ندى سليمان المطوع


استلمت الكويت باحتضانها قمة التعاون الخليجي الرئاسة الدورية لمنظومة مجلس التعاون، وقد عودت دول المجلس على مبادراتها المتميزة أثناء رئاستها الدورية، ففي الماضي بمنتصف الثمانينيات (عام 1984) قدمت الكويت جهداً إعلامياً غير مسبوق حمل عنوان quot;أنا الخليجيquot;، حتى جاء البيان الختامي متضمناً كلمات الشكر للشعب الكويتي... quot;تقديراً للصداقة التي أبرزها شعب الكويت والمعاني الكبيرة لهذه المشاعر الفياضةquot;، حسبما جاء في البيان الختامي.
أما قمة ديسمبر 1991 فقد حملت كلمات الشكر والعرفان من الكويت للعالم أجمع ولمواطني الخليج لتحرير الكويت واستعادتها شرعيتها ووقوف أهل الخليج quot;وقفة تؤكد عمق الانتماء والترابط ووحدة المصيرquot;... كما جاء في البيان الختامي في ذلك العام.


ثم أتت استضافة الكويت لقمة ديسمبر 2003، وترأست الدورة الخليجية فعملت على تغليب المحور الاقتصادي على السياسي عبر الاتجاه شرقاً، توجتها رحلة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عندما كان رئيساً للوزراء آنذاك للدول الآسيوية، فكانت اللبنة الأولى في البناء الاقتصادي الدبلوماسي والتنموي، والذي فتح الطريق لبناء شبكة من العلاقات واستضافة العديد من المؤتمرات.
وخلال الأسبوع الماضي أيضاً استلمت الكويت رئاسة المنظومة وسط المد والجزر في العلاقات الجيوسياسية في المنطقة، أي التقارب الإيراني مع المجتمع الدولي وسط الحذر والترقب الخليجي، كما استطاعت القمة بنجاح احتواء تفاوت وجهات النظر وتقديم العنصر الشعبي البرلماني كسند لعملية اتخاذ القرار في المنظومة، فانتهت القمة ببيان ختامي أبرز ما جاء فيه الشقان السياسي والاقتصادي اللذان تناولا المحددات الخارجية التي ارتبطت بالقمم التي استضافتها الكويت بحضور قادة دول الخليج أيضاً كالقمة العربية الإفريقية ومؤتمرات المساعدات الإنسانية لسورية، ثم المحددات الخاصة بتحويل المنظومة إلى اتحاد والتمسك بالحوار وصياغة موقف سياسي مشترك، ثم جاء الشق الاقتصادي الموجه إلى الشباب والخاص بتكليف الأمانة العامة بإنشاء صندوق لدعم ريادة الأعمال لمشروعات الشباب الصغيرة والمتوسطة.
وثانياً الشق الأمني بنوعيه التنفيذي والثقافي، فالتنفيذي باتفاق القادة على العمل العسكري المشترك وبناء منظومة دفاعية، أما الثقافي فعبر إنشاء أكاديمية خليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية لدول المجلس.
وانتهى البيان ملقياً الأعباء على جهاز الأمانة العامة للقيام بالدور التنفيذي.

كلمة أخيرة:
تحية خاصة لمن رأيناهم يعملون بصمت واجتهاد خلال القمم والمؤتمرات التي استضافتها الكويت وكل الشكر لقيادة جهاز الحرس الوطني وأفراده.