محمد صالح المسفر


(1) سوف تحتضن الدوحة عاصمة قطر القمة العربية في الايام القادمة في ظروف عربية غاية في الصعوبة، وجدول اعمال القمة متعدد البنود، على سبيل المثال سيتناولون الاوضاع العربية وهي متشعبة وشائكة والقضايا الدولية ذات الصلة. صحيح هناك اجتماعات الخبراء ثم الوزراء وهذه الاجتماعات ترتب ما يجب على القادة التقرير في شأن تلك البنود المحالة اليهم.
اجواء العلاقات العربية العربية حالكة السواد يوجد بين معظم القادة العرب تنافر وليس انسجاما. في معظم الاقطار العربية انظمة مأزومة داخليا وخارجيا فهل يستطيع المأزوم ان يساهم في حل ازمات الانظمة العربية الاخرى؟
القمة العربية مطلوب منها موقف واضح من الازمة اليمنية والعمل على ايجاد حلول لتلك الازمة، مبادرات مجلس التعاون الخليجي فيها ثغرات ليست لصالح الشعب اليمني ومن المؤكد ان مبادرات مجلس التعاون الخليجي انصبت لصالح رأس النظام السابق واركان نظامه بتحصينهم من اي مساءلة لما فعلوا بالشعب اليمني على مدار الثلاثين عاما او اكثر ذلك ظلما للشعب اليمني لا يجوز السكوت عنه. ان اليمن يسير الى مواجهات لا تحمد عقباها ما لم يتخذ مؤتمر القمة موقفا واضحا من العبث الذي يمارسه الرئيس السابق اسوة بما فعل مجلس الامن عندما هدد علي عبد الله صالح واركان حكمه بكل وضوح وكذلك علي سالم البيض من العبث بامن اليمن واستقراره .اني انبه كل مهتم بامن اليمن ان اي اختلال في الوضع اليمني في الايام القادمة سيشعل النار في كل ارجاء اليمن لا سمح الله وستطال نيران تلك المواجهات دول الجوار وكذلك الحال في مملكة البحرين. الصومال ضاع منا فهل من ارادة للقمة العربية لاستعادة الصومال الى احضان الامة والعمل على ايجاد حلول لمأساته تعيده الى الاستقرار والمساهمة في تحقيق الامن في البحر العربي والبحر الاحمر على السواء. السودان رئيسه ملاحق دوليا والفوضى تنهش اطرافه وتفكيك مكوناته فهل من سبيل لتحقيق استقرار في ذلك القطر الذي لم يتمكن حتى الان من الخرج من ربقة الفقر والتخلف والرغبات الانفصالية والتطاحن السياسي بين النخب السودانية؟

( 2 )

العراق الذي وقف في وجه اطماع ايران في التمدد على حساب العرب وخاصة دول الخليج العربي عبر التاريخ ودخل في مواجهات دامية معهم كان اخرها معارك عسكرية دامية استمرت ثمانية اعوام متتالية ( 1980 ـ 1988 ) وفي عام 2003 تم احتلال العراق من قبل امريكا وبريطانيا وفي نهاية المطاف انسحبت امريكا من العراق وابقت بعض وحداتها العسكرية عام 2011 واستلمت ايران العراق تفعل به وبثرواته ما تشاء والعرب يتفرجون.
اليوم الشعب العراقي في حالة انتفاضة شعبية سلمية يطالب بحقوقه التي سلبتها منه حكومة المالكي التي تُدار من طهران بمعنى ان ايران تعامل العراق اليوم معاملة اقليم عرب استان وان المالكي عبارة عن محافظ للعراق بدرجة رئيس وزراء وعضو في الجامعة العربية.
اريد ان اذكركم يا زعماءنا الميامين بانه كان لكم يد في اضعاف العراق ثم تيسير احتلاله واليوم اراكم صامتين عما يفعل بالعراق ان المطلوب من قمة القادة العرب اليوم دعم انتفاضة الشعب العراقي قبل ان يستفحل الامر ومصارحة المالكي ورهطه بان عليهم ان يستجيبوا لمطالب الشعب العراقي التي يعلنها بشكل يومي في اماكن اعتصاماتهم. وعليكم ممارسة كل الضغوط السياسية والاقتصادية والامنية ايضا على المالكي واركان حكمه للاسراع في الاستجابة لتلك المطالب دون تردد ودون مساومة.
ان العصبة الحاكمة في بغداد اليوم بقيادة المالكي جعلت الاراضي العراقية جسرا لايران لتصل الى دمشق الحبيبة لمناصرة نظام بشار الاسد ضد الشعب السوري، فعبر اراضي العراق تسير كل الامدادات والتموين لحكومة بشار الاسد، وكذلك الاجواء العراقية مستباحة من قبل ايران. لم يكتف بذلك بل ان المالكي سخر كل احتياطات العراق المالية والتموينية لصالح المجهود الحربي الذي يشنه جيش بشار الاسد وشبيحته ضد الشعب السوري فهل يا قادتنا الميامين ترون ذلك وتصمتون ويكون الشعب السوري والشعب العراقي ضحايا لخدمة المشروع الطائفي؟

( 3 )

بين ايديكم ملف اصلاح الجامعة العربية وهناك مقترحات متعددة للاصلاح من اكثر من دولة عربية، والرأي عندي في شأن الاصلاح هو توفر ارادة الاصلاح عند الملوك والرؤساء العرب. ان بند الاجماع في اتخاذ القرارات لم يعد مجديا، وان اتفاقية الدفاع العربي المشترك تم تجاهلها ولا بد من تفعيلها وانشاء قوة عسكرية مسلحة باحدث الاسلحة لتكون قوة رادعة لحماية الشعب العربي وسيادته على امتداد هذا الوطن الكبير من المحيط الى الخليج. نريد وحدة اقتصادية حقيقية لا دفترية لتحقيق التكامل العربي. نريد عمالة عربية تحل محل العمالة الاجنبية في كل دول الخليج العربي وفوق هذا وغيره نريد من حكامنا الميامين الثقة فينا نحن الشعب والتعامل معنا على اننا شركاء في الحقوق والواجبات.
اخر القول: امتنا لا تستحق كل هذا الظلم والجبروت والعدوان عليها من بعض حكامها.