مطلق سعود المطيري

يحتج مستشارو الرئيس العراقي نوري المالكي ومؤيدوه على الدعوات المطالبة بتنحيه عن السلطة، بحجة ان استلامه للحكم جاء عن طريق صندوق الاقتراع ولن يبعده عن كرسي الحكم إلا صندوق الاقتراع، طرح منطقي لوضع غير منطقي، فالمالكي وصل للحكم بسبب تأثير خارجي مكنه من اغتصاب الديمقراطية، حتى تتكيف نتائجها بأسلوب يخدم وجود المحتل بشكل ديمقراطي.

فتم فرز الأصوات في الانتخابات التشريعية 2010 فرزا طائفيا وليس فرزا ديمقراطيا، الأمر الذي تسبب بتعليق استحقاقات نتائج الانتخابات عدة شهور، لان نتائجها الديمقراطية لم تكن طائفية وكانت لصالح القائمة العراقية التي ترفع شعارا يناهض الوجود الايراني في العراق، فارتكبت ايران على أثر هذا الشعار جريمة سياسية فحطمت كل معنى نقي للسيادة الوطنية.

الانتقاص من السيادة امر يرفضه تاريخ الشعوب ولن تقبله فطرة الانسان الحر، فقد شهدت لبنان مجازر عديدة واغتيالات وتغيير في مسارات الانتماء بسبب انتهاك سيادته على يد شقيقته سوريا، فوطنية الشعوب تتحرك دائما بصورة مشتعلة وغير مسالمة إذا انتهكت سيادة ارضها، ولن تعود لطبيعتها السلمية إلا باسترجاع سيادتها الوطنية.

كل الاصوات التى نسمعها في المظاهرات العراقية، تطالب برفع يد ايران عن العراق، كما إن الشيء المعروف والذي لا مجال لإنكاره ان السيد المالكي جاء للحكم بقرار ايراني، وليس عن طريق الاختيار الديمقراطي الحر، فقد تسلم الرئاسة بعد ان وضعت طهران خطا احمر على القائمة العراقية الفائزة بالانتخابات الديمقراطية وزعيمها اياد علاوي، فلم يكن بالأمر حيلة ولا خداع، ولكن فرض بالقوة والنفوذ، وهذا تم بموافقة القوى الأجنبية في العراق وهي واشنطن، ورضا هذه الأخيرة على الاختيار الايراني منع أو أجل الاحتجاج الشعبي العراقي على اختيار طهران للمالكي رئيسا للعراق بالقوة والاكراه، فكان لايران الاختيار ولواشنطن صناعة التقبل وتسويقه بالترهيب والترغيب على القوى السياسية العراقية الرافضة للوجود الايراني في العراق، وبعد ثلاث سنوات على رئاسة السيد المالكي سقطت كل اعتبارات الترهيب والترغيب، وارتفعت قيمة الكرامة الوطنية، ورخص ثمنها quot;الحياةquot; عن الانسان العراقي، فبعد ان اعلنت العشائر العراقية عن تشكيل جيش من ابنائها يدافع عن سيادة العراق، فلا وجود لمنطق سياسي واحد لا يأخذ في اعتباره ارجاع سيادة العراق للعراق.

الاصعب من هذا هو رؤية المتظاهرين العراقيين ndash; الذين تحولوا الى ثوار وطنيين بعد تشكيل جيش العشائر- ان وجود الرئيس المالكي على رأس الحكومية العراقية هو انتقاص لسيادة العراق، فهل يسترجع جيش العراق سيادة العراق، أم ان ديمقراطية المالكي مازالت تحتفظ بالكثير من الصناديق التي تم فرزها في طهران؟