rlm; عبدالغفار رشدى

بعد أحداثrlm;30rlm; يونيوrlm;2013,rlm; ظهرت مخاوف حقيقية من مرور مصر بالتجربة المريرة التي عاشتها الجزائر منذ عامrlm;1992rlm; وحتيrlm;2002,rlm;

وهو ما أطلق عليه حرب العشرية السوداء في الجزائر, مما أدي لمقتل ما يزيد عن200 ألف مواطن, وقد بدأ الصراع في يناير عام1992, بعد إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر1991, وفازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ, فتدخل الجيش في الجزائر لإلغاء الانتخابات لمنع وصول الإسلاميين للسلطة, وعندما رفض الرئيس الشاذلي بن جديد إلغاء نتيجة الانتخابات أجبره الجيش علي الاستقالة فورا, وتم تشكيل مجلس رئاسي ثم قامت الحكومة بإلغاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ كحزب سياسي, فقررت الجبهة خوض حرب العصابات وارتكاب المذابح ضد الدولة والشعب.
ولكن هناك فرقا كبيرا بين ما حدث في الجزائر وما يحدث في مصر الآن, فالجيش لدينا ليس هو من رفض نتيجة الانتخابات الديمقراطية, بل علي العكس كان المجلس العسكري هو من أعلن فوز الرئيس السابق مرسي وقام بتسليمه السلطة كاملة غير منقوصة, بينما كان الاحتجاج والرفض لأسلوب حكم الإخوان من جموع لايستهان بها من الشعب المصري, تجاوزت30 مليون مصري نزلوا إلي الشوارع, رافضين استمرار الإخوان المسلمين وحزبهم في السلطة, وانضم لهم لاحقا الجيش من واقع مسئوليته الوطنية.
كما نختلف عن الجزائر في أن إلغاء نتيجة الانتخابات بالجزائر حرم الإسلاميين من الوصول للسلطة وممارستها ولو ليوم واحد, مما جعل الجبهة الإسلامية للإنقاذ هناك تشعر بالظلم البين, وتصر علي العنف والانتقام, بينما في مصر تسلم الرئيس السابق مرسي سلطته ومارس هو وجماعته كل الصلاحيات لإدارة شئون الدولة, وأصبح في يده كافة القرارات, ولكن للأسف أدار الإخوان مصر بمنطق العائلة الواحدة التي تخص نفسها بالمزايا, ولا تترك للآخرين إلا الفتات فعاش الشعب المصري وكأنه غريب في بلده, علاوة علي غياب مشروع النهضة الذي وعد به الإخوان الشعب, وبذلك فعملية إقصاء الإخوان من الحكم, لا تشبه من قريب أو بعيد الأوضاع التي كانت في الجزائر, لهذا مصر ليست الجزائر, ولن تكون.