وسام أبو حرفوش وليندا عازار
أعلن رئيس حزب laquo;القوات اللبنانيةraquo; سمير جعجع ان الاقتراح الروسي حول الكيماوي السوري laquo;ما زال نظرياً رغم مسارعة السوريين الى الترحيب به في موقف لا يمكن الركون إليه نتيجة عدم صدقية النظام في سوريةraquo;، معتبراً laquo;ان هذا الاقتراح اذا سلك طريقه الى التنفيذ فسيؤدي الى حصيلة لا بأس بها من النتائج التي كانت ستفضي اليها الضربة العسكريةraquo;، ولافتاً الى انه laquo;لا يمكن التقليل من أهمية دفْع النظام السوري الى التخلي عن اسلحته الكيماوية، واذا جرى توافق دولي في مجلس الامن على إلزام النظام السوري بتسليم الكيماوي وتدميره وانصياع (الرئيس بشار) الاسد، فسيكون الامر انتصاراً كبيراً للمعارضة السورية، لانه قد يكون كافياً لتغيير موازين القوى في سورية لمصلحة المعارضةraquo;.
واذا اشار في حديث الى laquo;الرايraquo; الى ان كل ما يحدث في الملف السوري laquo;يعكس قناعة اميركية - روسية بانه حان وقت إنهاء الأزمة السورية وفق معادلة تقضي برحيل الاسدraquo;، اعتبر في الشان اللبناني ان لا إمكان حالياً إلا لحكومة من خارج 8 و 14 آذار laquo;وأطالب سليمان وسلام بتأليفها دون تأخيرraquo;، ملاحظاً انه laquo;رغم مظاهر الانفلاش العسكري وصولاً الى سورية فان وضع laquo;حزب اللهraquo; سياسياً يتقلص وهو اصبح في مرحلة استنزاف مستمر والمطلوب من 14 الصمود على موقفهاraquo;.
وفي ما يأتي نص الحديث مع جعجع الذي جزم laquo;عندما اريد اعلان ترشحي لرئاسة الجمهورية افعل ذلك مباشرة وهذا امر لا يستدعي الخجل اطلاقاًraquo;:
bull; عندما أريد إعلان ترشحي لرئاسة الجمهورية أفعل ذلك مباشرة وهذا أمر لا يستدعي الخجل إطلاقاً
bull; إذا جرى توافق في مجلس الأمن على إلزام الأسد بتسليم laquo;الكيماويraquo; وتدميره فسيكون الأمر انتصاراً كبيراً للمعارضة السورية
bull; معادلة laquo;الجيش والشعب والمقاومةraquo; أصبحت من الماضي
bull; رغم مظاهر laquo;الانفلاشraquo; العسكري وصولاً إلى سورية فإن وضع laquo;حزب اللهraquo; سياسياً يتقلص
bull; laquo;حزب اللهraquo; أصبح في مرحلة استنزاف مستمر والمطلوب من laquo;14 آذارraquo; الصمود على موقفها
bull; لا إمكان حالياً إلا لحكومة من خارج laquo;8 و 14 آذارraquo; وأطالب سليمان وسلام بتأليفها دون تأخير
bull; برزت قراءتان حيال المبادرة الروسية حول الكيماوي السوري، واحدة اعتبرت ما جرى انتصاراً لديبلوماسية القوة التي اضطرت الاسد للاعتراف بوجود الكيماوي والاستعداد لتسليمه، وثانية رأت ان بوتين وفّر لأوباما المتردّد والمربك سلّم النزول عن الشجرة... ما رأيك بهاتين القراءتين؟
- دعونا نضع هذا التطور في نصابه الصحيح، فحتى الآن ما زال الاقتراح الروسي نظرياً رغم مسارعة السوريين الى الترحيب به وهو موقف لا يمكن الركون إليه نتيجة عدم صدقية النظام في سورية قديماً وحديثاً، إضافة الى ان المشروع الفرنسي الذي قُدم الى مجلس الامن تحت البند السابع يخضع للكثير من الأخذ والرد بين الدول الخمس الكبرى، الامر الذي يعني ان ما من شيء محسوم على هذا المستوى.
أما في تقديري الشخصي، فإن الاقتراح الروسي جدي وهو لم يأت بهدف إيجاد مخرج للرئيس أوباما، واذا سلك طريقه الى التنفيذ فسيكون امراً مهماً ويؤدي الى حصيلة لا بأس بها من النتائج التي كانت ستفضي اليها الضربة العسكرية. فلا يمكن التقليل من اهمية دفْع النظام السوري الى التخلي عن اسلحته الكيماوية، ولن يكون ممكناً المراوغة في هذا الشأن مع الاميركيين والبريطانيين والفرنسيين رغم اعتقادنا ان النظام السوري سيحاول المماطلة واللف والدوران والتمييع وما شابه.
اذا جرى توافق دولي في مجلس الامن على إلزام النظام السوري بتسليم الكيماوي وتدميره وانصياع الاسد، فسيكون الامر انتصاراً كبيراً للمعارضة السورية، لانه قد يكون كافياً لتغيير موازين القوى في سورية، أولاً من الناحية المعنوية، فالنظام الذي كان رئيسه (حافظ الاسد) يرفض الاجتماع برئيس الولايات المتحدة (بيل كلينتون) الا في منتصف المسافة (في جنيف) سيفتح مخازنه أمام المفتشين الدوليين ايذاناً بتدمير أسلحته الكيماوية امام عينيه، وثانياً لان السلاح الكيماوي كان يشكل عامل قوة للنظام الذي استخدمه بين 5 و 15 مرة، وإن بعيار خفيف، على غير ما كان عليه الامر اخيراً في الغوطة حيث تسبب بمقتل اكثر من 1400 شخص. فبين الناحية المعنوية والناحية العملية سيعاد ترسيم موازين القوى لمصلحة المعارضة.
bull; ثمة مَن تحدث عن تفاهم بين موسكو وواشنطن حول المبادرة الروسية تم خلال لقاء أوباما - بوتين في قمة العشرين... هل تعتقد ان في الامر ما يؤشر الى تفاهم أبعد قد يفتح الطريق نحو جنيف - 2؟
- في تقديري ان الاقتراح الروسي جاء نتيجة جدية الضربة الاميركية، لأنه في حال حصلت الضربة كان يمكن ان تؤدي الى تغيير لا رجوع عنه في موازين القوى، ولهذا السبب جاء الاقتراح الروسي وبخلاف ما يعتقده البعض. فالاقتراح الذي قُدم الى الكونغرس الاميركي لا يتحدث عن ضربة لأيام بل لشهرين قابلة للتمدد الى شهر ثالث، وتالياً فان الضربة كانت جدية ولو محدودة، فتغيير الوضع في سورية لم يكن يحتاج الى اكثر من ذلك، وهذا يعني ان ضعف النظام في سورية من جهة وامكان انهياره تحت وطأة الضربة العسكرية من جهة اخرى دفع الروس الى تقديم اقتراحهم.
bull; بغض النظر عن الدينامية العسكرية المرتبطة بالاشراف على الكيماوي السوري وتدميره، هل تعتقد اننا امام صفقة اميركية - روسية يمكن ان تشكل خريطة طريق لحل سياسي عبر جنيف - 2 ام ان ما يجري الآن يحدث بمعزل عن ذلك؟
- كل ما يحدث الآن، سواء لجهة الضربة العسكرية المفترضة او لجهة اقتراح تسليم الكيماوي وتدميره او اي شيء آخر، يعكس قناعة اميركية - روسية بانه حان الوقت لإنهاء الأزمة السورية وفق معادلة بدهية تقضي برحيل الاسد وجماعته عن السلطة، وذهاب بعض مَن في النظام والمعارضة الحقيقية، وليس الطارئين على المعارضة كـ laquo;جبهة النصرةraquo; وسواها، الى جنيف - 2 للتفاوض برعاية دولية تفضي الى خريطة طريق يصار الى تنفيذها برعاية وقوة دوليتين.
وفي تقديري انه اذا استمرت الأزمة السورية ستة ايام او ستة اشهر اضافية او اكثر فالحل أصبح معروفاً، ومَن يعارضه حتى الآن هو الأسد، وتالياً فان الاقتناع يتزايد بضرورة رحيله إفساحاً امام هذا الحل. فالضربة العسكرية لم تكن محض عقابية لاستخدام الاسد السلاح الكيماوي بل لفرض وقائع جديدة تدفعه الى الرحيل وتالياً إزاحة العقبة في وجه إنهاء الازمة عبر جنيف - 2.
bull; ما الذي يدفع الروس - حلفاء الاسد - للسير في هذا الاتجاه؟
- لان الوضع يمكن ان يؤدي الى أسوأ مما هو عليه الآن. فنظام الاسد غير قابل للاستمرار بخلاف كل المظاهر ورغم دعمه البالغ الكلفة من ايران لاعتبارات اكثر من استراتيجية تحول دون تخليها عنه. اما الروس، فمن مصلحتهم التوصل الى تسوية قبل انهيار نظام الاسد ولحفظ مكانة لهم في البديل عنه. فالاحداث على الارض ليست في مصلحة استمرار النظام، اضافة الى ان الاقتراح الروسي ينطوي على اعتراف ضمني باستخدام الاسد الاسلحة الكيماوية، وتالياً فان الروس يدركون ان الاسد بات ورقة محروقة ومن مصلحتهم المشاركة في قيام النظام البديل عبر جنيف - 2.
bull; ثمة من يرى ان تردد اوباما وافتراق البريطانيين عنه والمزاج الغربي المعارض للضربة العسكرية ارسى ملامح نظام اقليمي وحتى عالمي جديد بموازين مختلفة، علامته الفارقة تراجُع مكانة الولايات المتحدة وحلفائها لمصلحة المحور الروسي - الايراني... ما رأيك بهذا الاستنتاج؟
- لست موافقاً على هذه المقاربة. اذا كان ما يحدث الآن سببه عقيدة اوباما في السياسة الخارجية، فان توجهاته لم تصمد في ولايته الثانية وهو اضطر للبحث عن طريق آخر، فها هو ينشط في اجراء مشاورات في الداخل ومع الخارج لتأمين الحشد لخياره في استخدام القوة، واكبر دليل هو ان الروس سارعوا للاعتراف بوجود اسلحة كيماوية لدى الاسد وقدموا اقتراحاً بنزعها وتدميرها، اضافة الى انهم سارعوا مع اعلان الادارة الاميركية عزمها على توجيه ضربة عسكرية لنظام الاسد، الى القول ان لا دخل لنا، اضافة الى ان الايرانيين التزموا الصمت في البداية وفي عز التحضير للضربة، قبل ان ترتفع اصوات التهديد مع إدراكهم حصول تفاهم على التسوية. فعندما laquo;يكشّر الغرب عن أنيابه بروق الاخرينraquo;.
bull; بعض القراءات لما يحدث يعتبر ان الاقتراح في شأن الكيماوي وإخراجه من المعادلة يشكل تخلياً اميركياً عن المعارضة السورية خدمة لامن اسرائيل... الا تعتقد ذلك؟
- اولاً المعارضة السورية ليست بيد اميركا بل هي معارضة لها حلفاء في العالم العربي على رأسهم المملكة العربية السعودية، الامارات، قطر والكويت وغيرها، اضافة الى تركيا. ثانياً ان الكيماوي السوري لم يشكل يوماً تهديداً لاسرائيل بدليل عدم استخدامه في اوقات الحشرة كحرب يوليو 2006 واجتياح الـ 1982 لمناطق من لبنان، فهو لم يُستخدم يوماً ضد اسرائيل بل استُخدم ضد الشعب السوري وكان هناك 1400 قتيل في خمس دقائق... كيماوي الاسد لا يشكل خطراً على اسرائيل بل على الديموقراطية.
bull; هل تعتقد ان ايران ستكون شريكة في تسوية بهذه المواصفات؟
- ايران لا تشارك في اي تسوية ستؤدي الى رحيل الاسد، لكنها لن تستطيع مقاومة موازين القوى، خصوصاً اذا كان الروس جزءاً من هذه التسوية.
bull; ايران اسم حرَكي لمشروع اقليمي له استراتيجياته وتحالفاته. هل تعتقد ان ايران ستتحمل خسارة سورية؟ وألا تخشون ان تحاول التعويض عن خسارة سورية بوضع اليد على لبنان؟
- وضع اليد على لبنان غير ممكن. وحتى في ظل الواقع الحالي الذي تُعتبر فيه السلطات الشرعية هي الحلقة الاضعف، نجد ان رئيس الجمهورية ثابت في تمسكه بـ laquo;اعلان بعبداraquo; رغم إطلاق الصواريخ على بعبدا، ومجلس النواب مواقفه وتوازناته معروفة، من دون اغفال مواقف احزاب وتجمعات سياسية فاعلة مدعومة برأي عام عريض وهي ضد السلاح غير الشرعي. وحتى الكنيسة المارونية والبطريرك (مار بشارة بطرس الراعي) تقف علناً ضد السلاح غير الشرعي.
bull; ولكن laquo;حزب اللهraquo; في الواقع يمسك بالوضع اللبناني وهو يمنع تشكيل الحكومة ويرجح ان يمنع انتخابات رئاسة الجمهورية؟
- حتى اشعار آخر. وlaquo;حزب اللهraquo; ممسك بالوضع على الارض في مناطقه.
bull; ولكن استراتيجياً laquo;حزب اللهraquo; يوظّف الواقع اللبناني في مشروعه الاقليمي ويعمل، باعتباره رأس حربة لهذا المشروع، على صنع وقائع للمحور الذي ينتمي اليه تفضي الى انتصارات يعود ويتلقى نتائجها في الداخل اللبناني؟
- في الظاهر قد يبدو الامر كذلك. ولكن laquo;حزب اللهraquo; يقاتل تارة في سورية وطوراً ضد اسرائيل تبعاً لما يتناسب مع الاستراتيجية الايرانية في المنطقة، ولكنه لم يستطع يوماً ان يأخذ لبنان معه. ويجب عدم اغفال ان الامر البدهي الذي كاد ان يصبح من المسلمات في البيانات الوزارية، اي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، هذا الامر اصبح من الماضي ومستحيل المنال. وتالياً اذا قارنا وضع laquo;حزب اللهraquo; اليوم قياساً بما كان عليه قبل عام، نجد ان واقعه متأخر سياسياً وان كان تمدّد عسكرياً كثيراً ووصل الى سورية. والى جانب انتهاء معادلة laquo;جيش وشعب ومقاومةraquo; فان الحزب بات على لائحة الارهاب الاوروبية من دون اغفال حال العداء او عدم القبول له في دول الخليج العربي. اذاً في السياسة ورغم مظاهر الانفلاش العسكري فان وضع laquo;حزب اللهraquo; يتقلص. وحتى في موضوع الامن الذاتي، فان الحواجز غير الشرعية التي يقيمها الحزب ستعود باكبر الخسائر عليه، فهو يُستنزف يومياً تجاه كل مواطن لبناني، وحتى تجاه المواطنين الشيعة بالذات. ومجمل هذه الوقائع تشير الى ان laquo;حزب اللهraquo; اصبح في مرحلة استنزاف مستمر، والمطلوب من قوى 14 آذار وكل الاحرار في لبنان ان يبقوا صامدين على موقفهم.
bull; بانتظار ماذا؟
- بانتظار ان يُستكمل استنزاف laquo;حزب اللهraquo; علماً انه هو مَن يتولى استنزاف نفسه. ومن جهة اخرى علينا الثبات على موقفنا من الحكومة الجديدة فتكون من خارج 8 و 14 آذار.
bull; ولكن ثمة من يرى ان الاهتراء في الواقع اللبناني مرده الى غياب المظلة الدولية التي رعته منذ 2005 وحتى 2011، ما جعل البلد في حال من انعدام الوزن الداخلي بانتظار تبلور موازين القوى الجديدة في المنطقة.
- هذا من جهة. ولكن يجب عدم اغفال امكانات الحلول الداخلية. والواقع اننا في طريقنا الى القعر، ولو لم يكن laquo;حزب اللهraquo; يحظى بغطاء من بعض الاطراف اللبنانيين مثل laquo;التيار الوطني الحرraquo; لما كان يمكن ان يكون له هذا التأثير في البلد. وفي رأيي انه بعمل سياسي واع وهادئ يمكن الوصول الى اعادة بناء دولة فعلية وبمجرد حصول ذلك يصبح laquo;حزب اللهraquo; حزباً مسلحاً خارج اي شرعية وموجوداً خلافاً للقانون.
bull; من الواضح اننا امام مرحلة من شد الحبال في الملف السوري، اي ضربة مؤجلة على ايقاع تسوية محتملة. في هذا الوقت لبنان بعد نحو ستة اشهر امام استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية حيث المرشح الاوفر حظاً حتى الان هو الفراغ، فيما مضى 6 اشهر ولم يتم تشكيل حكومة جديدة... كيف ستلاقي laquo;14 آذارraquo; هذين الاستحقاقين؟
- في ما خص الحكومة، ما زلت متمسكاً برأيي. وقد فضّل الرئيسان سليمان وسلام اخذ وقتهما قليلاً علّهما ينجحان في خيار كانا يفكران فيه، ولكن الواقع أظهر ان الأمر لم يفض الى نتيجة. وتالياً ارى ان لا إمكان حالياً إلا لحكومة من خارج 8 و 14 آذار، لان البلد لا يحتمل في المرحلة الراهنة حكومة تحمل بذور انفجارها من الداخل نظراً الى حجم التشنجات القائمة بين 8 و 14 آذار نتيجة ما يحصل في سورية وتداعياته لبنانياً خصوصاً في مشهد انفجار الضاحية الذي قابله انفجار في طرابلس، وهذا بصرف النظر عن كل الكلام عن laquo;يد واحدةraquo; في الانفجارين الذي لا اراه مقنعاً حتى اثبات العكس.
ومن هنا اكرر ان الحل بحكومة من خارج 8 و 14 آذار، وبامكان الرئيس سليمان والرئيس سلام ان ينتظرا الى ما يشاءان، ولكن في رأيي لن تنجح الا مثل هذه الحكومة التي أعتبر ان الوقت حان لتأليفها، وأطالب بتشكيلها من دون تأخير.
bull; ولكن الرئيس سليمان مع حكومة جامعة؟
- تذكروا خطابه في عيد الجيش حين قال انه مع حكومة جامعة ولكن اذا لم تتشكل فيجب الذهاب الى حكومة الممكن، وفي رأيي حكومة من خارج 8 و 14 آذار هي الممكن.
bull; ولكن هل مثل هذه الحكومة قابلة للحياة ومَن يمنحها الثقة؟
- -عندها لتتحمل كل كتلة نيابية مسؤوليتها. فلنقم بخطوة تلو الاخرى. اولاً لتتشكل الحكومة، وليقُم رئيسا الجمهورية والحكومة المكلف بما عليهما ومَن لا يمنح الحكومة الثقة ليتحمل مسؤوليته.
bull; laquo;حزب اللهraquo; سأل laquo;14 آذار laquo;انتَ مين لتضع فيتو على مشاركتنا في الحكومةraquo;؟
- 14 آذار لم تضع laquo;فيتوraquo; على احد. نحن نطرح رأينا في الحكومة التي نريدها من خارج 8 و 14 آذار فيما laquo;حزب اللهraquo; يريدها سياسية يحصل فيها على الثلث المعطل لقاء منحنا الثلث المعطل. ونحن لا نريد الثلث المعطل ولا نريده ان يحصل عليه لاننا نبحث عن حكومة تعمل.
bull; هل صحيح ان laquo;تيار المستقبلraquo; وافق على مبدأ حكومة وفق صيغة ثلاث ثمانيات تضم laquo;حزب اللهraquo;؟
- اذا كان هذا صحيحاً فلماذا لم تتشكل الحكومة؟ اكرر ان طرحنا واضح ومن دون الدخول في المزيد من التفاصيل. 14 آذار تعتبر، ورغم وجود اطراف فيها ربما لهم رأي مغاير قليلاً، ان الوقت الراهن غير مناسب لحكومة تضم 8 و 14 آذار وتنتقل الى داخلها كل التشنجات.
bull; في لحظة انتظار الحسم بالملف السوري الا تخشون ان يستغل laquo;حزب اللهraquo; حال الفراغ المؤسساتي لملئها بعملٍ يقلب الطاولة على الارض ويجركم الى تسوية وفق موازين ليست لمصلحتكم؟
- بالنسبة الينا كـ laquo;قوات لبنانيةraquo; وأعتقد ان هذا موقف غالبية قوى 14 آذار، ليس وارداً بالنسبة الينا تكرار تجربة اتفاق الدوحة الذي نعتبره خطأ كبيراً، وتالياً من غير الوارد الدخول في اي مساومات تحت اي ضغط. ومن جهة اخرى هناك حد ادنى من الدولة لا يزال قائماً بما يتيح تجميد الوضع اللبناني على ما نراه اليوم. وما يفترضه السؤال يعني ان laquo;حزب اللهraquo; يريد تدمير هذا الحد الادنى من الدولة، وعندها لكل حادث حديث، ولكنني لا ارى هذا الامر ممكناً، لان رئيس الجمهورية ورئيسي الحكومة المكلف والمستقيل وقائد الجيش وسائر المؤسسات، هؤلاء جميعاً لن يقبلوا بان يدمر laquo;حزب اللهraquo; الدولة. واي 7 مايو جديد يعني فعلياً تدمير ما تبقى من الدولة، وعندها لكل حادث حديث.
bull; هل من laquo;خريطة طريقraquo; معينة لملاقاة الاشهر الستة المقبلة التي ستتوَّج باستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية؟
- في ظل المتغيرات التي نشهدها، فإن ستة أشهر هي فترة طويلة، ولا يمكن التكهن من الآن كيف سيكون عليه واقع الحال حينها. وما يمكن قوله منذ الآن ان لدينا تصميماً كاملاً هذه المرة على ان تكون الانتخابات الرئاسية جدية وان يتم التعاطي مع انتخاب رئيس الجمهورية بخلاف ما كان يحصل في الاعوام الـ23 الماضية. ونريد ان يجري التعامل مع الانتخابات الرئاسية على غرار ما يحصل مع انتخاب رئيس مجلس النواب ومع تسمية رئيس الحكومة، اي انه لم يعد جائزاً التعاطي مع موقع رئاسة الجمهورية وكأنه لزوم ما لا يلزم. ونعتبر ان في هذا الامر مصلحة وطنية لكل اللبنانيين وليس للمسيحيين وحدهم، كما ان ذلك يساعد على تعزيز مسيرة بناء الدولة. وتالياً الاكيد ان قرارنا هو خوض الانتخابات الرئاسية بشكل جدي جداً بعيداً عن منطق الاستسهال والبحث عن توافقات وتسويات مع هذا الطرف الداخلي او ذاك تحت عنوان تأمين الثلثين (في البرلمان) فيصار الى اختيار رئيس laquo;من قريبهraquo; لتطوى الانتخابات الرئاسية ويعود الصراع الكبير على رئاستي البرلمان والحكومة. هذا لن نقبل به، والصراع الكبير يشمل رئاسة الجمهورية كما رئاستي مجلس النواب والحكومة. وهذا العنوان العريض الذي حددته 14 آذار، اما كيف ومتى ومَن؟ فهذا يتحدد تبعاً لمقتضيات المرحلة.
bull; في قداس شهداء laquo;المقاومة اللبنانيةraquo; حددتم دفتر شروط بمواصفات رئيس الجمهورية العتيد وبينها ان يحمل مبادئ laquo;ثورة الارزraquo;... بداية ما ردّك على من اعتبر انك اعلنت في هذا الخطاب ترشحك لرئاسة الجمهورية؟
- عندما اريد اعلان ترشحي لرئاسة الجمهورية افعل ذلك مباشرة وهذا امر لا يستدعي الخجل اطلاقاً. وتالياً لم يكن خطابي وكلامي اعلان ترشح بل ما اردُته من الخطاب وضع انتخابات رئاسة الجمهورية في اطارها الحقيقي. اي اننا نريد رئيساً قوياً يحمل مبادئ laquo;ثورة الأرزraquo;.
bull; هناك فارق بين الرغبات والتوازنات. ففي ظل خريطة القوى الحالية في مجلس النواب، من الواضح تماماً ان هناك حاجة لتأمين نصاب دستوري سياسي للاتيان برئيس للجمهورية، وهذا ما يؤدي حكماً الى توافقات هشة أحياناً، علماً ان هذه الموازين هي التي تعطّل حتى الآن تشكيل الحكومة؟
- دعونا لا نستبق الامور، نحن وضعنا الاطار الحقيقي للانتخابات الرئاسية، ولنترك التفاصيل لوقتها.
bull; هل موقفكم منسق مع حلفائكم في 14 آذار؟ اذ ثمة من يخشى ان يتكرر بالفتح المبكر لانتخابات الرئاسة ما حصل ابان المناقشات حول قانون الانتخابات laquo;التي لم تجرraquo; فتثار laquo;حساسياتraquo; انتم بغنى عنها؟
- اذكّر هنا بان اول من فتح معركة رئاسة الجمهورية قبل نحو عامين كان الرئيس سعد الحريري.
bull; الذي رشحكم لرئاسة الجمهورية؟
- اكثر من مرة. وتالياً على العكس، هناك اجماع تام لدى 14 آذار على ان رئيس الجمهورية يجب ان يحمل المواصفات وان يُنتخب في السياق الذي اشرتُ اليه. ولا خلاف ابداً حول هذه النقطة. اما بالنسبة الى الاسماء فلم نصل بعد الى هذه المرحلة وما زلنا في الاطار السياسي لهذا الاستحقاق حيث يوجد توافق تام على عنوانه الاساسي.
bull; هل تعتقد ان الرئيس سعد الحريري ما زال يرشحك لانتخابات رئاسة الجمهورية؟
- (يضحك) هذا السؤال ينبغي توجيهه الى الرئيس الحريري.
bull; طرحتم معادلة ان المسيحيين لن يقبلوا بتخييرهم بين laquo;الجزمة البعثيةraquo; وlaquo;السوط الطالبانيraquo; فكلاهما مرفوض. وفي ضوء ما قيل عما حصل في معلولا هل تكفي هذه المعادلة لطمأنة مسيحيي سورية والشرق الذين يرى الوزير جبران باسيل ان هناك مشروعاً لتهجيرهم؟
- ان تكون هناك مجموعات متطرفة في الشرق وتستهدف المسيحيين فهذا امر معروف، اما الكلام عن مشروع لدى اهل الشرق الاوسط لتهجير المسيحيين فهذا كلام آخر. وأكبر اساءة للمسيحيين في رأيي ان نساهم في الترويج لهذه الدعاية المغرضة عن خطة لتهجير المسيحيين. فالواقع ان ثمة فوضويين واصوليين وتكفيريين laquo;فالتينraquo; هنا وهناك وهؤلاء يهجرون المسيحيين وايضاً المسلمين حين يتسنى لهم ذلك. والجميع يفترض ان يتوحدوا ضد هذه المجموعات التكفيرية والتصدي لها، ولكن للأسف فان كل الذين يطرحون قضية معلولا لا يفعلون ذلك محبة بالمسيحيين، والا كان ينبغي ان يكونوا اول مَن يحمل السلاح، اقله سلاح الموقف، بوجه نظام مجرم يفتك بشعبه بعدما فتك بالمسيحيين في لبنان.
وما هو محسوم اننا لا نقبل بأي شكل ان يتم المسّ حتى بحبة تراب من معلولا فكيف بأي انتهاك للمقدسات او قتل او اعتداء فيها، علماً ان لا معلومات مؤكدة حتى الساعة عن حقيقة ما جرى في معلولا وحجمه في ظل عدم القدرة على التحقق من صدقية تقارير تم بثها ثم ناقضتها بالكامل تقارير اخرى اشارت الى ان شبيحة النظام هم من ارتكبوا ما قيل عنه، من دون اغفال ان بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي كما الام بيلاجي صياح رئيسة دير مار تقلا في معلولا نفيا وقوع تعديات في البلدة بل تبادل اطلاق نار وقصف، وهذا يطول كل المدن السورية.
ومن هنا اكرر الدعوة الى المتباكين الذين ينصّبون انفسهم حماة مسيحيي الشرق، ان يستغلوا حسن علاقتهم بالنظام السوري (اذ لا تزال بهذه القوة القانونية) لحضه على طلب حماية دولية لهذه البلدة. الا ان هؤلاء المتباكين لا يريدون الا الاستثمار السياسي لمسألة التكفيريين في اطار التسويق وتبرير بقاء نظام الاسد. والمؤسف ان الذين يتحدثون بهذا المنطق، من صغارهم الى كبارهم، يلحقون الضرر الاكبر بالمسيحيين، واليوم (الثلاثاء) جاء على لسان laquo;كبارهمraquo; ان الرئيس نيكولا ساركوزي سبق ان اعلن ان لا مكان للمسيحيين في الشرق الاوسط. وهذا كذب. وحينها وبعدما تم التداول بهذا الكلام اعلامياً صدر تكذيب رسمي من الاليزيه ثم الكي دورسيه.