خالد السليمان


كما أن حرية الفعل والسلوك في الغرب مقيدة بالقانون وغير مطلقة فإن حرية الرأي أيضا مقيدة وغير مطلقة، فأنت لا تستطيع أن تعبر عن تعاطفك وتأييدك للنازية والفاشية أو للكراهية والحض على القتل والإرهاب!وعندنا لا يجب أن يختلف الأمر، فالبعض لا يميز بين حرية الرأي والشتم وحسب بل لا يميز بين حرية التعبير والرأي وحرية التحريض على سفك الدماء، ومن هؤلاء من يميلون لمساندة فكر وتنظيمات التطرف والتكفير والإرهاب ويتعاطفون مع حملة راياته ثم بعد ذلك يريدون إقناعنا بأن ما يمارسونه ليس إلا تعبيرا عن الرأي!ولا يهمني ما يعتنقونه من أفكار أو تميل به قلوبهم طالما هي أسيرة جدران عقولهم، لكن يهمني أن يدركوا أن التعبير الصريح عن هذه الأفكار والمشاعر لا يخصهم وحدهم بل يخص المجتمع بأكمله؛ لأنها تنعكس عليه وترتد في نحره، فهم يغذون فكرا شاذا ويشجعون فعلا منحرفا يهدد حياتنا نحن ويسفك دماء أحبابنا نحن!وإذا كانت ذاكرة البعض قصيرة جدا بحيث نسي الدماء البريئة التي سفكت على مذبح الإرهاب والتكفير وجماعاته المنحرفة فكرا ومنهجا فإن من واجبنا أن نذكره بأن المجتمع ليس ساحة مستباحة للقتلة باسم حرية الرأي والتعبير، ومن شجع على القتل كمن مارسه وإن لم يشارك بفعله، والمجتمع اليوم أكثر وعيا من أن تسوق له الأفكار المسمومة في القوالب المفخخة!.