حسن الحارثي

بماذا يشعر ذلك الشيخ الذي أفتى يوما بوجوب الجهاد في العراق، وهو يشاهد من حرضهم على الذهاب للقتال وهم يعذبون جسديا ونفسيا ويساقون إلى ساحة الإعدام ثم يعودون كل يوم؟
هل يسامح نفسه ويعيش حياته هانئا منعما بين أبنائه وبناته، ولا يسمح لأحد بالتدخل في شؤونهم أو أن يكون وصيا عليهم، أم أن له ضميرا يستشعر ألم أؤلئك الذين خلف القضبان؟
هل يعرف صاحب فتوى الجهاد أن والدة الشاب المسجون في العراق وأهله جميعا يعيشون عذابات يومية، بين فجيعة الموت والانتظار، وأنه سبب فيها حين تكلم باسم الله ووجه الشباب إلى ساحة المعركة للجهاد ضد أميركا، ثم أرسل ابنه للدراسة في أميركا؟


أي قلب يحمله هذا الشيخ الذي ما زال يحرض بشكل أو بآخر على القتال باسم شعيرة الجهاد اليوم في سورية، ويستثير مشاعر الشبان المتحمسين لنصرة إخوانهم في البلد الغارق في الدم والنار وهو لا يفعل شيئا سوى الكلام وإشباع نهم الطائفية في داخله!
هؤلاء المشايخ وهم يعرفون أنفسهم ونعرفهم جيدا يحاولون اليوم ممارسة الاعتدال أو حتى ادعاء ذلك، لكنهم لم يعترفوا حتى اليوم بأخطائهم حين أسهموا في الزج بصغار السن من الشباب إلى ساحات القتال وغياهب السجون.
واليوم بينهم من يناشد الحكومة العراقية بفك أسر السجناء السعوديين ويطالب الحكومة السعودية بالتدخل لحمايتهم من حبل المشنقة، وهو في هذا المشهد، كالذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته، ثم يبكي بصوت يسمعه كل الناس إلا هو.