مكرم محمد أحمد

رغم الحكومة الجديدة التي أعلنها رئيس الوزراء التركي بعد استقالة ثلاثة وزراء تورط أبناؤهم في قضايا الفسادrlm;,rlm;

ورغم التغيير الذي لحق بعشرة مناصب وزارية, تتفاقم أزمة رئيس الوزراء التركي أردوغان, وتزداد اتساعا إلي حد يهدد بخسارة حزب العدالة التركي في انتخابات البلديات التي تجري في مارس المقبل,خاصة بلدية اسطنبول التي كانت أول طريق النجاح لأردوغان!.
وثمة ما يؤكد أن انحياز أردوغان المطلق لجماعة الإخوان المسلمين, وتنصيب نفسه مدافعا عن حقها في أن تعود إلي حكم مصر رغم خروج ثلاثين مليون مصري يطالبون بعزل مرسي وإنهاء حكم المرشد,كان السبب الرئيسي لخلافه مع حليفه السابق فتح الله جوليين, أحد كبار الماليين الأتراك الذي يقيم في الولايات المتحدة, ويملك سلسلة عالمية من المدارس الخاصة تنتشر خارج تركيا, كما يملك نفوذا متزايدا داخل المجتمع المدني ومؤسسات الدولة التركية أسهم في كشف قضايا الفساد, ويعتقد ان تحالف أردوغان مع جماعة الإخوان المسلمين سوف يؤثر سلبا علي أوضاع الحكم في تركيا, خاصة أن هذه العلاقات زادت من طموحات اردوغان السياسية في عودة الخلافة العثمانية, وشغلته عن الاهتمام بالداخل, وقوت داخله النزعة الفردية, وورطته في ان يصبح طرفا في الحرب الأهلية السورية, فضلا عن التأثيرات السلبية الاخري التي تتمثل في الخوف المتزايد داخل فئات واسعة من الطبقة الوسطي, تخشي من الآثار المحتملة لجماعة الإخوان علي المفهوم التركي للإسلام وعلي الحريات الخاصة والعامة, في ظل توجهات هذه الطبقة بأن تكون تركيا جزءا من العالم الغربي كما يعتقد فتح الله أن مفهوم جماعة الإخوان للدين لا يلبي المصالح التركية, وقد يؤدي إلي انفصام قواها السياسية.
وما يزيد من سوء موقف أردوغان, دخول المجلس الأعلي للقضاء التركي طرفا في الصراع, ومساندته الكاملة لموقف النائب العام أكاكاس الذي نحاه أردوغان عن نظر قضية الفساد, وعين بدلا منه نائب عام جديدا يعمل طوع إرادته, فضلا عن صدورحكم قضائي أخيرا أفشل محاولات أردوغان إلزام الشرطة التركية غلق ملفات الفساد التي تنطوي علي اتهامات جسيمة لابنه بلال.