محمد السعدنى

جاوزت الثورة المصرية عمر السنتين ومازالت متعثرةrlm;,rlm; بل في طريقها الي أن تأخذ الوطن كله الي الدمار والسقوط والتفككrlm;..rlm; كان من المفترض لو أن الثورة اتجهت الطريق المستقيمrlm;,rlm;

أن نكون قد خطونا خطوات واسعة نحو الدولة المحترمة التي تنافس علي الخريطة العالمية, لا أن نستمر كدولة أكثر سوءا مما كانت عليه أيام النظام السابق نتسول من هنا ومن هناك.
إذن فقد أكلت الثورة أبناءها بعد أن ابهروا العالم في لحظة كان الصدق فيه هو الغالب علي كل من في الميدان, وتحولت الي ميدان واسع للصراع علي السلطة.. ضاع الصدق والبراءة ودخلت الأطماع والدسائس والتحالفات الدنيئة من أجل السيطرة علي ما بقي من مقدرات الوطن.. نعم لم تعد هناك ثورة, وانما معارك علي أرض الوطن لصالح الغير.
يا إلهي.. مصر التي كانت نموذجا في الوحدة الوطنية وملاذا آمنا للمضطهدين.. مصر التي كانت تدعو اللبنانيين علي سبيل المثال الي تحكيم العقل وعدم الانسياق وراء مؤامرات الخارج.. مصر التي كانت تدعو الجميع الي رفع أيديهم عن لبنان, أصبحت الآن في الوضعية اللبنانية نفسها قبيل الحرب الأهلية طويلة المدي التي فككت أوصال اللبنانيين, ومازالت حتي الآن آثارها واضحة علي المشهد هناك الذي لم يتعاف بعد.. مع الوضع في الاعتبار حجم لبنان وحجم مصر.
الأسلحة بمختلف أنواعها بما في ذلك الصواريخ ومضادات الطائرات والدبابات أصبحت في متناول ميليشيات لم تفصح عن وجودها بعد بالشكل الصريح, ولكن يكفي أن أحدهم هدد قبل أيام بالقصف الصاروخي ضد تجمعات المعارضين ومنازلهم ومقارهم, متباهيا بأن ميليشياته تمتلك السلاح اللازم لذلك.. هذا التهديد نشر علي صفحات الصحف ولا يحتاج الي دليل, ولابد أن الأجهزة المعنية تتابع الأمر, ولكن دون أي رد فعل.
لماذا تصر الحكومة علي قرض الـ4 مليارات و800 مليون دولار ؟.. يقولون إنه سيفتح الباب لاقتراض15 مليار دولار أخري.. هل هذا معقول ؟.. هل نحن في حاجة الي مزيد من الديون التي لن نستطيع في ظل الأوضاع الحالية أن نستغلها في اي استثمارات, بل ستضيع في سد عجز الموازنات.
بدلا من الاستجداء, ابذلوا الجهد لإعادة فتح المصانع.. لتأمين الطرق من العصابات.. لاعادة فتح البيوت التي خربت.. لاستعادة الأمن وهيبة الشرطة.. لا تفكروا في هدم الشرطة لإعطاء المشروعية للميليشيات الجاهزة للعمل.. أوقفوا هذه الفوضي التي تدمر الوطن يوما بعد يوم.. لا تستخفوا بما نحن فيه الآن.. غدا سيكون دمارا علي الجميع.
علي الرئيس مرسي أن يستعيد الوحدة الوطنية.. في مقدوره أن يستوعب قوي المعارضة.. بإمكانه أن ينفذ مطالبها المشروعة بتشكيل حكومة إنقاذ وطني.. إنقاذ الوطن لن يكون بالمعاندة وبقول أن لا أحد يستطيع الإملاء علي رئيس الجمهورية.. تنفيذ المطالب الوطنية ليس رضوخا, ولكنه احساس بعظم المسئولية.. ارجوك يا سيادة الرئيس اعمل علي إنقاذ مصر.. لا تلتفت الي من يريدون الانتقام.. اوضح لهم أن الوطن يجري بسرعة نحو الخراب اذا لم يتركوك تعمل من أجل كل الشعب وكل الوطن.. كن في قصر الاتحادية ومارس عملك من أجل مصر من هناك.. اجمع حولك كل أطياف المعارضة.. قفوا صفا واحدا في مواجهة الفوضي التي ستحرق الأخضر واليابس.. اعيدوا بناء الدولة علي أسس من احترام القانون والدستور.. عالج المواد الدستورية المختلف عليها.. ساعتها سوف تهدأ المعارضة وتمد يدها اليك بكل الصدق.
أيتها الفصائل المعارضة.. يا جبهة الانقاذ.. يا شباب الثورة التي ضاعت.. يا شباب6 ابريل.. يا شباب التيارات الاسلامية.. يا أيكم جميعا من أبناء مصر.. مصر تضيع من بين أيدينا.. أوقفوا هذه المساخر.. اجعلوا ولاءكم لمصر, وليس لأي قوة اقليمية.. اخلصوا النية لله سبحانه وتعالي علي أن تتعاونوا علي البر والتقوي وليس علي الإثم والعدوان.. اعترفوا بأن الرئيس مرسي هو الرئيس الشرعي للبلاد الي حين موعد الانتخابات الرئاسية الجديدة بعد ثلاث سنوات.. شاركوا في الانتخابات البرلمانية المقبلة.. ناضلوا بالطرق السلمية لتعديل الدستور.. ساعدوا علي استقرار الأمن لإعادة دوران عجلة الإنتاج.. لا تعتمدوا علي قوي خارجية, فجميعها تري الفرصة سانحة لتحقيق احلامهم في هدم الدولة المصرية. انقذوا مصر ومستقبل الأجيال.. حققوا حلم الثورة في مصر قوية.