تركي عبدالله السديري


تواصلاً مع لقاء أمس..

نعرف جيداً أن تكاليف إصدار صحيفة يومية في الرياض أو القاهرة أو أي عاصمة أخرى لن يتم ما لم يكن هناك رأسمال يدعم الإصدار ويوفّر تكاليف الاستمرار، ليس لأشهر عديدة ولكن لسنوات، حتى يتوفر حجم إعلاني يسدد تكاليف شراء الورق وتكاليف الطباعة.. ثم - وهذا ضرورة شهرية - تكاليف رواتب موظفين ليسوا هم المحررون الذين تعلن أسماؤهم مع ما ينشر من موضوعات لهم.. إخبارية أو غير ذلك.. لأن هناك رواتب لا تقل عن رواتب المحررين تصرف لموظفين وإداريين معنيين بشؤون الصحيفة غير الإعلامية..

إذا كان هذا أمراً صعباً في القاهرة أو الرياض مادياً؛ فكيف سيكون الحال في دول جوار عربي أو محدودية أقلية عربية، وكذلك لندن أو باريس أو أي مدينة أوروبية أو أمريكية أخرى؟.. ومع ذلك تصدر صحف هناك لا نجد فيها أي مستوى إعلاني.. إطلاقاً.. فمن أين تتوفر القدرة المادية وكيف يتم الحصول على هذه القدرة؟..

هنا نحن أمام حقيقة أخرى تشير إلى وجود ناشر غير معلن هو الذي يقوم بتحمّل التكاليف، وإلا كيف يمكن أن تصدر صحيفة ولو ليوم واحد فقط.. أعرف هذه الأوضاع وحقائقها منذ سنوات لا تقل عن الثلاثين عاماً، وأعرف شخصياً أفراداً يوجدون هناك ليست لديهم أي قدرة مادية..

الحقيقة مخجلة بالنسبة لهم، لأنهم ليسوا إلا مجرد أدوات مغفّلة إنسانياً ومنطقياً في شخصياتهم، ومن يحدّد نوعيات الهجوم السخيف ضد دول معينة هو من يدفع التكاليف..

ومع أن ما يحدث هو إجرام وإساءات، إلا أنه يحمل الكثير مما يدفعك كي تضحك.. كي تستغرب كيف يتصور من ينشر وجود من يصدّق ما يروّجه من معلومات. مثلاً ستجد موضوعاً يتحدث عن يقين تزايد الخطورة في سوريا، لكنه يشير أن السعودية والبحرين سيدخلان في ذلك اليقين.. ليس هناك أي مبررات تشابه.. إطلاقاً..

صحيفة أخرى في أوروبا تضع عنواناً صارخاً يقول: السعوديون يموّلون القتل الجماعي في الشرق الأوسط..

صحيفة مجهولة الأساس تقول: إن الرئيس الأسد مشكلته في الخليج مع بعض الأمراء السعوديين فقط..

إن نماذج الإصدار خارج العالم العربي هو تماماً مثلما يحدث في العالم العربي أو على حدود العالم العربي من إصدارات ليست تمارس إلا مهمة واحدة هي الإساءة المباشرة والمتكررة ضد المملكة العربية السعودية..