مكرم محمد أحمد

لم اتوقع ان يسرد دrlm;.rlm; الجنزوري في كتابه طريقيrlm;,rlm; تفاصيل خلافه مع الرئيس الأسبق مبارك بما في ذلك الدسائس والمكائد من جانب حاشية القصرrlm;,rlm; لكنه فعل بعد صمت دام عقدين من الزمان.

ليحكي لنا قصة غريبة من قصص الحب والكره,تكشف نقائص نظام حكم أفسدت علاقاته غياب الشفافية وسلطات الرئيس الواسعة,وعدم وضوح الحدود التي تفصل بين مسئولية رئيس الجمهورية رأس السلطة التنفيذية ومسئولية رئيس مجلس الوزراء!.
ولا يخفي الجنزوري في كتابه أن مبارك انحاز إلي رأيه بضرورة عقد المؤتمر الاقتصادي الأول, واستجاب له عندما طلب وقف صلاحيات المحافظين في عقد قروض مع الدول بعد أن تضاعف الدين الخارجي,وساند وجهة نظره في عدم تحويل الدين العسكري الأمريكي إلي دين تجاري رغم موافقة غالبية مجلس الوزراء, واصر علي ترشيحه في دائرة الباجور رغم اعتراضات كمال الشاذلي,وأبقي عليه وزيرا للتخطيط رغم اعتراضات كثير من وزراء الحزب الوطني لأنه لم يكن عضوا في الحزب,وضم التعاون الدولي إلي وزارة التخطيط بناء علي رغبة الجنزوري,ولم يضق ذرعا بصراحة الجنزوري عندما قال لعاطف عبيد, إنني أفضل أن أستمع إلي غم الجنزوري عن الاستماع إلي رؤي متفائلة لا يقوم عليها أي دليل.
لكن ما أفسد العلاقات بين الجنزوري ومبارك, أن الجنزوري يضع كرامته فوق أنفه ويعتز بمنصبه وشخصه,لا يقبل الممارسات الصغيرة من جانب حاشية القصر مع الوزراء لتطويع إرادتهم, ويعتبرها نوعا من الإهانة المقصودة, وعندما تغيب عدد غير قليل من الوزراء عن حضور اجتماع مجلس الوزراء لمرافقة حرم الرئيس في جولاتها,طلب الجنزوري إخطار حرم الرئيس باعتراضه علي ذلك لأنه يخل بأداء العمل في مجلس الوزراء, ويأخذ الجنزوري علي مبارك إنه لا يحب الإشادة بأي من معاونيه, ويغار من شعبيتهم,ويضيق بتدخلاتهم في أي من قضايا السياسة, ولأن الجنزوري لم يكن سهل الانقياد أساء مبارك معاملته بصورة فجة زادت من شعبية الرجل بين المصريين.