محمد عبدالعزيز السليمان

لازالت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ماثلة أمام ناظري في كل مناسبة او حديث يمر بي عن الارهاب بأشكاله وأنواعه عندما قال إن المخدرات اساس وقاعدة من ثلاث قواعد يرتكز عليها ويقوم الإرهاب، تلك الحقيقة التي أقرها أعلى سلطة في الوطن وقائد مسيرته الحديثة ماذا تعني، وما الواجب ان يترتب عليها، وما تفسير نجاح المملكة في القضاء على الارهاب ما لم يعنى باستئصال قواعده وبذوره؟

إن إزالة المجموع الخضري للنباتات السامة لا يعني القضاء عليها.. نعم مرحلة الازالة الظاهرية مرحلة من الضروري البدء بها لتفسح المجال لمراحل اهم وهي استئصال الجذور والقضاء على البذور وإلا سننعم قليلا بالاستقرار وننتشي بفرح النجاح وما نلبث قليلا حتى نعود ونعلن المكافحة من جديد، وقد نخفق لأن الاجيال الوراثية تتطور وتكتسب مناعة ذاتية تجعلها لا تتأثر بالوسائل التقليدية التي مرت بها سابقا..

من هنا وجب علينا في هذه المرحلة تتبع الخطوات اللاحقة للاستئصال النهائي، وفي نفس الوقت تطوير الادوات فالمخدرات كقاعدة مستهدفة من قواعد الإرهاب تستلزم التركيز النوعي في التعامل فالإعدام للمروج جزاء من جنس العمل، والعلاج للمدمن تكلفة متزايدة وتضخم في الصرف غير اقتصادي، وليس له عائد آني او مستقبلي..

إذاً هناك حلقة مفقودة في عنصر المعالجة الفعالة وهي المسافة بين المجتمع السليم كطرف، والإدمان والترويج كطرف نهائي.. وإهمالنا لهذه الحلقة سيؤدي الى تغذية الارهاب وتمويله بدرجة عالية من جهة، وكذلك دعم الطرف النهائي بمزيد من المدمنين والمروجين من جهة اخرى فننشغل ماديا ومعنويا بالمعالجة المجهدة وبإثارة الرأي العام عندما تتوالى بيانات الإعدام المعلنة وغير المعلنة..

ولعلي هنا أعلق مفاتيح المرحلة القادمة في ميدالية الوطن التي تحمل شعاره، المفتاح الاول جهاز المديرية العامة للمخدرات والذي يذكرني بمحرك 1.6 سي سي يقود شاحنة مثقلة بالأحمال، المفتاح الثاني في ميدالية الوطن هو التربية والتعليم وتذكرني تلك الوزارة بالأصم في حفلة صاخبة يرى ما حوله لكن لا يتفاعل مع الأصوات، المفتاح الثالث الجامعات وتذكرني بالتاجر البخيل، ولا أزيد في الذكريات لأن كل مفتاح ذهبي من تلك المفاتيح له قصة خاصة به تحتاج الى مجلدات لتدوين أحداثها او لماهر خلف ماهر يعيد صياغتها ويعزف ألحانها ببراعة القائد الملهم..

والحديث لا ينتهي..