شملان يوسف العيسى

بدأت الولايات المتحدة بمغازلة إيران تمهيداً لبدء مرحلة جديدة من العلاقات حيث أعلن أوباما أنه ينوي اختبار نظيره الإيراني حسن روحاني، في الحوار حول البرنامج النووي، وأكد أوباما بأن هنالك فرصة للدبلوماسية آمل أن ينتهزها الإيرانيون. المرشد الإيراني رد بدوره نرفض السلاح النووي استناداً إلى عقائدنا وليس من أجل أميركا أو غيرها، وأوضح أن هناك قلة من الدول تريد احتكار الطاقة النووية.. لذلك فإن أميركا والدول الغربية والتيارات العميلة لهم يثيرون ضجة بسبب ذلك.

ومن جهته توقع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن تشهد أزمة النووي انفراجاً خلال أشهر، وقال أعلنا قبل الانتخابات الرئاسية أن الشعب الإيراني سيسمع أخباراً مفرحة في العام الجاري.

كل هذه التحركات الجديدة جاءت لأن المرشد الأعلى بارك تحركات روحاني الذي يتخذ نهجاً يتسم بالاعتدال والوسطية والواقعية - البراجماتية - فالمقابلة الأخيرة التي أجراها الرئيس مع مراسلة شبكة quot;إن. بي. سيquot; الأميركية حيث أعلن الرئيس بالمقابلة أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، وأن إيران لن تحارب إسرائيل، وإن إدارته تريد السلام والصداقة مع دول المنطقة. وتمنى الرئيس أن يخطو خطوة صغيرة نحو تحسين العلاقة بين أميركا وإيران، التي انقطعت علاقتهما الدبلوماسية بُعيد الثورة الإسلامية عام 1979.

ما الذي دفع بواشنطن لتحسين علاقتها بإيران؟ بالتأكيد السياسة الإيرانية المعتدلة التي أعلن عنها روحاني هي التي شجعت واشنطن على مغازلة طهران. وبالنسبة لواشنطن روحاني يمثل الأمل الجديد للتوصل إلى حل دبلوماسي لكل القضايا المعلقة. والولايات المتحدة تحاول بناء الثقة بين البلدين تمهيداً لرفع العقوبات الاقتصادية عن طهران.. الولايات المتحدة من مصلحتها أن تعيد العلاقات مع إيران لأنها تعتبر من أهم الدول الإقليمية في المنطقة، فإذا استقرت الأوضاع في إيران فإن دول المنطقة كلها تنعم بالاستقرار.

السؤال الذي علينا طرحه في الخليج هل تحسين العلاقات الأميركية- الإيرانية يصب في مصلحة دول الخليج العربية؟ بالتأكيد نعم لأن تحسين العلاقات الأميركية - الإيرانية لا يعني تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها الاستراتيجيين بالخليج. فالولايات المتحدة هي الحامية لأمن الخليج والمنطقة، ودعمت التحول الديموقراطي للحد من تفشي ظاهرة التطرف والتشدد الديني.

دول الخليج العربية اتخذت مواقف مستقلة عن واشنطن في أحداث البحرين. والآن مع التقارب الأميركي - الإيراني وتغير نهج السياسة الإيرانية في المنطقة، مطلوب من دول الخليج العربية إعادة النظر في سياستها تجاه إيران. وهذه الأخيرة اليوم تحت القيادة الجديدة، تريد تحسين علاقتها بدول المنطقة. ومن مصلحتنا ومصلحة إيران حل جميع المشاكل العالقة، ومن أهمها احترام الطرفين وابتعادهما عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلدانهم. إيران عليها وقف دعم الجماعات الدينية من الشيعة الذين يطالبون بالاستقلال عن بلدانهم أو تغير أنظمتهم إلى أنظمة على النموذج الإسلامي في طهران. وعليها أيضاً أن تعي بأن الشيعة سواء كانوا في البحرين أو السعودية أو الكويت أو غيرها هم مواطنون مخلصون لبلدانهم، فلا حاجة لزجهم في السياسة وخلق فتن طائفية. دول الخليج العربية عليها أن تحسن أوضاع الشيعة في بلدانهم فهم مواطنون قبل أن يكونوا شيعة أو سُنة، فالفتن الطائفية التي يثيرها الإسلام السياسي في بلداننا ضد إيران والأقليات الشيعية، يجب أن تتوقف لأننا في النهاية كلنا مسلمون فلماذا إثارة الخلافات الدينية؟