القاهرة -عبدالجواد الفشني
أكد رئيس laquo;مجلس أئمة كيبكraquo; في كندا، الداعية المصري عويس النجار، ان laquo;مصر تمر بمرحلة فارقة في حياتها نتيجة اللغط السياسي الذي جرى اخيرا وأفرز تباينا في الآراء بين النخب كانت نتيجتها حالات قتل ودماء كثيرة ملأت الشوارع المصريةraquo;.
وقال النجار الذي يزور القاهرة حاليا في حوار لـ laquo;الرايraquo; إن laquo;ثورة 30 يونيو كانت تصحيحا لمسار ثورة 25 يناير التي لم تتحقق مكاسبها، خصوصا أن هناك رموزا فاسدة لاتزال تمارس أدوارا مشبوهة لتحقيق مكاسب على جثث الثوار الذين قدموا أرواحهم ثمنا للحرية والديموقراطيةraquo;.
وفي ما يلي نص الحوار:
bull; الفضائيات الأميركية ضللت الرأي العام في أحداثlaquo;ثورة 30 يونيوraquo;
bull; كيف ترى طبيعة الأحداث التي جرت في مصر اخيرا؟
- مصر لاتزال في مرحلة مخاض سياسي، وظن الكثيرون أن ما جرى في الـ 25 من يناير العام 2011، بمثابة ثورة لكن في الـ 30 من يونيو تبينوا أن ما جرى في يناير كان تمهيدا وتهيئة للثورة التي لم تتحقق مكاسبها، خصوصا أنه لاتزال هناك رموز فاسدة تمارس أدوارا مشبوهة لتحقيق مكاسب على جثث الثوار الذين قدموا أرواحهم ثمنا للحرية والديموقراطية. وأرى أن مصر تحتاج إلى فترات زمنية قد تطول أو تقصر وفق قدرة شباب الثورة على التمسك بمنجزاتهم ومعاونة مشايخ الثورة الحقيقيين في تقديم النصح للشباب ضد أصحاب الرغبات في القفز على المنجزات.
bull; كيف يرى مسلمو كندا ما جرى في مصر في 30 يونيو في ضوء المغالطات الأميركية والغربية حول الأحداث ومحاولة وصفها بـ laquo;الانقلاب العسكريraquo;؟
- نعلم جميعا أن متابعة العالم لما يجري في مصر كان عن طريق الفضائيات الأميركية وبعض القنوات الأخرى، لكن من يجيدون اللغة العربية من أبناء الوطن العربي يتابعون الصحف المصرية والعربية، ويجدون تضاربا في عرض وجهة النظر بين الجانبين. وأكثر ما أصابهم بالألم الأحداث التي جرت قرب نادي الحرس الجمهوري، حيث كشفت تلك الأحداث عن وجود أطراف خارجية لديها رغبة العبث في الشأن المصري تحقيقا لمصالح خاصة نظرا لموقع مصر الاستراتيجي في المنطقة.
وأخشى أن تكون تلك الثورة المصرية بابا للنزاع الأهلي بين المؤيدين والمعارضين للرئيس السابق محمد مرسي، لكن ما يبعث الطمأنينة في النفوس أن مصر لها عناية من الخالق سبحانه وتعالى، كما توجد العديد من الدول العربية والإسلامية التي تقدر مكانة مصر الاستراتيجية في المنطقة. لذلك يجب أن يدرك جميع دول المنطقة، خصوصا العربية منها، أن مصر لو سقطت فسوف تزول معها تلك الدول على الإطلاق.
bull; ما دوركم تجاه صندوق دعم مصر؟
- نسعى من خلال حض المصريين وغيرهم الموجودين في كندا على المساهمة في دعم الاقتصاد المصري بما يستطيعون، ونجري حاليا مشاورات بالاتفاق مع السفارة المصرية في كندا لتلقي دعم أبناء الجاليات العربية لمصر، وهذا ليس من باب رد الجميل، إنما هو واجب وطني أصيل.
bull; ماذا عن المسلمين في المجتمع الكندي وفي ضوء التغييرات الحادثة في المنطقة العربية؟
- كندا تطبق روح الإسلام في وقت ابتعد عنه بعض المسلمين، فنجدهم يصدقون في معاملاتهم ولا يفرقون بين المواطنين أو حتى العاملين بسبب انتماء أو ديانة أو خلاف مذهبي، يحترمون العمل ويسعون للإنتاج، ويحيون روح التكافل الاجتماعي، فهم أخذوا أحسن ما عندنا، ونحن للأسف أخذنا أسوأ ما عندهم. والدعوة الإسلامية في كندا مهيأة وميسورة وأرضها خصبة ولا توجد قيود عليها فعندهم توجد حرية العقيدة والكلمة والتفكير والتعبير.
ووجدنا اخيرا إقبالا شديدا على الإسلام، وكلما هوجم النبي الكريم وأسيء إليه، زاد إقبال الناس على الإسلام، فبقدر الهجوم يأتي الإقبال، كما أن الشباب الكندي المسلم يتميز بالوعي والإدراك، ويقوم بتبليغ الإسلام الوسطي حق التبليغ، وهناك حالة اهتمام واسعة بالتغيرات في الوطن العربي، خصوصا بعد الثورات في مصر وليبيا واليمن وتونس.
bull; هل توجد عوائق تحول دون إنشاء المساجد؟
- المساجد والمدارس الإسلامية التي تُعنى بأبناء الجالية المسلمة موجودة بكثافة ولا توجد عوائق تحول دون إنشائها، حيث تتميز تلك المدارس بأنها تجمع بين تدريس اللغات الأجنبية والتربية الإسلامية والعقيدة الوسطية، إضافة إلى وجود مدارس لا تعمل سوى نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد، تركز هذه المدارس على تدريس اللغة العربية والثقافة الإسلامية، وتهتم بالأنشطة الاجتماعية كإقامة الحفلات الخيرية والإفطارات الرمضانية لأبناء الجالية، وفيها تقدم الأكلات العربية والشعبية، ويتعرف أبناء الجاليات بعضهم على بعض ويتبادلون الأفكار والمعلومات والثقافات المتنوعة، إضافة إلى أنشطة تيسير الزواج والتعارف بين الأسر المسلمة، لأن كثيرا من الأسر حديثي عهد بهذه البلاد ويحتاجون للتعارف والجو الاجتماعي، خصوصا أنهم يعانون من ألم الغربة.
كما ان هناك اجتماعات يومية في رمضان، إضافة إلى تنظيم إفطار للوحدة الوطنية تشرف عليه جمعية للمصريين في كندا، وحديثا تم تأسيس مجلس لأئمة وعلماء كيبك في مونتريال برئاسته يحرص على جمع شمل الأئمة والعلماء وتوحيد كلمتهم ورؤاهم وتصحيح الفتاوى ونشر صحيح الإسلام.