القاهرة -عبدالجواد الفشني
أكد مستشار شيخ الأزهر للشؤون الخارجية، وأحد أعضاء لجنة تعديل الدستور الاحتياطيين وأستاذ القانون الدولي، محمد مهنا laquo;انتفاء العلاقة بين الأزهر والسياسة، سوى بما يخدم المصلحة الوطنية لمصر وللعالم الإسلاميraquo;.
واكد في حوار مع laquo;الرايraquo;، أن laquo;دور من يمثلون الأزهر الشريف في لجنة تعديل الدستور، والتي انطلقت أعمالها قبل أيام، هو المحافظة على الهوية الإسلاميةraquo;. ولفت إلى laquo;ضرورة طمأنة الطلاب الأتراك الدارسين في الأزهر، وأنهم بعيدون عن الخلافات السياسية، ولا يمكن أن تتأثر معاملاتهم في الأزهر بما يبديه قادتهم تجاه الإمام الأكبر شيخ الأزهرraquo;.
وفي ما يلي نص الحوار:
bull; في ضوء الهجمات المتتالية على المشيخة، خصوصا من قبل الإسلاميين لأي مدى توجد علاقة بين الأزهر والسياسة؟
- الأزهر لا يريد الاندماج في الأمور السياسية، ولكنه على استعداد لتقديم الدعم والرعاية واحتواء كل الجهود السياسية، واستخدام كل إمكانياته لكل الأطراف والقوى السياسية وأصحاب المبادرات.
bull; لكن هناك من أشاع عن الأزهر صفة التسييس... كيف ترى هذا؟
- الأزهر مستقل، غير مسيس، يكفل للمجتمع المصري الأمن الاجتماعي، من دون إقصاء بسبب رأي سياسي، أو تكفير بغير علم، أو تغول فصيل على فصيل.
bull; هل أفسدت السياسة الدين عندما اختلطت به؟
- الدين لا يفسد، ومن يرد الدين فليبحث عنه محفوظا في كتاب الله، وسنة النبي، لكن السياسة ابتدعت ضلالات، وأرادت أن تضفي عليها الشرعية، فألصقتها بالدين، واختزال الدين في خطاب ديني، لا يُعمل به، ساهم في تعميق الهوة بين المطالبين بتحديث الدولة، والمطالبين بتطبيق الإسلام، فإذا لم يتوافق الخطاب الديني مع حقائق السلوك والفكر، يصبح خطابا فارغا أجوفا، ويعتبر متاجرة بالدين، وعندئذ تصبح السياسة مفسدة.
bull; ما المهام التي يركز الأزهر عليها في مشاركته في laquo;لجنة الـ 50raquo; لتعديل الدستور بعد انطلاق أعمالها؟
- الأزهر في لجنة laquo;الـ 50raquo; هو المسؤول الأول عن المحافظة على الهوية الإسلامية، ولا يمكن لأي فصيل أو حزب سياسي أن ينازع الأزهر الهوية، فأعضاء الأزهر في اللجنة لديهم مهمة معروفة ومحددة، وهي المحافظة على كون الشريعة مصدرا أساسيا في التشريع، إلا أنه ربما يكون هناك تنازع في الآليات أو الصياغات، وأنه إذا كانت لجنة الخبراء نصحت بإلغاء المادة 219، والتي تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية يقصد بها الأدلة الكلية والقواعد الأصولية والمصادر المعتبرة عند أهل السنة والجماعة، فإن إبدال ذلك النص بالمادة الثانية على أن أدلة الشريعة الإسلامية أساس سن القوانين يغني ويكفي بدلا من وضع كلمة مبادئ من دون تفسير، فما يحدث الآن صراع سياسي على الدنيا ومن الخطأ استخدام الدين للوصول إلى تحقيق مآرب دنيوية.
bull; هل يمكن لتوتر العلاقات المصرية - التركية أن تؤثر على طلبة تركيا الدارسين في الأزهر؟
- الطلبة الأتراك في الأزهر يتعلمون منهج الأزهر، وقد استاءوا مما حدث من تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وساورهم القلق في وضعهم في مصر ولكن شيخ الأزهر طمأنهم، ما دفعهم للاعتذار له عن تصريحات أردوغان بحقه وحق الأزهر، ليقينهم أن شيخ الأزهر احمد الطيب يقوم بدور وطني، وأن مصر هي الجريح الأول مما يحدث الآن، وأنه يجب المحافظة على الجيش المصري الوطني لأنه الجيش الوحيد الباقي في المنطقة العربية والإسلامية.
bull; كيف ترى الهجوم على العلمانيين وتصويرهم على أنهم أعداء الدين؟
- لا يوجد في مصر علمانيون على النموذج الأوروبي، فالعلماني المصري، يصلي ويصوم ويزكي، إذا كان مسلما، ويتردد على الكنيسة، إذا كان قبطيا، فلا يوجد علماني مصري يفهم طبيعة بلاده، ويستوعب خصوصيتها، يوافق على صدور تشريع قانوني، ضد نصوص القرآن، أو يتعارض مع صحيح الدين، ونفي وجود العلمانية في مصر لا يعني أننا نعيش حكما إسلاميا بمفهومه الحق الوسطي، الذي أتى به الوحي إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من السماء، وليس الإسلام المسيس، بأفكاره المستوردة التي يتبناها من يدعون أنهم أوصياء على الدين، أو يحكمون بتفويض من السماءraquo;.