مداولات لقاء سري حول الضربة الأميركية عُقد في الكرملين

خاص

رغم ان الضربة العسكرية الاميركية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد لم تقع، فانها laquo;أشعلتraquo; خطوط الهواتف الحمر بين العواصم المعنية في المنطقة والعالم، وأفضت الى نفض الغبار عن الترسانات العسكرية في ميادين المواجهة، قبل ان تلوح في الافق مبادرة وضع laquo;الكيماويraquo; السوري تحت الرقابة الدولية، وهو التطور المفتوح على الكثير من المناورات وشد الحبال.
في laquo;كواليسraquo; الضربة الاميركية وlaquo;كوابيسهاraquo; نشطت الديبلوماسية laquo;السريةraquo; التي دار احد أبرز فصولها بين طهران وموسكو كلاعبيْن استراتيجييْن يتقاسمان الادوار والمصالح في مواجهة الولايات المتحدة ونفوذها في الشرق الاوسط وقوس أزماته القديمة والجديدة على حد سواء.
laquo;الرايraquo; تنفرد بنشر تفاصيل عن مداولات احد اللقاءات السرية لوفد ديبلوماسي - عسكري ايراني مرموق زار موسكو laquo;على جناح السرعةraquo; ووسط تكتم شديد، واجتمع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تعاطى باهتمام بالغ مع ضيوفه في عزّ قرقعة السلاح في الشرق الاوسط.


مصادر موثوقة في القيادة الايرانية قالت لـ laquo;الرايraquo; ان طهران laquo;فوجئت، كما فوجئ الجميع بالموقف الروسي الذي عبّر عنه وزير الخارجية سيرغي لافروف مع بدء قرع طبول الحرب الاميركية يوم اعلن ان بلاده لن تكون جزءاً من المواجهة العسكريةraquo;، كاشفة عن انه laquo;اثر هذا الموقف أرسل المرشد الاعلى السيد علي خامنئي وفداً رفيع المستوى من القيادة الايرانية، ضمّ شخصيات ديبلوماسية وعسكرية للقاء الرئيس بوتين، وهو ما تمّ بسرية تامةraquo;.
وتحدثت المصادر الايرانية عن ان laquo;الوفد أبلغ الى الرئيس الروسي ان الجمهورية الاسلامية في ايران ستدخل الحرب بكل ثقلها عند انطلاق اول صاروخ اميركي على سورية وحتى لو سقط في الصحراءraquo;، موضحة ان الرئيس بوتين laquo;سمع كلاماً حاسماً بان القرار الايراني لا يضمر اي مناورة ولا رجوع عنه، وهو قرار مصيري اتخذته الجمهورية الاسلامية وستتحمّل نتائجه اياً تكن، لان سورية جزء من الامن القومي الايراني ومن غير المسموح ضربها وإضعافها اولاً ولأن الضربة التالية ستكون في قلب ايران ثانياًraquo;.
ونقلت المصادر الايرانية الرفيعة عن الوفد الذي التقى بوتين ان laquo;سيد الكرملين فوجئ بجدية ضيوفه وتصميم القيادة الايرانية على الاندماج المصيري مع سورية حتى لو كانت النتائج كارثية على المنطقة برمّتهاraquo;، مشيرة الى انه laquo;عندما لمس بوتين عزم طهران الدفاع عن الاسد، عّدل موقفه السياسي على النحو الذي يمكّنه من لعب دور متوازن لتجنيب المنطقة حرباً ستطال الخليج العربي والخليج الفارسي والشرق الاوسطraquo;.
وخلصت هذه المصادر الى القول انه laquo;لا يمكن الان ترجيح كفة الحرب ولا ترجيح كفة اللاحرب، لكن ايران ما زالت تتصرّف على اساس ان الحرب واقعة، وقرار السيد خامنئي الذي يُطبّق بحذافيره هو الدفاع عن سورية مهما كلف الامرraquo;.