تحتفظ مريم الغامدي بأسبقية أول سعودية قرأت نشرة أخبار إذاعية وتلفزيونية وأنتجت أعمالاً فنية وكتبت سيناريوهات للدراما، فضلاً عن مشوارها في التمثيل وتجاربها في الإخراج، لكنها تؤكد عدم سعيها إلى ذلك بقصد نيل الألقاب وكشفت عن quot;مطباتquot; واجهتها وتفاصيل أخرى في الحوار التالي مع quot;الخليجquot; على هامش تكريمها مؤخراً ضمن مهرجان المسرح الأردني في دورته العشرين:
بعد نحو عقدين على خوضك مجال الإنتاج هل تعتقدين أنها كانت خطوة موفقة؟


- كانت مغامرة بكل المقاييس خضتها لأنني أحب الفن وليس بهدف المال، ولم أستمع إلى مَن حاولوا إقناعي بتجنب الأمر والاكتفاء بالتمثيل، لاسيما وأن منتجين سبقوني واجهوا عثرات عديدة وقد توقع كثيرون عدم قدرتي بصفتي أول سعودية تطلق شركة إنتاج على الاستمرار، لكنني واصلت وأجدني نجحت وقدّمت تجارب لها حضورها بشهادة متخصصين .


ما أبرز الصعوبات التي واجهتك؟


- أكبر صدمة كانت في التلفزيون الرسمي فرغم نيل أعمالي تقدير quot;جيد جداًquot; في لجنته المختصة إلا أنهم لا يقومون بعرضها غالباً، إما بحجة اكتفاء جدول الدورات البرامجية أو عدم توفر ميزانية للشراء، وبعدما كنت مصّرة على إنتاج أعمال سعودية والاعتذار عن قبول عروض عربية أجدني اليوم بصدد توسيع التعاون خارج النطاق المحلي والخليجي .


ما تعليقك على تحفظات فنية طالت مسلسلات من إنتاجك بينها quot;درب الغنيمةquot; وquot;أنا وأنت والإنترنتquot;؟


- بدأت الإنتاج ضمن إطار برامج وأعمال للناشئة والأسرة بينها quot;موسوعة الطفل الهجائيةquot; وquot;العائلة والمجتمعquot; من بطولة نجوم الخليج وكنت من أوائل الذين أدخلوا quot;الغرافيكquot; على هذه النوعية عندنا قبل أن يحفزني محيطون على إنتاج أعمال درامية، وأعتقد أن quot;درب الغنيمةquot; وquot;أنا وأنت والإنترنتquot; وغيرهما جاءت على سوية عالية موضوعياً، وكذلك على صعيد الأداء، لكن للأسف خذلني المخرجون مرات عدة وظهرت عيوب مهنية لديهم واتبعوا أسلوب quot;التقطيرquot; على عكس إرادتي، ولأنه كان من الصعب وقوفي على كل التفاصيل اضطررت في quot;درب الغنيمةquot; لإعادة عملية المونتاج في الأردن وتكبّدت خسارة إضافية ناهزت 15 ألف دولار، بينما اكتشفت لاحقاً أن مخرج quot;أنا وأنت والإنترنتquot; قد أحضر ابنه مديراً للتصوير من دون امتلاكه أدنى المقومات اللازمة، وقد تكررت quot;المطباتquot; مع مخرجين آخرين .


ألا ترين أن تركيزك في تخصص محدد ربما منحك تميزاً أفضل عوضاً عن quot;التشتتquot; في التخصصات؟


- جميع التخصصات التي خضتها تصب في المجال الفني، سواء التمثيل أم التأليف أم الإخراج أم الإنتاج، فضلاً عن حبي للإعلام المرئي والمسموع وتقديم البرامج، وأنا لا أسعى إلى لقب quot;أول سعوديةquot; عند إقدامي على خطوة جديدة، لكن قناعتي وحبي يقودانني إلى ذلك، وبالمناسبة لقد توقفت منذ فترة عن كتابة القصص الأدبية لمصلحة السيناريوهات الدرامية الفنية .
لماذا قررت عدم تكرار المشاركة في أعمال بدوية بعد مسلسل quot;لوعة فراقquot;؟


- هذا المسلسل جميل وفريقه كان لطيفاً ودوري مناسباً لكنني عانيت من التصوير في الصحراء وظروف الإنتاج الميدانية، وقد أقبل عملاً بدوياً بشروط ببنها أن يكون الأجر مجدياً مقابل التعب والعناء .
كيف تجدين حضور الممثلات السعوديات الشابات؟


- يكفي أنهن بدأن ونحن مهدنا لهن الطريق وهناك واعدات لديهن موهبة تستحق الفرص المناسبة بينهن مروة محمد وريم عبدالله وميسون وغيرهن .
ماذا تقولين عن ميساء مغربي؟
- أتقنت إلى حد كبير اللهجة السعودية وهي جيدة ولها حضورها .


كيف ترين حال الدراما السعودية الآن؟


- بحاجة إلى مراجعة، إذ يطغى عليها الطابع الكوميدي غالباً، بينما التراجيدي لا يُقدّم بصورة صحيحة أحياناً .


ونحن عموماً لدينا مشكلة تتمثل في إحضار نصوص من الخارج ومحاولة quot;سعودتهاquot; أي تحويلها إلى محلية بطريقة لا تتوافق مع تفاصيل البيئة وخصوصية المجتمع وربما علينا الإخلاص أكثر في هذا النطاق .
أخيراً . . كيف تنظرين اليوم إلى إدراجك سابقاً ضمن أسماء مطلوبة للتصفية بسبب إحدى مشاركاتك الفنية؟
- منذ كنت طفلة وهناك من احتج على والدي بسبب التحاقي في دروس quot;الكتّابquot; لتحفيظ القرآن الكريم بين مجموعة أطفال وتكرر الأمر عند إكمال تعليمي في تخصص quot;الأدب الإنجليزيquot; جامعياً ثم دخولي الإعلام والفن، لكنني لا أقف كثيراً عند التهديدات لأنني مؤمنة بقضاء الله وقدره .