جاسر عبد العزيز الجاسر

تتوارد القصص الأليمة من جنوب العراق حيث يصعد الصفويون حصارهم لأهل السنة من العرب أبناء العشائر العربية المأصلون وبعضهم يصل نسبه إلى الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم.

مليشيات الصفويين الفرس الذين وصلوا مع الدبابات الأمريكية والإنجليزية إلى العراق قدموا من إيران ولديهم مخطط بدؤوا بتنفيذه منذ أن وطئت أقدامهم أرض العراق العربية. فهؤلاء الصفويون يعرفون أن العشائر العربية هي التي صدت الهجمة الصفوية الأولى حينما أشاع خميني نظرية تصدير الثورة الإيرانية الإسلامية وإنقاذ الشيعة من مظلومية الحكام السنة، أول من تصدى لهذه الفتنة، هم شيعة العرب من العشائر العربية في الجنوب والفرات الأوسط في العراق، إذ كانوا عماد الجيش العراقي الذي قاده الرئيس الراحل صدام حسين لإحباط مخطط الصفويين، وبعد أن عجز خميني من أن يجتاح العراق تحقق لخامنئي ذلك عبر مساعدة الأمريكيين والإنجليز، وهوى العراق تحت الهيمنة الصفوية الفارسية لتبدأ بعدها فصول الانتقام من العشائر العربية، وكانت البداية استهداف العرب من أهل السنة والضغط على العرب من الشيعة أن ينخرطوا بهذه الجريمة أو يتعرضوا للانتقام، وهو عموماً انتقام مؤجل لأن للشيعة العرب نصيبهم من انتقام الصفويين بعد أن أجَّلوا احتلال العراق عقدين ونصف بوقفتهم الباسلة ضمن الجيش العراقي الذي رد هجمة الصفويين، ووصلت القوات العراقية إلى أكثر من 28 مدينة إيرانية.

اليوم الصفويون يردون laquo;الدينraquo; بالانتقام من العراقيين، والبداية من العشائر العربية من أهل السنة، والبدء بأسرة السعدون الأسرة العربية التي استطاع أبناؤها قيادة تحالف العشائر العربية وصد الهجوم البريطاني في بداية القرن الماضي، والهدف من قتل وتشريد آل السعدون هو إضعاف أهل السنة باستهداف قياداتهم، وفعلاً هاجرت 150 عائلة من آل السعدون إلى محافظة صلاح الدين، فيما تتواصل عمليات القتل والملاحقة لأهل السنة إذ يقتل كل يوم ما يقارب من عشرة أشخاص بمسدسات كاتمة للصوت، وسجل لدى الجهات الصحية مقتل 49 مواطنا عربيا في يوم واحد دون أن يعلن عن ذلك.

هذه الجرائم والاستهداف والمجازر المرتكبة ضد العرب من أهل السنة، واستهداف مساجدهم حيث لم تقم صلاة الجمعة للأسبوع الثاني في البصرة والناصرية وسوق الشيوخ والكوت خوفاً من القتل، واستجابة لنداء الوقف السني، ومع هذا لم نسمع أي احتجاج أو تنديد، وهو أمر مستغرب ويدعو للدهشة والريبة؛ فعندما تحصل مجزرة في أي مكان يهب الجميع لاستنكارها والدفاع عن المظلومين إلا أهل السنة في العراق الذين يتعرضون للإبادة والتهجير دون أن يتبرع أحد بالدفاع عنهم والضغط على حكومة المالكي للتحرك لرفع الظلم عن هؤلاء المؤمنين الصابرين.

ما يتعرض له العرب من أهل السنة في البصرة والزبير وسوق الشيوخ والناصرية وبغداد والكوت تتطلب من الدول العربية التحرك والمطالبة بحماية دولية تنقذ أهل السنة من المجازر التي ترتكب ضدهم، إلا إذ كان هناك تفاهم على تجاهل مصيبة أهل السنة في العراق والتسليم بجعل هذا البلد العزيز جزءاً من إمبراطورية الصفويين التي يؤسس لإقامتها مليشياتهم الطائفية في العراق وسوريا ولبنان وشمال اليمن.