خاص

يطلّ الأمين العام لـ laquo;حزب اللهraquo; السيد حسن نصر الله غداً السبت، في خطاب في الذكرى الـ 13 للانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان. ومن المتوقع ان يقول عبر الشاشة في احتفال يقام في البقاع، كلاماً بالغ الاهمية نظراً للقضايا المثيرة للجدل التي سيتطرّق اليها.


من القصير الى الجولان، مروراً بـ laquo;جنيف -2raquo; ولوائح الارهاب، عناوين عدّة سيتناولها نصر الله على الارجح، في ضوء مشاركة قواته في المعارك الضارية في القصير، وتلويحه السابق بضمّ الجولان الى مسرح عملياته، اضافة الى الحراك الديبلوماسي حول سورية، والاتجاه الاوروبي الى وضع laquo;الجناح العسكريraquo; لـ laquo;حزب اللهraquo; على لائحة الارهاب.
وعلمت laquo;الرايraquo; ان نصر الله سيدافع عن خياره بمشاركة حزبه في القتال في سورية، عارضاً لتدخل الآخرين، من دول اقليمية وعربية وغربية، وهو ما كان أشار اليه قبل مدة حين توعّد بـ laquo;ان لسورية اصدقاء في العالم لن يسمحوا بسقوطها في ايدي اميركا واسرائيل والتكفيريينraquo;، الامر الذي اعتُبر في حينه laquo;صفارة الانطلاقraquo; لدور أكبر للحزب في معارك سورية.
ورغم الايحاءات في بيروت بان نصر الله laquo;شحذ همّةraquo; مقاتليه لحسم معركة إسقاط مدينة القصير قبل اطلالته غداً، فان القريبين منه يقلّلون من أهمية عامل الوقت او من الأكلاف البشرية في معركةٍ لا تراجُع فيها مهما كلف الامرraquo;، وهو الكلام الذي تزامن مع معلومات عن مفاجآت لم تكن متوقّعة في سير المعارك في القصير، وعن خسائر بشرية مرتفعة من كلا الطرفين وبنسب متفاوتة.
وعلمت laquo;الرايraquo; ان قيادات عليا من laquo;حزب اللهraquo; توجّهت الى ارض المعركة في القصير للإشراف على سير laquo;المواجهة المصيريةraquo;. وهي افادت laquo;ان القوات المهاجِمة وصلت الى الملعب البلدي وسط مدينة القصير، بعدما اعتُمد اسلوب جديد في عمليات التقدمraquo;.


وقال أحد هؤلاء القادة لـ laquo;الرايraquo; laquo;ان الخسائر البشرية المرتفعة في صفوف الحزب كان مردّها الى الاندفاع في الموجة الاولى من الهجوم في محاولة لإحراز تقدّم سريع وإنهاء وضع القصير في أسرع ما يمكنraquo;، لافتاً الى ان قواته laquo;اعادت تنظيم نفسها، آخذة العبرة مما حصل، ويتم التقدم الآن في شكل منهجي ومدروس ما يؤدي الى أقل خسائر ممكنةraquo;.
ونقل laquo;ان القوات الخاصة السورية ألقت القبض على عدد كبير من اللبنانيين الذين لبّوا نداء الجهاد في سورية، ولم يُعرف مصيرهم حتى الآنraquo;.
ورغم الأهمية التي يكتسبها كلام نصر الله عن القصير في إطلالته غداً، فان الجولان سيكون حاضراً في خطابه، خصوصاً في ظل كلام اسرائيلي كثير عن laquo;الجبهة الجديدةraquo;، واحتمالات الحرب المباغتة والأكلاف المحتملة لايّ مواجهة متعددة الساحة، وما شابه من تقديرات في تل ابيب لتحديات الوقائع المستجدة في ضوء ما يجري في سورية.
قيادي كبير في laquo;حزب اللهraquo;، استبق اطلالة نصر الله، وقال لـ laquo;الرايraquo; انه laquo;بعدما ارتبطت جبهة الجولان بمزارع شبعا والغجر وجبل الشيخ، فان الحرب المقبلة مع اسرائيل واقعة لا محالة، عاجلاً ام آجلاًraquo;، لافتاً الى laquo;التطورات النوعية التي أعقبت الغارة الاسرائيلية على دمشق مطلع الشهر الجاري، والمتمثلة في بعض جوانبها بقرار الرئيس السوري بشار الاسد إرسال أنواع من الأسلحة المتطورة الموجودة لديه الى حزب اللهraquo;.
ولفت القيادي الى ان laquo;هذا التكاتف يعني ان حزب الله لن يدخل وحيداً في المعركة، كما ان سورية لن تدخل وحيدة ايضاً، بل ان الجبهة أضحت موحدة، وتالياً فان اسرائيل اذا غامرت في دخول الحرب ستعود حتماً الى العصر الحجري، الذي تعوّده لبنان في حروبه معهاraquo;.


وأشار الى ان laquo;حزب الله وسورية لن يبادرا الى الحرب في شكل مفاجئ بل ان العدو هو من تعوّد اخذ المبادرة في الاعتداء، وتالياً فان ضرب اي مطار سيُواجَه بضرب مطار ومحطات قطار، واي ضرب لمحطة كهرباء سيُواجَه بضرب البنى التحتية، واي ضرب لمرفأ سترد عليه الصواريخ الجديدة بتعطيل حركة الملاحة البحرية العسكرية والتجارية في المتوسط، وبذلك سيكون العصر الحجري علينا وعلى أعدائنا في آنraquo;.
ومضى القيادي في laquo;حزب اللهraquo; في تحذير اسرائيل من مغبة القيام بأيّ مغامرة حين تحدث عن laquo;تكاتف بين حزب الله وسورية في جبهة واحدة، وغرف عمليات مقاوِمة تستخلص العبر من الحروب السابقة وتحدّد نقاط الضعف والقوة، وتعمل على استحداث مراكز تحكم وسيطرة تستخدم الارسال السلبي لمنع الاستطلاع الاسرائيلي من تحديد امكنة الارسال وقصفهاraquo;، مشيراً الى laquo;بدء العمل على انشاء صوامع سرية تحوي صواريخ باليستية متعددة الانواع كي لا يتم ضربها في اي حرب استباقية أو قصف تمهيديraquo;.
وأوضح القيادي عينه laquo;ان توحيد جبهة سورية ولبنان من شأنه اخفا

ء العيوب الناجمة عن الصراع الداخلي الدائر في سوريةraquo;، معتبراً ان laquo;توحيد الجبهتين من شأنه تأمين قوة نارية هائلة تمنع اسرائيل من الاستفراد بأيّ من الجبهتين وتتيح تشتيت القوة الجوية الاسرائيلية نظراً للجغرافيا المترامية للمواجهة المقبلةraquo;، كاشفاً عن ان سورية laquo;زُوّدت بصواريخ قادرة على استهداف أنظمة الرادار داخل اسرائيل والقضاء على الموجات الحرارية التي تُبث من داخل فلسطين المحتلة، ومن شأنها تحويل القبة الحديدية قبة زجاجية عمياءraquo;.
وطمأن هذا القيادي الى انه laquo;بعد الغارة الاسرائيلية على دمشق بدّلت القيادة السورية تكتيكاتها، فالقيادة الصاروخية الموحّدة تحوّلت قيادات لا مركزية تجنّباً لشلّ عملها في حال تعرّضها لاي عدوان، تماماً كما هي الحال بالنسبة الى حزب اللهraquo;، مشيراً الى ان laquo;سورية نصبت صواريخ M600 والفاتح 110، وأصبحت جاهزة للضغط على الزناد حين تختار اسرائيل الوقت المناسب لذلك، وكذلك فان قوات حزب الله في جهوزية عاليةraquo;، لافتاً الى ان laquo;للحزب قدرة على الحضور في ميادين عدة في وقت واحد، فوحداته وصواريخه في حال تأهب قصوى للحؤول دون مباغتة من العدو او غيرهraquo;، مشيراً الى laquo;ان للقصير وحدات تدافع عنها من دون ان تغير في التشكيل القتالي للحزب وجهوزيتهraquo;.


وختم القيادي قائلاً: laquo;من المهم ان تعلم اسرائيل اليوم قبل الغد ان كل الاسلحة المتطورة الموجودة على الجبهة الموحدة صارت كلها وبلا استثناء موجودة لدى الطرفين، ما عدا الاسلحة الكيماوية التي من المحرّم استخدامها لدى حزب الله حتى ضد عدو شرس لا يعرف الحرامraquo;.