أنقرة ndash; يوسف الشريف


اعتبر رئيس laquo;حزب الشعب الجمهوريraquo; التركي المعارض كمال كيليجدارأوغلو، أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بات عاجزاً عن حكم البلاد، بعد فضيحة الفساد المالي التي تطاول وزراء وساسة وبيروقراطيين مقرّبين منه.

وقال لـ laquo;الحياةraquo;: laquo;أردوغان لا يمكنــه أن يحكم بعد الآن، وحتى لو أصرّ على البقاء في الحكم، سيكون مثل بطة عرجاء تحكم ولا تحسم وتعرقل تقدّم تركياraquo;.

كيليجدار أوغلو الذي يُعدّ زعيم ثاني أبرز حزب في تركيا والمنافس الأقوى لحزب laquo;العدالة والتنميةraquo; الحاكم في الانتخابات البلدية والرئاسية العام المقبل، أشار إلى أنه لم يُفاجأ بالفضيحة، مذكّراً بأن حزبــــه يلاحق الحكومة منذ العام المـــاضـــي لكشف تقارير المراقـــبة المالية على مصاريف الوزارات والمناقصات العامة.

وتابع: laquo;ارتكبت الحكومة مخالفة دستورية صريحة، من خلال إصرارها على إخفاء تلك التقارير وحجبها عن البرلمان، وما تسرّب من تلك التقارير يشير إلى حجم فساد مالي هائلraquo;.

واعتبر أن أردوغان تغيّر، وحزبه أيضاً، وزاد: laquo;مشين ومؤسف أن الرجل الذي بدأ عمـل أول حكومة له عام 2003 بتشكيل لجنة في البرلمان لكشـــف الفساد ومكافحته، وكنـــت أحد أعضائها، ينتهي به الأمر بأن يغرق في الفساد حتى أذنيهraquo;.

وذكر كيليجدار أوغلو لـlaquo;الحياةraquo; أن حزبه سعى إلى التواصل مع دول الجوار والعالم، لإبلاغها أن ثمة توجهاً سياسياً ورؤية سياسية قوية ومتينة تخالف السياسة الخارجية التي ينتهجها حزب laquo;العدالة والتنميةraquo;، وأن الشعب التركي لا يوافق على هذه السياسة، خصوصاً التدخل في الشؤون الداخلية لدول laquo;الربيع العربيraquo; ومساندة الاستقطاب الطائفي في المنطقة ودعم الأحزاب الدينية.

كيلجدار أوغلو الذي زار أخيراً الولايات المتحدة والعراق والصين وأرسل وفوداً من حزبه إلى مصر وسورية، نفى اتهامات وجّهتها إليه حكومة أردوغان، بدعم الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي.

وزاد: laquo;موقفي من الأزمة السورية واضح بأنني أناهض أي زعيم يقمع شعبه أو يطلق النار عليه، ولكنني أرفض التدخل في هذه الأزمة لمصلحة طرف، وأؤكد منذ البداية أن دور تركيا كان يجب أن يكون وقف القتال وحشد الجهود لعقد مؤتمر يشبه مؤتمر جنيف، وأن ليس من حقها أن تحدّد من يجب أن يحكم سوريةraquo;.

ولفت إلى laquo;خروق قانونية خطرة تهدد شرعية حكومة أردوغان، بسبب دعمها فصائل المعارضة المسلحة في سوريةraquo;، مضيفاً أن ثمة laquo;قضايا أمام القضاء التركي تثبت توريد سلاح، بل مواد كيماوية تُستخدم في صنع سلاح كيماويraquo;. واعتبر أن laquo;هذا تطور خطر، أساء إلى سمعة تركيا دولياًraquo;.

وتطرّق إلى الشأن المصري، معتبراً أن laquo;الانقلاب العسكري الذي نفذه السيسي بدّد آمال شريحة ضخمة من المصريين، لكنه في الوقت ذاته تزامن مع طلب (قدّمه) ملايين المصريين الذين عانوا من سياسة الإخوان المسلمينraquo;، وتابع انه laquo;ينتظر من القيادة المصرية أن تسلّم سريعاً السلطة إلى قيادة منتخبةraquo;.

ورأى كيليجدار أوغلو أن تجارب دول laquo;الربيع العربيraquo; تشير بوضوح إلى laquo;فشل ما يُسمى الإسلام السياسي أو الإسلام المعتدل، في تحقيق تطلعات شعوب المنطقة، وأن مستقبل هذه التجربة إلى زوالraquo;. وربط بين تلك التجارب وحكومة حزب laquo;العدالة والتنميةraquo; في تركيا، في إشارة إلى أنها قد تلقى مصير حكومات جماعة laquo;الإخوان المسلمينraquo; في المنطقة.