حسن الحارثي


يواصل إمام الحرم السابق الشيخ عادل الكلباني كسر النسق السائد وتفكيك التصورات المسبقة حول جدية رجل الدين وتجهمه أحيانا، ضمن محاولات تحاشي الانزلاق إلى منزلة العامة، كما يعتقد البعض، والتعاطي مع الحوارات بطريقة ساخرة كوميدية مضحكة تصل إلى القلوب سريعا.


الواقع يؤكد أن quot;النكتةquot; حين تأتي في الوقت اللامتوقع ومن الشخص اللامتوقع، تكون أكثر تحريضا على الضحك، حتى لو جاءت بسيطة وغير متكلفة أو ربما تافهة، والكلباني جمع الحسنيين، الشخص غير المتوقع والنكتة القوية، وحين يسخر من شيء فإنه يقدم الدعوات لمأدبة ضحك يشبه البكاء.
هذه الخصوصية ليست وليدة مع الكلباني، فقد أثبت أنه حالة خاصة منذ أول حوار صحفي أجراه معه الزميل مصطفى الأنصاري في صحيفة الحياة في العام 2007، وكان ذلك قبل أن يصبح إماما للحرم وقبل أن يدخل عوالم الشهرة، وحينها لم يجد تثريبا في وصف نفسه بـquot;الخالquot; مع أوباما، ولم يكن أحد قبله فعلها.
وعبر حسابه على تويتر، ما زال الكلباني يقدم نفسه واحدا من عرابي السخرية والتهكم وquot;الذبquot;، ويجمع عددا جيدا من المغردين على استحقاقه لقب quot;صائد الجبهاتquot;، ومصطلح quot;الجبهةquot; هنا دخل مؤخرا ضمن التعبيرات الجديدة سعوديا، ويقصد به مجازا الضحية الذي يتلقى الضربة التهكمية.


ويحاول إمام الحرم السابق في كل مرة اختطاف الضوء والبسمات من المتابعين بتوظيف قدرته على صياغة النكتة وتقديم تغريدات كاملة السخرية بين الفينة والأخرى، لتتناقلها الركبان بعد ذلك. ووسط كل هذا المرح، لا تخلو تغريداته من النصح والفتوى والأدعية والدعوات المتتالية لتدبر الآيات الكريمة.
ويبدو أن روح الكلباني المرحة وشخصيته الوسطية فيما يخص أمور الدين، لم تشفع له أخيرا في الدخول إلى بريطانيا، حين منعته السلطات من دخول البلاد وألغت تأشيرته، لأنه قدم آراء حاسمة حول الشيعة خلال زيارته لبريطانيا في 2008، بحسب توصية خبراء في التطرف، وهذا التصرف لا يؤكد لنا إلا أن الإنجليز quot;ثقال دمquot;، يا شيخ عادل، واصل حضورك.