مغازي البدراوي

لو كان للإخوان حسنة أو إنجاز واحد على مدى ما يقرب من عام من حكم مصر، فهي أنهم استطاعوا توحيد مصر كلها ضدهم، حتى وإن كان عن غير قصد وضد رغبتهم، إلا أنه حدث في عهدهم.

لا نبالغ إذا قلنا إنه يصعب الآن أن تجد في مصر فصيلاً أو تياراً أو جهة أو طائفة أو قرية أو مدينة أو مؤسسة، يمكن القول إنها تؤيد حكم الإخوان المسلمين في مصر، وحتى داخل جماعة الإخوان نفسها بدأت تظهر وتعلو الأصوات المنشقة والمنتقدة والمنددة بأسلوب الإخوان في الحكم، ونشاهد بعضهم في الفضائيات.

الإخوان في مصر أصبحوا الآن مرفوضين من الجميع، بداية من الثوار الذين قاموا بالثورة وضحوا بأرواحهم من أجلها، وقدموا المئات من الشهداء، ثم جاء الإخوان مـتأخرين ومترددين ليركبوا الثورة، وعندما وصلوا للحكم وجهوا نيرانهم نحو الثوار ليقتلوا منهم العشرات، بل المئات، ويتهمون كل من يثور ويتظاهر ضدهم بأنهم فلول وبلطجية ومجرمون مأجورون.

جميع فئات الشعب المصري وطوائفه الآن ضد الإخوان، القضاة ومؤسسة القضاء من أدنى إلى أعلى درجة فيها، لم تهدأ ولم تتراجع عن احتجاجاتها منذ وصول الإخوان للحكم حتى الآن، ومرشحة للتصعيد أكثر في الفترة المقبلة، بعد أن كشف الإخوان عن مخططهم الأسود تجاه القضاء.

أنصار النظام السابق ومعارضوه، الفنانون والأدباء والمثقفون بمختلف فئاتهم، جميعهم بلا استثناء ضد الإخوان، وكذلك الإعلاميون جميعاً، بما فيهم من يعمل في الإعلام الرسمي الحكومي الموجه من الإخوان، إذا سألته سيقول لك: laquo;أنا لست مع الإخوان، أنا محايد وغير منتمraquo;.

وأيضاً النقابات المهنية مثل المحامين والصحافيين والأطباء والتجاريين واتحادات العمال بمختلف أصنافها، والأحزاب السياسية جميعها، باستثناء ثلاثة ينتمون لجماعة الإخوان، أكثر من أربعين حزباً في مصر الآن ضد حكم الإخوان.

الأقباط والمسلمون والأزهر والكنيسة ضد الإخوان، حتى التيارات الإسلامية الأخرى، مثل السلفيين، استشعروا الخطر والتهديد الذي يشكله نظام حكم الإخوان للتيارات الإسلامية عموماً، فبدأوا يتنصلون ويتبرؤون منهم، وها نحن نشاهد حزب النور السلفي يشن هجومه على الإخوان والرئاسة بسبب حملتهم على القضاء.

الجيش والأمن ضد الإخوان، حيث يرفض الجيش الدفاع عن النظام ضد الشعب، بينما الاحتجاجات داخل الأجهزة الأمنية ضد قيادات الداخلية الإخوانية لم تتوقف.

الصورة العامة تكشف عن أن مصر كلها ضد الإخوان، والسفينة توشك على الغرق، والكثيرون بدأوا يقفزون منها، وعلى رأسهم مستشارو الرئاسة الذين قدم معظمهم استقالته، مثل محمد عصمت سيف الدولة، وسيف عبدالفتاح، والكاتب الصحفي أيمن الصياد، والإعلامي عمرو الليثي، والكاتب حسن نافعة، ومساعد الرئيس خالد علم الدين القيادي في حزب النور، وآخرهم محمد فؤاد جادالله المستشار القانوني للرئيس، وأيضاً استقالة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عصام شرف والفريق الاستشاري المرافق له من مشروع تنمية إقليم قناة السويس، واستقالة أحمد مكي وزير العدل.

كل هذا، مع استمرار مشاهد الاحتجاجات والمظاهرات في مختلف أنحاء مصر.. يعني أن استمرار جماعة الإخوان في حكم مصر أمر مشكوك فيه تماماً، خاصة مع تراجع الـتأييد والدعم الخارجي لها.