rlm;عطيه عيسوى

التصرفات الحمقاء لذوي العقول ضيقة الأفق ممن يدعون الجهاد في سبيل الله ونصرة الدين أضرت بالمسلمين والاسلام أكثر مما لو كانوا تركوا الأوضاع علي حالهاrlm;.rlm;

فلم يعرفوا من أحكام الدين الحنيف الا القشور ومع ذلك جعلوا من أنفسهم فقهاء وأعطوها الحق في تغيير ما يرون أنه منكربالقوة دون التدرج في أسلوب الدعوة أو أخذ موازين القوي الدولية والاقليمية في الحسبان ومتجاهلين قاعدة أصيلة في الفقه تقضي بأنه لو كان دفع الضرر سيأتي بضرر أكبر فبقاء الحال علي ما هو عليه أفضل.
لم يعتبروا بما جرته تصرفاتهم الهوجاء علي المسلمين من كوارث وأصروا عليها,من تنظيم القاعدة في أفغانستان مرورا بحلفائه وفروعه بالعراق وشبه الجزيرة العربية وشمال افريقيا وشرقها حتي بوكوحرام في نيجيريا.فقد أدي تفجير القاعدة مركز التجارة العالمي بنيويورك عام2001 إلي غزو أفغانستان, وأدي نسف سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا عام1998 إلي تعزيزالوجود العسكري الأمريكي في شرق افريقيا واقامة أول قاعدة عسكرية أمريكية في القارة السمراء بجيبوتي وقواعد للطائرات بدون طيار في دول عديدة آخرها النيجر.وتسبب تهور التوحيد والجهاد وأنصار الدين باعلان انفصال شمال مالي واقامة امارة اسلامية عام2012 في رد عسكري عنيف من فرنسا ودول الغرب والجوار قتل فيه المئات من المدنيين الأبرياء وأجبر من تبقي من المتطرفين علي الاختباء في جحور جبال ايفوقاس قرب الحدود مع الجزائر, وانتهي الأمر بتدعيم العلاقات أكثر بين دول شمال وغرب افريقيا الاسلامية والغرب الكافر كما يصفونه.
وفي نيجيريا حاولت بوكوحرام التي تحرم التعليم علي النمط الغربي طرد المسيحيين من الشمال ذي الأغلبية المسلمة واقامة امارة اسلامية بشن حملة اعتداءات عليهم وكنائسهم وقوات الأمن فواجهها الجيش والبوليس بضراوة وقتل قائدها وأعدم الكثير من أتباعها بدم بارد دون تعاطف يذكر معهم حتي من المسلمين في الخارج. وكانت أحدث مصائبهم التي أزهقت أرواح3000 انسان منذ2009 قيام الجيش باحراق بلدة باجا بولاية بورنو في أقصي الشمال الشرقي ومصرع نحو200 شخص بعد اكتشاف تخزين أسلحة ثقيلة فيها. والأخطر من ذلك أن اعتداءها علي الكنائس دفع حركة تحرير دلتا النيجر, التي تحارب الحكومة منذ التسعينيات لتجاهلها تنمية منطقتهم المنتجة للبترول, للتهديد بأنها ستستهدف المساجد مما ينذر بحرب أهلية دينية لن يقف أقوياء العالم مع المسلمين فيها. والأغرب من حماقة بوكوحرام قيام جماعة تسمي نفسها أنصار المسلمين في بلاد السودان بأعمال عنف وخطف في نيجيريا دون تفسير مقنع لعلاقتها بما يحدث في الأراضي السودانية علي بعد آلاف الكيلومترات. وفي الصومال فجرت حركة الشباب المجاهدين مجمع محاكم العاصمة مقديشو فيما وصفته بـ غزوة هدم الطواغيت مزهقين أرواح عشرات الأبرياء بمن فيهم متطوعون من الهلال الأحمرالتركي كل ذنبهم أنهم جاءوا لمساعدة الصوماليين في محنتهم,الأمر الذي قد يجعل من يريد مساعدة ذلك الشعب المنكوب يتردد كثيرا.
وكما تسبب الحمقي في تضييق الخناق علي المسلمين المقيمين في الغرب ووضعهم موضع الاشتباه في كل تحركاتهم وتقييد فرص المبتعثين للدراسة وتشويه صورة الاسلام في عيون غير المسلمين, كانوا أيضا سببا في تجاهل معاناة أقلية الروهنجا المسلمة وتعرضهم للابادة علي أيدي الأغلبية البوذية في ميانمار(بورما سابقا) لمجرد أنهم مسلمون. كما تسببوا في تردد الغرب في تزويد المعارضة السورية بالأسلحة اللازمة للتسريع باسقاط نظام الأسد, مثلما أسقط القذافي في ليبيا, خشية أن تقع الأسلحة بأيدي المتطرفين خاصة جبهة النصرة المتحالفة مع تنظيم القاعدة مما يطيل أمد الحرب ويزيد عدد الضحايا وحجم الدمار.
لم يعتبروا, وهم الذين يزعمون أنهم وهبوا حياتهم لنصرة الاسلام واقامة شرع الله في أرضه ـ بحديث رسول الله محمد( صلي الله عليه وسلم) الذي قال فيه: من ظلم معاهدا أو انتقصه فأنا حجيجه يوم القيامة ولا بوثيقة الخليفة عمر بن الخطاب( رضي الله تعالي عنه) للنصاري عند فتح القدس عام631 م التي تعهد فيها بحمايتهم وكنائسهم ومواضع رهبانهم أينما كانوا بما يحفظ به نفسه وخاصته وأهل الاسلام. وليت أمثالهم في مصر يعتبرون قبل فوات الأوان.