بغداد


طوى العراقيون ليل الثلاثاء على الاربعاء آخر أوراق روزنامة العام 2013، متطلعين الى عام جديد، ملؤه الخير وهم يخطون بثقة نحو الامام متحدين الصعاب في تجربتهم الديمقراطية التي قطفت البلاد ثمارها.
وتصدر المشهد السياسي كعادته ايام العراق في 2013 بدءا من انفراج ازمة سياسية الى دخول اخرى ومن ثم انعقاد مؤتمرات عدة في بغداد ضمن استحقاقات العراق، فضلا عن بغداد عاصمة الثقافة العربية. كما حملت ايام العراق في 2013 تفاوتا في الوضع الامني، بيد ان القوات الأمنية اثبتت قدرتها على محاربة الارهاب والانتصار عليه في جولات عدة كان اخرها عمليةraquo; ثأر القائد محمدraquo; ضد تنظيمraquo;داعشraquo; الارهابي، بالتوازي مع شروع العراق بالسير في خطوات متأنية للوصول الى عصر الحداثة والاعتماد على الاستثمارات وزيادة الانتاج النفطي للنهوض بالبلد.
وشهدت السنة المزيد من الانفتاح الدبلوماسي العربي والاقليمي والغربي تجاه العراق تجسد بزيارات متبادلة بين المسؤولين.
وادى العراق خلال العام 2013 دورا كبيرا في السعي لحل ازمات اقليمية، من خلال طرح مبادرات وعقد اجتماعات.
وكان خروج العراق من الفصل السابع العلامة الابرز على انجازات الدبلوماسية العراقية.
وألمت بالبلاد احزان في العام 2013، إذ استشهد العديد من ابناء الوطن الغيارى على ايدي الزمر التخريبية الارهابية، وهو ما حفز ابطال القوات المسلحة والاجهزة الأمنية على بذل جهود مضاعفة، اثمرت عن القاء القبض على أو قتل مئات الارهابيين.
واستمرت الحالة الصحية لرئيس الجمهورية جلال طالباني بالتحسن مع تواصل جهود الفريق الطبي، كما واصل رئيس الوزراء نوري المالكي جهوده لتحسين الاوضاع في البلاد سواء السياسية او الامنية او حتى الاقتصادية، مشتكيا من التناحرات السياسية التي انعكست على تقديم الخدمات للمواطنين.
وفي ما يلي استعراض لاحداث العام:


اتفاق وصفقة


فقد استهل العام 2013 باتفاق الحكومة المركزية مع حكومة الاقليم بشأن وضع قوات البيشمركة في بعض المناطق.
كما تم التصويت تحت قبة البرلمان على احالة ملف الصفقة الروسية الملغاة الى القضاء وهيئة النزاهة، فيما نددت الجهات الرسمية والسياسية باغتيال النائب عيفان العيساوي.
وصوت مجلس النواب في كانون الثاني على قانون تحديد ولاية الرئاسات الثلاث بدورتين فقط الامر الذي دفع الحكومة فيما بعد الى تقديم طعن للمحكمة الاتحادية بشأنه وربحته.
اما في شباط فقد فشل البرلمان في التصويت على اقالة وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر بعد عدم حضوره لجلسة الاستجواب.
كما شهد اقلاع اول طائرة من بغداد الى الكويت وعلى متنها وزيرا النقل والخارجية وعدد من المسؤولين.
واعلنت المحكمة الاتحادية العليا خلال شباط عدم دستورية قانون رواتب ومخصصات مجلس الوزراء، كما زار رئيس الوزراء المصري بغداد في زيارة رسمية.
برلمانيا، صوت البرلمان على الموازنة المالية بكامل فقراتها، فيما اعلن مجلس الوزراء استمرار العمل بالبطاقة التموينية، بينما اجل الانتخابات في الأنبار ونينوى لسوء الأوضاع الامنية.
وزار وزير الخارجية الاميركية جون كيري بغداد في 24 من اذار.
وفي نيسان جرت عملية التصويت العام لانتخابات مجالس المحافظات، بمشاركة جيدة تجاوزت الـ50 بالمئة.
كما شهد الشهر نفسه احداث اقتحام ساحة الاعتصام في قضاء الحويجة عقب استشهاد عدد من الجنود من قبل ارهابيين والذين اشارت المصادر الامنية الى اختبائهم ضمن المعتصمين، الا ان الوقفين السني والشيعي اطلقا مبادرة لحل الازمة تتضمن دعوة كبار المسؤولين للاجتماع في جامع ام القرى، كذلك افتى الشيخ عبد الملك السعدي بحرمة قتل عناصر الجيش والشرطة بعد تكرار حوادث قتل الجنود والشرطة العراقيين.


انفراج الأزمة


وافتتح ايار باعلان كتلة التحالف الكردستاني عودة وزرائها ونوابها الى بغداد بعد قرار سحبهم ومقاطعة جلسات الحكومة ومجلس النواب على خلفية اقرار الموازنة الاتحادية.
وفي 13 منه اعلنت هيئة النزاهة صدور خمسة أوامر قبض على مدراء الشركات المجهزة لأجهزة المتفجرات والبريطاني المدان.
وفي 21 منه دعا رئيس البرلمان اسامة النجيفي لعقد مؤتمر وطني تحت قبة البرلمان.كما زار وزير الخارجية السوري وليد المعلم بغداد في زيارة غير معلنة لبحث المبادرة العراقية لحل الازمة السورية.


نجاح المبادرة


اما شهر حزيران فقد شهد الاجتماع الرمزي الذي دعا اليه السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بحضور الرئاسات الثلاث وقادة الكتل وانتهى باعلان المصالحة ما بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان اسامة النجيفي ما ادى الى تهدئة الاجواء السياسية في ما بينهما.كما زار رئيس الوزراء اربيل لترؤس اجتماع مجلس الوزراء في بادرة لتهدئة الاجواء وازالة الخلافات التي استمرت لاشهر ما بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان.
كما زار رئيس الوزراء الكويتي بغداد اثمرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة ما بين البلدين.
اما في 23 من حزيران المحكمة الجنائية العليا تصدر الحكم بالاعدام بحق ثلاثة من حماية نائب رئيس الجمهورية المدان طارق الهاشمي بجريمة قتل الممثل وليد جعاز.
وفي 24 من شهر حزيران النائب الاول لرئيس مجلس النواب قصي السهيل يقدم استقالته من منصبه قبل ان يعلن عدوله عنها نتيجة لدعوات القوى السياسية.


الخروج من الفصل السابع


وكان يوم 27 حزيران يوم خير للعراقيين، اذ صوت مجلس الأمن الدولي بالاجماع على اخراج العراق من الفصل السابع والذي تخلص العراق بموجبه من العقوبات المفروضة عليه بسبب هذا الفصل.
وفي 30 منه زار رئيس الوزراء روسيا بزيارة رسمية.


بارزاني في بغداد


وشهد حزيران ايضا زيارة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بغداد على رأس وفد رفيع المستوى وقد جاءت هذه الزيارة ردا على زيارة قام بها رئيس الوزراء نوري المالكي الى اربيل.
كما زار السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الكويت في زيارة رسمية.
وزار الرئيس الايراني السابق احمدي نجاد بغداد وسط استقبال رسمي بعد انتهاء ولايته، فيما مدد مجلس الأمن الدولي عمل بعثته في العراق (يونامي) لمساعدة العراق عاما اخرى.


قانون التقاعد ونقض تحديد الولايات


اما في اب فقد زار رئيس الوزراء نوري المالكي الهند في زيارة رسمية استمرت عدة ايام، كما نقضت المحكمة الاتحادية قانون تحديد ولايات الرئاسات الثلاث.
وافتتح ايلول بموافقة مجلس الوزراء على قانون التقاعد الموحد الذي يهدف الى تقليل الفوارق في الرواتب ما بين شريحة المتقاعدين.
وفي 8 منه زار وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بغداد في زيارة رسمية.وشهد الشهر نفسه عقد اجتماع لقادة الكتل السياسية في مكتب رئيس الوزراء انتهى بالاتفاق على توحيد الموقف ازاء القضية السورية.وفي خطوة نحو تحسين العلاقات المتوترة ما بين العراق وتركيا زار رئيس البرلمان اسامة النجيفي انقرة في زيارة رسمية استمرت عدة ايام، كما زار طهران بعد ذلك.
اما في 17 من ايلول فقد صدرت مذكرة اعتقال بحق النائب احمد العلواني بسبب تصريحاته الطائفية التي ادلى بها خلال خطب الجمعة في ساحة الاعتصام بمحافظة الانبار والتي ادت فيما بعد في نهاية العام الحالي الى القاء القبض عليه بعد مقاومته لقوة امنية جاءت للقبض على شقيقه الذي قتل خلال الاشتباكات.


وثيقة الشرف


وفي 19 منه عقد الاجتماع الوطني الذي دعا اليه نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي لتوقيع مبادرة السلم الاجتماعي بحضور قادة الكتل السياسية ومن ضمنهم رئيس الوزراء نوري المالكي والبرلمان اسامة النجيفي ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم.
وفي الشهر نفسه شهد اقليم كردستان اجراء الاقتراع العام لاختيار برلمان الاقليم الجديد.كان اهم حدث شهده تشرين الثاني من العام الحالي زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي للولايات المتحدة ولقاءه الرئيس الاميركي باراك اوباما وعدداً من المسؤولين فيها .اما تشرين الثاني فقد شهد اصدار رئاسة الجمهورية مرسوما حددت فيه يوم 30 من نيسان 2014 موعدا لاجراء انتخابات البرلمان، فيما تمكن مجلس النواب بعد اجتماعات موسعة من التصويت على قانون الانتخابات.كما شهد الشهر زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بغداد ضمن مساعي اعادة العلاقات بين البلدين.
وشهد يوم 28 منه عقد البرلمان جلسة استثنائية لمناقشة ازمة الامطار بحضور 175 نائبا واستضاف عدداً من المحافظين وأمين بغداد.وشهد الشهر الاخير من السنة زيارة وزير الطاقة التركي تاينر يلدز بغداد لبحث تصدير نفط اقليم كردستان الى بلاده، واعلن تشكيل لجنة ثلاثية من بغداد واربيل وانقرة لحل الخلاف النفطي.ويوم 4 منه زار رئيس الوزراء نوري المالكي طهران، فيما زار نائب رئيس الوزراء الكرواتي بغداد.وفي يوم 21 من كانون الاول اعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عملية تطهير الانبار من الارهابيين ردا على استشهاد قائد الفرقة السابعة اللواء الركن محمد الكروي وعدد من الضباط في كمين نصب اليه في صحراء وادي حوران. وشهد الشهر زيارة رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بغداد لبحث القضايا العالقة بين الجانبين.
في اليوم نفسه زار رئيس الوزراء الاردني عبد الله النسور العاصمة بغداد، وفي يوم 27 اكد رئيس الوزراء ان الجمعة هو اخر ايام ساحة الاعتصام في الانبار وهدد باللجوء الى حرق خيام المعتصمين.وفي يوم 28 جرى اعتقال النائب عن القائمة العراقية احمد العلواني بالجرم المشهود خلال اشتباكه مع قوة أمنية إثناء محاولة اعتقال شقيقه.فيما شهد يوم 30 رفع الخيم من ساحة الاعتصام سلميا لينتهي 2013 باحداثه وتقلباته بانتظار العام 2014 الذي سيشهد الانتخابات النيابية التشريعية الثالثة.