غسان حجار


حذّر الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله من الانجرار الى فتنة سنية ndash; شيعية، يراد جرّه وحزبه اليها، لإغراقه في الوحول الطائفية، وبالتالي القضاء عليه.
والفتنة أشد فتكاً من كل الحروب الخارجية، ومن الادلة الى ذلك القوة المسيحية الأفعل خلال الحرب، والتي لم يكن ممكناً إخضاعها الا من الداخل، فكانت الحروب العبثية للتحرير والإلغاء التي دمّرت العصب المسيحي في ما كان يسمى quot;المناطق الشرقيةquot;. ومع القضاء على القوة المسيحية بدأت مرحلة جديدة من بناء مستقبل البلد، وفرضت نتائج وتبعات للواقع الجديد.
لكن السيد نصرالله، الواعي جداً لمخاطر الفتنة، توعّد مريديها بوجوب الحذر وعدم اخضاع قوة الحزب للتجربة. فأن يعي الحزب مخاطر الفتنة أمر عظيم، طالما يشعر بأنه مستهدف منذ زمن، لكن أن لا يتخذ أي اجراء أو تنازل يقي البلاد شر الفتنة فهو امر مثير للغرابة أيضاً.
لا يكفي التحذير، والتهويل، والوعيد، لدرء الفتنة التي تدنو منا يوماً فيوماً، بل من الضروري العمل الجدي لتجنبها. والحل يكون بتنفيس الاحتقان القائم في البلاد.
وللتنفيس أوجه مختلفة. وهذا أمر يحتاج الى اجراءات عدة منها:
- الاتفاق على قانون انتخاب جديد لا يلغي أحداً، ولا يقصي أحداً، ولا يحجم أحداً، ولا يفيد في استقواء فريق على آخر، بعيداً من الحسابات الاقليمية والآمال المبنية عليها سلباً أو إيجاباً لهذا الفريق أو ذاك.
- ان يرفع الحزب غطاءه عن الحكومة الحالية طالما انه يشكو منها، فيبادر الى اقالتها، أو اسقاطها كما فعل مع حكومة الرئيس سعد الحريري، والمبادرة الى تأليف حكومة جديدة، على قاعدة حكومة وحدة وطنية، أو حكومة تكنوقراط، واذا لم يرض فريق 14 آذار فليتحمل مسؤوليته في هذه المرحلة الحرجة.
- الاقتراح الثالث، والأصعب لدى الحزب، هو العودة الى طاولة الحوار الوطني، بعد عرض رؤيته الكاملة للاستراتيجية الدفاعية التي يمكن أن تحضن سلاحه على انه سلاح مقاوم، وتجعله quot;شرعياًquot;، بدل ابقائه مصدر استقواء، ومادة رفض، وهدفاً دائماً للخارج والداخل على السواء.
المبادرة مطلوبة اليوم قبل الغد، وهي ملحة وضرورية. ولا إمكان لتجاوز الأزمة الراهنة من دون حراك حقيقي في هذا الاتجاه، اللهم الا اذا كان الجميع لا يملكون قرارهم أو هم يدارون فعلاً بالريموت كونترول من الخارج، فينادون علناً برفض الفتنة، فيما يدفعهم مَن يحركهم اليها وفق حسابات الخارج التي لا تفيد الداخل حتماً، وهي ليست مضرة، بل قاتلة.
فهل يتخلى الجميع عن بعض ولاء للخارج وعن الفوقية والاستكبار والتجبر في المرحلة المقبلة سعياً للمحافظة على هذا اللبنان، وليس تحويله لبناناً جديداً على قياس كل منهم؟