راجح الخوري

عشية تكليفه تشكيل الحكومة فرضت الاصول على تمام سلام ان يزور سعد الحريري في الرياض، فهو عضو quot;كتلة المستقبلquot; النيابية، وبعد عودته مباشرة الى quot;بيت الوسطquot; أعلنت الكتلة ترشيحه، لينال 124 صوتاً بما فيها اصوات نواب 8 آذار المفجوعين باستقالة حكومة نجيب ميقاتي التي هندسها quot;حزب اللهquot;!

بدأ السعي لتشكيل quot;حكومة مصلحة وطنيةquot; تكون لمرحلة انتقالية ولمهمة اجراء الانتخابات النيابية، ثم انقلبت المواقف ولحس جماعة الثامن من آذار مفاعيل ترشيحهم سلام، وبدأوا هجوماً مبتذلاً وغير مبرر على السعودية تحت عناوين مفبركة كالحديث عن عودة نفوذ السعودية ولكأنها استقالت يوماً من دعمها للبنان وحرصها على الوفاق بين اهله وعلى الاستقرار والأمن فيه، وكالقول عدنا الى الوصاية السعودية وليس في الماضي البعيد او القريب ما يبرر هذا الحديث، فالمملكة ليست مرشدية ولا هي ولاية فقيه تطاع، ولا كانت الأم الحنون، ولهذا يسأل البعض: لو كان الحريري في باريس وذهب سلام اليه هل كان ليقال فرنسا تعود او عودة وصاية الأم الحنون؟
في العيد الوطني السعودي تقضي الموضوعية بالقول: كفى بعض اللبنانيين ولوجاً في الافتئات وفبركة الاتهامات ضد السعودية التي تعبت وهي تصرخ في البرية اللبنانية داعية كل الافرقاء الى التعاون والتكاتف والحوار والتفاهم لإنقاذ بلدهم وانتشاله من هوة الخلافات، وإبعاده عن الاخطار المتعاظمة وعن النار السورية، وان من الضروري ان يطبق الجميع سياسة النأي بالنفس لا ان يزجوا لبنان في وحول الازمة السورية العابقة بروائح الفتنة السنيّة ndash; الشيعية تحت شعار حماية ظهر المقاومة، ولا شيء يحمي ظهرها غير التفاهم والوفاق بين اللبنانيين!
واذا كانت السعودية تقف الى جانب الشعب السوري الذي يتعرض لمذابح النظام وآخرها بالكيميائي، فهل من مصلحة لبنان ان يحاول المتورطون في حرب النظام السوري، تصعيد حملاتهم ضد السعودية الى درجة الوقوع في التناقض المضحك. فلقد بدأوا الحديث عن الوصاية السعودية لمجرد تكليف سلام والآن يتحدثون عن عرقلة سعودية لتشكيل الحكومة، ولكأن ليس لدى السعودية قضايا وهموم غير حكومة لبنان، كل هذا لأنهم يريدون حكومة تحت وصاية الثلث المعطل وهو ما يراه فريق 14 آذار هيمنة للسلاح!
لقد تعب السفير علي عواض عسيري كما تعب من قبله الوزير عبد العزيز خوجة من تكرار التأكيد دائماً، ان المملكة لم ولن تتدخل في اي مسألة داخلية لبنانية، وانها باركت وتبارك كل ما يتوافق عليه الاشقاء اللبنانيون، وخصوصاً النأي ببلدهم عن كل ما يهدد استقراره وسلامته، ولكن حلفاء بشار الاسد لم يتعبوا من التحامل على المملكة وحتى من الاعتداء احياناً على رعاياها والرعايا الخليجيين، ولكأن اللبنانيين في الخليج ليسوا رعايا ينعمون بالحماية والرعاية!