فاروق جويدة


حرام علي مطربة لبنان الأولي أن تبدي إعجابها بشخصية الشيخ حسن نصر الله حتي لو جاء هذا الإعجاب علي لسان ابنها في حديث تليفزيونيrlm;..rlm;

نسي هؤلاء الذين انتقدوا موقف فيروز أن العالم العربي كان في يوم من الأيام مبهورا وليس معجبا بالشيخ حسن نصر الله عندما كانت صواريخ حزب الله تدك القري الإسرائيلية.. لقد أصبحت السياسة هي فنجان القهوة المر الذي يشربه العرب كل صباح علي حد قول الشاعر العراقي الراحل بلند الحيدري. تدخلت السياسة في الثقافة فأفسدت الاثنتين معا وتدخلت السياسة في الفن فتحول الفن إلي ابواق وتحول الفنانون إلي باعة جائلين في أسواق السياسة العربية.. لقد وصل الأمر إلي الجوانب والعلاقات الشخصية والمشاعر الإنسانية أن تحب فنانا أو تعجبك قصائد شاعر أو تشاهد فيلما جميلا, أصبح من الصعب أن تفصل الآراء السياسية عن المواقف الشخصية عن قيمة الإبداع نفسه.. إن هذه العوارض ليست جديدة فقد كتب أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة قاسية ضد الزعيم أحمد عرابي عندما عاد من منفاه وسخر شوقي من عرابي وأغضب الكثيرين من عشاق ومحبي قائد الثورة العرابية.. وقد غنت سيدة الغناء العربي أم كلثوم أغنيات كثيرة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر وكانت بينهما علاقة صداقة واحترام رغم أن أم كلثوم غنت للملك فاروق أكثر من أغنية وغني له مطرب الملوك الموسيقار محمد عبد الوهاب أغنية الفن.. لا أري تجاوزا أو جريمة أن تقدر فيروز الشيخ نصر الله, فهناك كثيرون يحبونه وهناك أيضا من يكرهونه ولا ينبغي أن تتدخل المشاعر الشخصية في تقييم أقدار الناس خاصة الشخصيات البارزة التي اختلف الناس عليها وعلي أدوارها التاريخية إن البعض يقدر حسن نصر الله وتاريخه في المقاومة ضد إسرائيل والبعض الآخر له مآخذ كثيرة علي دوره في سوريا وعلاقته بإيران وموقفه وتدخلاته في شئون الدول الأخري ولكن من حق فيروز أن تقول رأيها فيه وأن تبدي إعجابها الشخصي لأن الفن الجميل لابد أن يكون جميلا في كل شيء حتي في رفضه وغضبه..