عدنان حسين

مرة أخرى يثبت جيشنا انه سور الوطن وحارس بواباته جميعها والحائط الذي يستند إليه الشعب وأمله المرتجى في غد سعيد.
ساحة الوغى التي أظهر فيها جيشنا قدرته وبراعته كانت هذه المرة في محافظة الأنبار، وبالأخص في قضائي عانة وراوة. أما توقيت المنازلة فكان يوم أمس الأول الثلاثاء.
ما الذي حدث هناك؟
ما حدث ان مجموعات إرهابية، من تنظيم القاعدة على الأرجح، هاجمت مدينتي عانة وراوة مساء الاثنين- الثلاثاء واستولت على مراكز حيوية فيهما لبعض الوقت بعد اشتباكات مع الشرطة وتفجير سيارات مفخخة، حيث سقط عدد من الشهداء والجرحى. وبعد ساعات وصلت قوات من الجيش ولكن عقب ما كان الإرهابيون قد اكملوا انسحابهم من المدينتين.
أين إذن quot;بسالةquot; جيشنا؟
هذه quot;البسالةquot; تجلّت في النهار التالي، فقد جاء في الأخبار ان قوات الجيش حظرت على الصحفيين دخول القضاءين ومنعت التصوير. ونقلت quot;السومرية نيوزquot; عن مراسلها إن quot;قوات البادية والجزيرة منعت دخول ثمانية صحفيين يمثلون مؤسسات محلية وعالمية من دخول قضائي عانة وراوةquot;، وquot;منعت عمليات التصوير والمقابلات مع مواطنينquot;!
أكتب عن هذا لان الصحفيين، وعموم الإعلاميين، في مواجهة مشكلة حقيقية في هذه البلاد. قوات الجيش والشرطة وسائر أجهزة الأمن ليست على وفاق مع الإعلام ولا تُظهر أو تُضمر الود للإعلاميين .. انها تتعامل معهم في الغالب كما لو كانوا إرهابيين. بل ان بعض رجال الجيش والأمن كثيراً ما يتصرفون مع الصحفيين بوصفهم أخطر من الإرهابيين، فلا يترددون عن إسماعهم أقسى الكلمات وأكثرها بذاءة، ولا يتورعون عن إهانتهم بالضرب وتكسير معداتهم أو مصادرتها.
بعض أوساط الحكومة، بما فيها الأوساط الأمنية، توجّه اللوم للإعلام والعاملين فيه بزعم انه لا يحارب الإرهاب بما فيه الكفاية، ولا يسند الأجهزة الأمنية في صراعها مع الإرهابيين. ومع التحفظ على فكرة ان الأجهزة الأمنية تُصارع الإرهاب والإرهابيين بجدارة وكفاءة وإخلاص ( نعتقد ان هناك اختراقات خطيرة لهذه الأجهزة من جانب الإرهابيين)، فان التعامل مع الإعلاميين بمنع وصولهم الى أماكن الحدث، أو الاعتداء عليهم، لا يخدم هدف محاربة الإرهاب.
نحتاج الى وقفة حقيقية أمام هذه القضية. وسيكون من المفيد تنظيم لقاء إعلامي ndash; أمني مشترك للمراجعة ولمعالجة الخلل في المعادلة القائمة الآن والتي يفترض أن تكون معكوسة.