة الدستور، ونتمنى ألا تحمله اي ظروف على تبديل موقفه، فينصاع لاغراء المنصب والموقع، والامتيازات، ان وُجدت في بلد الصراعات والازمات.
لكن المفاجئ لدى قوى 8 آذار هو اصرارها على ان الرئيس سليمان يسعى الى التمديد، وانه كما تروي مصادرها، لم يتخذ مواقف صارمة وحازمة، الا بعدما ابلغه quot;حزب اللهquot; عبر احد الموفدين رفضه الاقتراح.
اذاً، نحن امام امتحان صدقية لا للرئيس لانه لم يبدل موقفا، انما للآخرين. واذا كانت مفاتحة في الموضوع فلماذا عدم كشف الحقائق، بدل تشويه الصورة بهذه الطريقة غير الراقية؟ اما اذا كانت المعركة سياسية، وهي كذلك، فإن مقارعة الحجة بالحجة، هي في صلب العمل السياسي، وأصوله ومبادئه. وهذه تقتضي الخروج من اللعبة الميليشيوية، وفرض الارادة بقوة السلاح، كما حدث في 7 ايار 2008 ومحطات اخرى كثيرة.
واذا كان معظم الاطراف حرصاء على اجراء الاستحقاق في موعده، وقطع الطريق على كل طريق للتمديد او للتجديد، فلماذا لا يبادرون الى اعلان اسماء مرشحيهم، ولا يُعلن كل مرشح رؤيته الى مستقبل لبنان، وقضاياه العالقة، وتصوره للحلول؟ اما اذا لم يبادروا الى ذلك، فهم متواطئون بطريقة او بأخرى على الاستحقاق، ويتركون المجال واسعا امام مبادرات اخرى. وعند ذلك يكون رفضهم ابتزازا.
يكفي تحامل على رئيس الجمهورية.