غزة ـ رام الله

من أشرف الهور ووليد عوض: من المقرر ان تبدأ حركتا فتح وحماس خلال الأيام القليلة القادمة البحث في تشكيل حكومة من الشخصيات المستقلة يرأسها الرئيس محمود عباس تماشيا مع بنود المصالحة، في ظل اختلاف الحركتين حول تنظيم quot;قمة مصغرةquot; تعقد في العاصمة المصرية القاهرة، بناء على دعوة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة لإنهاء علمية الانقسام، خاصة في ظل خشية قيادة السلطة وفتح بأن يكون الهدف من ورائها تفتيت عملية التمثيل الفلسطيني.
وكشف عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح في حوارات المصالحة عن مشاورات ستجري في غضون أيام بين حركته وحركة حماس، للبدء في بحث تشكيل حكومة من المستقلين برئاسة الرئيس عباس، وذلك بالتزامن مع انتهاء لجنة الانتخابات من عملية تحديث سجل الناخبين، وذلك يوم العاشر من الشهر الجاري.

ونفى الأحمد في تصريحات للإذاعة الفلسطينية ان تكون هناك أي اتصالات قد جرت مع حركة حماس لتحديد مواعيد لحوارات المصالحة، أو لعقد قمة عربية بناء على دعوة أمير قطر، وقال ان المشاورات ستبدأ خلال أيام.

وأشار إلى قرار سابق للرئيس عباس أكد فيه انه سيتم تحديد موعد الانتخابات وتشكيل حكومة التوافق الوطني بعد انتهاء عملية تحديث سجل الناخبين.

وشكك الأحمد في جدوى عقد quot;قمة عربية مصغرةquot;، بناء على دعوة أمير قطر خلال القمة العربية التي عقدت في الدوحة يوم 24 الماضي، لبحث ملف المصالحة بمشاركة فتح وحماس، والدول العربية الراغبة، وقال quot;لا مبرر لهذه القمة، لأنه لا توجد أزمة في ملف المصالحةquot;.

ورأى الأحمد أن مقترح قطر لعقد القمة quot;يزيد الأمور تعقيداquot;، مضيفا quot;الدعوة لعقد القمة أثارت الريبة في نفسي، وكأن لديه (أمير قطر) معلومات لا نعرفهاquot;، وأشار إلى أن مصر ترعى المصالحة، ولم تطرأ أي عقبات على الملف.

وقال الأحمد ان زيارة وفد قادة حماس إلى القاهرة الحالية تتعلق بما وصفها quot;الأزمة الكبيرةquot; بين الحركة ومصر.

وعلمت quot;القدس العربيquot; انه عقب التصريحات الأولية من قادة الحركتين، بما فيها قادة حركة فتح التي رحبت بأي جهد لإتمام المصالحة، شرع قادة الحركة بدراسة أبعاد دعوة أمير قطر، لعقد قمة مصغرة لبحث المصالحة تعقد في القاهرة التي ترعى الحوارات.

وخرج قادة الحركة بحسب ما أكد أحد مسؤولي الحركة لـquot;القدس العربيquot; وفضل عدم ذكر اسمه باستنتاجات تؤكد ان مثل كهذا دعوات ستعمل على إيجاد أكثر من ممثل للشعب الفلسطيني، كون أن حركة حماس ستحضر quot;قمة عربيةquot;، وهو أمر ترفضه فتح التي تتمسك بتمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لكل الفلسطينيين في الداخل الخارج.

وأكد المسؤول في حركة فتح ان المناقشات التي تمت على أعلى مستوى، وبحثت في دعوة أمير قطر، فسرت الدعوة على أن الهدف منها العمل على quot;إحداث انقسام في التمثيل الفلسطينيquot;، من خلال إشراك حماس فيه إلى جانب المنظمة.

وشدد على رفض حركة فتح وقيادة وباقي فصائل المنظمة لأي مخطط من هذا القبيل، وكشف عن اتصالات تجري في هذه الأوقات مع القيادات المصرية المشرفة على حوارات المصالحة، لبحث هذا الملف، والعودة مجددا لإجراء مباحثات المصالحة في القاهرة، من النقطة التي توقفت عندها آخر مرة.

ويرى أن مشاركة حماس في quot;لقاء قمةquot; سيساهم في فصل قطاع غزة الخاضع لحماس، عن باقي المناطق الفلسطينية، يحتاج لتمثيل جديد.

وفي السياق قال المستشار السياسي للرئيس محمود عباس ان قمة كهذه يفترض أن quot;تكرس وحدة التمثيل الفلسطينيquot;، وأضاف في تصريحات صحافية مدافعا عن تمثيل المنظمة للفلسطينيين، quot;هناك مرجعية واحدة لشعبنا دفع ثمنها غاليا من أجل انتزاعها، وبالتالي هناك ممثل واحد للشعب الفلسطيني في أي مؤتمر رسمي سواء كان قمة عربية أو إقليمية أو دولية، أو اجتماع وزاري أو غيرهquot;، وأشار إلى أن المصالحة الوطنية قطعت أشواطا طويلة من خلال حوار الفصائل الوطنية الفلسطينية التي تمت برعاية الأشقاء في مصر، وآلياتها وتوقيت تنفيذها واضحة ومحددة وهي بحاجة للتنفيذ.

وأكد على أن أي جهد عربي quot;يجب أن يدعم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وفق اتفاقي القاهرة والدوحة لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنيةquot;.
وفي رد حماس على آخر تطورات دعوة أمير قطر استهجن سامي أبو زهري، الناطق باسم الحركة في تصريح تلقت quot;القدس العربيquot; نسخة منه quot;الانتقادات المتوالية من حركة فتح لقمة المصالحة الفلسطينية، وquot;تباين مواقف حركة فتح بين القبول والتنديد بالقمةquot;.

واعتبر الناطق باسم حماس أن إجهاض هذه الخطوة (القمة العربية المصغرة) quot;يحمل حركة فتح المسؤولية مجدداً عن تعطيل المصالحة ويؤكد على تقديم حركة فتح لجهود عقد المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي على جهود المصالحة الفلسطينية في ظل استمرارها بحملة اعتقالات واسعة ومستمرة في صفوف كوادر وعناصر حركة حماس في الضفة الغربيةquot;.

وستجني حركة حماس في حال عقد قمة كهذه مكاسب كبيرة، أهمها دبلوماسية وسياسية، من خلال إشراكها في حضور قمة يحضرها قادة ومسؤولين عرب كبار، خاصة وأن التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني مقصور على حركة فتح التي تتزعم السلطة الفلسطينية.