مشاري الذايدي


إذا فتحنا باب التخرصات فلن يستطيع أحد أن يغلقه خلفه، ويمنع دخول الآخرين من نفس الباب.

قبل أيام أعلنت مخابرات الجيش اللبناني عن القبض على الإرهابي ماجد الماجد، وهو سعودي هارب ومطلوب القبض عليه في السعودية، ضمن قائمة من 85 شخصا أعلن عنها قبل سنوات قليلة، ورحب السفير السعودي لدى لبنان بالقبض عليه باعتبار السعودية تلاحقه أكثر من أي دولة أخرى، وتريد منه معلومات عن من يمده بالعون من الدول.

الماجد يدير شبكة إرهابية اسمها كتائب عبد الله عزام، تنشط في لبنان وسوريا والعراق، وتستهدف السعودية بشكل خاص، كان زعيمها قبل الماجد هو إرهابي سعودي آخر اسمه صالح القرعاوي، الملقب بـlaquo;نجمraquo;، وقد استعادته السلطات السعودية بعدما تم قصفه في الشريط الحدودي بين باكستان وأفغانستان، وهو شبه ميت، حيث فقد رجلا ويدين وعينا. وكان مقر القرعاوي فترة من الزمن الأراضي الإيرانية.

نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني (منصور حقيقت بور) يعتقد - لله دره! أن السعودية عرضت ثلاثة مليارات دولار على لبنان مقابل تسليم الإرهابي المعتقل لديه ماجد الماجد، حيث إن لإيران الحق في هذه الحالة أن ترفع شكوى ضد السعودية لدى منظمة الأمم المتحدة، كما قال حقيقت بور في تصريح لوكالة أنباء laquo;فارسraquo;.

ومثله أحد أتباع معسكر حزب الله في لبنان، العميد الركن المتقاعد من الجيش اللبناني، أمين حطيط، حيث اتهم السعودية صراحة بالوقوف وراء وفاة السعودي ماجد الماجد. وتقريبا كل صحف وفضائيات جماعة حزب الله وسوريا في لبنان تعزف نفس هذه النغمة.

حسنا، ما دام الأمر هكذا، فلماذا لا تكون جماعة قتلة من إيران أو حزب الله تسللت إلى الماجد في المستشفى وقتلته لكي لا يفشي أسرار التحالف بين جماعة عبد الله عزام وبين الحرس الثوري الإيراني ومخابرات فيلق القدس والجنرال سليماني؟ خصوصا أن قادة من laquo;القاعدةraquo; اتخذوا من إيران منطلقا ومأوى لهم، مثل سيف العدل المصري وصالح القرعاوي وسعد ابن أسامة بن لادن؟ هذه الفكرة حدثني بها الصديق والكاتب الأستاذ عبد الله بن بجاد، إثر إعلان الخبر، وقد كان تأملا أقرب للمنطق، لو أننا نريد مجاراة تفكير المعسكر المعادي للسعودية.

تذكروا أن شخصا مطلوبا للسعودية في تفجيرات أبراج الخبر 1996، كان قد اعتقل في سوريا، ولما طلبته السعودية، قيل إنه انتحر، بمحض إرادته، داخل سجون الأسد!

إذن لنصدق جميعا أن ماجد الماجد مات فعلا بسبب تسمم دموي جراء فشل كلوي، فهذا أحسن التوقعات، عوض نبش ملفات لا تريد جماعة إيران نبشها.