تركي الدخيل

غصّت الكتب التراثية بالحديث عن لصوص الدين. يكفي أن الكذّابين والقصاصين كانوا موضع انتقاد دائم. الإمام مسلم كان يتحدث عن القصاصين بغضب شديد. وابن الجوزي سرد من قصص القصاصين الحمقى والكذابين عشرات الأحداث، ولا ننسى الإمام الذهبي في quot;سير أعلام النبلاءquot; حيث أوضح كارثة المدّعين من لصوص الدين في تراجمه لبعضهم. ومع الأحداث الحالية يقوم لصوص الدين بالتهييج ومحاولة ثلم المجتمع. المرأة التي كانت محبوسة في البيت أصبحت هي وقود تحركاتهم الآن. دعاة فتياتهم يدرسن في أرقى جامعات أوروبا وهم يحثون من على تويتر بالخروج ضد الطغيان وهم يتسدّحون ويتبطّحون في نعمة يرفلون بها من الكسب بالدين. ومع خدمات الجوالات وشركات الاتصالات صار بعض الدعاة يشتري بآيات الله ثمناً قليلاً!

قبل أيام قال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية الدكتور توفيق السديري في حوار ماتع أجراه الزميل خالد الباتلي في صحيفة (الحياة):quot;إن المشهد الإسلامي في السعودية اختطف في فترة من الفترات وتأثر بأيديولوجيات بشرية أسهمت في خروجه عن المسار الصحيح له، ما تسبب في اختلال تناغم المجتمع السعودي وتسامحه، هناك لصوص دين هم أخطر على المجتمع من لصوص الدنيا، وخطرهم أكبر لأنهم يخدعون الناس بأحب شيء لديهم، وتعريتهم لايمكن أن يتصدى لها تيار واحد أو شخص أو مجموعة من الأشخاص، بل لا بد من تظافر جهود أكثر من جهة ليكون العمل وفق منظومة متناغمة، والأهم من ذلك كله هو وجود قناعة لدى السياسي بذلك وفي شكل واضحquot;!

نعم.. إنهم لصوص الدين. والمسؤولية على وزارة الشؤون الإسلامية التي ينتسب إليها السديري أن تقض مضاجع هؤلاء الدعاة بالمحاسبة حتى لا يغدو الدين مسرحاً لكل من هب ودب. صرنا نرى دعاة أصبحوا يدعون إلى الله بعد أسبوع من تركهم للمخدرات. وأتمنى من أعضاء هيئة كبار العلماء إصدار فتوىً واضحة تجاه الاتجار بالدين.

بآخر السطر فإن اللصوصية بالدين تزداد انتشاراً وتفشياً، وهم يستغلون المجتمع ومقدراته وخيراته من أجل التجارة بالدين ومن أجل الهيمنة على الناس والرغبة بالتدخل السياسي بل بعضهم لا يزال يحلم بالسلطة كما يحلم بها حسن الترابي.