خليل فليحان

استغربت قيادات سياسية بارزة اعتبار الرئيس الاميركي باراك أوباما نقل الاسلحة المتطورة الى quot;حزب اللهquot; quot;تهديدا غير اعتيادي واستثنائيا للامن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدةquot;. وسألت عن الرابط بين مد الحزب بأسلحة حديثة وهو في لبنان، وكيفية تأثيره على الامن القومي الاميركي وعلى سياسة واشنطن الخارجية. ووصفت كلام اوباما عن تسليح الحزب في الرسالة التي وجهها الى الامم المتحدة مبالغا فيه. الا ان احد الخبراء في السياسة الاميركية اوضح ردا على سؤال لـquot;النهارquot; عن مخاوف اوباما والسياق الذي استعمله للدلالة على الاسلحة الحديثة التي يتلقاها الحزب، ان quot;سيد البيت الابيض ينطلق من تصنيف واشنطن لحزب الله بأنه إرهابي، وليس فقط جناحه العسكريquot;. لم يكتف اوباما بإطلاق صفة الارهاب على الحزب وتجميد موجودات اشخاص ينتسبون اليه، بل ان واشنطن quot;تطمح الى رؤية تأليف حكومة تتمكن من العمل معها بشكل اوثقquot;، وفقا لما أعلنته السفيرة مورا كونيللي من الرابية بعد اجتماع عقدته مع رئيس quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; النائب ميشال عون، فيما رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي السفيرة انجيلنا ايخهورست جاهرت في تصريحاتها بأن الاتحاد مع اشراك الحزب في الحكومة، والمعروف ان قوى 14 آذار تعارض الامر، وتنازلت عن مطلب تمثيلها بوزراء في الحكومة التي هي قيد التشكيل.

واشارت الى ان الاجهزة الامنية الاميركية مستنفرة لرصد نشاط الحزب، ما دامت تعتبره تنظيما ارهابيا، ومن غير المستبعد ان يكون هناك تنسيق وتبادل للمعلومات، فيما الاتحاد الاوروبي لم يجار طلب واشنطن ادراج الحزب في لائحة المنظمات الارهابية في اوروبا، بل اقتصر ذلك على الجناح العسكري للحزب.
ورأت مصادر رفيعة انه يجب تشجيع اميركا وفرنسا وبقية الدول الاوروبية على مساعدة لبنان لنشر الامن وليس على اتخاذ مواقف من اي تنظيم، علما انه لا يمكن القوى السياسية ايا تكن انتماءاتها الا ان تكون مع المؤسسة المستهدفة.
ودعت أوساط محايدة الى عزل المواقف الاجنبية، سواء كانت اميركية او اوروبية من مسائل امنية، عن موضوع تشكيل الحكومة الذي يتعثر مع كل مشكلة، وان الفاعليات المستهدفة تزداد تصلبا كلما تكلمت ايخهورست او كونيللي. وبات واضحا ان البلاد تعيش ازمة سياسية ليس من السهل ايجاد حل لها، لأن كل طرف يطلب من الرئيس المكلف ما يناقض مطالب خصمه، وهذا ما يزيد في عرقلة التشكيل الذي يعرض البلاد لمزيد من التشرذم والانقسامات والفراغ الحكومي وتعطيل مجلس النواب.
وحذرت المصادر من ترك حالة التأزم تأخذ مجراها فيما يقف كل فريق في وجه الآخر، فهذه الحالة تعرض البلاد لمخاطر لطالما حذرت منها الدول الصديقة.
وسألت لماذا لا يقف المسؤولون وقادة البلاد وقفة واحدة ويغلقون الحدود في وجه اللاجئين، ما دامت البلاد لم تعد تتحمل المزيد، وتنتهي سياسة الحدود المفتوحة؟ ولماذا الاستمرار في سياسة الانتحار وتعريض البلاد للمخاطر والاختلال في التوازنات الديموغرافية ورفع نسبة زعزعة الاستقرار الأمني؟