مبارك مزيد المعوشرجي

يقدر أحد الباحثين في الأحزاب السياسية الدينية أن عدد المنتسبين لحركة الإخوان المسلمين العالمية بعشرات الملايين يمتلكون ويديرون استثمارات تجارية وأصولاً اقتصادية بعشرات المليارات من الدولارات، وهم منتشرون في العالم بأسره، وجميعهم يدينون بالولاء للقيادة، مؤمنين بمعتقدهم ويسعون لتحقيق أهدافهم بإصرار.
ولو رجعنا للكويت فسنجد أن حركة الإخوان المسلمين قد بدأت في خمسينيات القرن الماضي، وهي أطول وأقدم التيارات السياسية وجوداً على الساحة الكويتية، لديهم أقوى وأغنى جمعية نفع عام- جمعية الإصلاح الاجتماعي- التي لديها فروع ومراكز في جميع المحافظات الكويتية.
يفوزون بانتخابات اتحاد الطلبة وجمعية المعلمين الكويتية وأحيانا بالتزكية منذ سنوات طويلة، وهم أكثر الجمعيات من حيث عدد المنتسبين، ولديهم السطوة والحظوة في العديد من المؤسسات المالية والشركات المساهمة، وتسيطر على القرار في أكثر من 10 جمعيات تعاونية، ومثلها تشارك فيه.
ومنها يأتي الدعم وتدريب كوادرها على العمل الاجتماعي، ولها أعضاء في أغلب جمعيات النفع العام، والاتحادات والنقابات المهنية والاستهلاكية، وحتى الأندية الرياضية، ولديهم مستشارون في مجلس الوزراء وقيادات وسطى في معظم وزارات الدولة، خاصة في الأوقاف والنفط والتربية، وأظنها تسيطر على ما لا يقل عن 20 في المئة من أصوات الناخبين في كل ما يخطر على بال من انتخابات، ما يجعل الحليف معها فائزاً أو قريباً من الفوز.
ويتصف المنتسبون إليها بالولاء التام للقيادة، والطاعة لأوامرها والمشاركة بإيجابية وبنسبة عالية في جميع الانتخابات، وصوت المرأة هو المرجِّح لهم، وغالبية من يشارك في أي تجمع يحق له المشاركة به، ويحرص على التصويت في أي انتخابات بلا استثناء، مضحون ومثابرون في خدمة تيارهم، بل ويحرصون على خدمة من أوصلهم إلى المناصب بكل قوة، وقياداتهم تتبع سياسة الغاية تبرر الوسيلة، وخذ وطالب، والوصول للهدف خطوة خطوة، ولا بأس من التحالفات المؤقتة.
أما من يعتقد أن هجوم جريدة أو اثنتين وقناة فضائية أو أكثر باستمرار وفجاجة سيؤدي إلى سقوطهم وتشتت شملهم فجاهل أو واهم أو متحامل، خصوصاً إن كان هذا الهجوم على الإخوان بسبب الخلاف أو الاختلاف أو تعارض المصالح، أو بثمن، بل إن هذا الهجوم أكسبهم بعض التعاطف من عامة الناس أكثر من كراهيتهم، ومن يريد الفوز على الإخوان المسلمين فعليه أن يعمل عملهم ويضحي بالوقت والمال والجهد وأهم شيء هو الصبر والمثابرة في العمل. أما الكلام فهو كمن يحاول كسر جبل من الصوان بأظافره المجردة.
إضاءة:
أنا لست من الإخوان أو المؤيدين لهم أو المدافعين عنهم، بل أنا معارض لكثير من خطواتهم والعديد من رموزهم ولكن ما كتبته هو واقع ملموس والتعامي لن يغير منه شيئاً.