علي حماده

في إطار المناورات، تخلّى quot;حزب اللهquot; أخيراً عن موقفه المتمسك بحكومة تقوم وفق صيغة 9 ndash; 9 ndash; 6 التي اعتبرها الامين العام للحزب في أكثر من مناسبة حداً أدنى لا يمكن التراجع عنه، وأنه quot;فرصةquot; لا تعوّض للاستقلاليين عليهم أن يستغلوها ويقبلوا بها قبل فوات الاوان. وقد لاقى النائب وليد جنبلاط موقف quot;حزب اللهquot; بداية برفضه قيام أي حكومة لا يقبل بها الحزب، ثم بتوليه تسويق صيغة 9 ndash; 9 ndash; 6. واليوم عاد quot;حزب اللهquot; الى صيغة كان يعتبرها غير مقبولة، وهي 8 ndash; 8 ndash; 8، وكما هو معلوم حمل ممثلا الثنائي الشيعي المقترح الجديد مشفوعاً بعدد من التفاصيل التي ليس هنا مجال البحث فيها، ولا سيما في ما يتعلق بتسمية رئيس الجمهورية ميشال سليمان وزيراً من الحصة الشيعية.
وكما أسلفنا، ليس هنا مجال البحث في تفاصيل رقمية، ولا في مناورات تتعلق بتوزيع الحقائب. بمعنى آخر، ليس وقت وضع العربة قبل الأحصنة، فلعبة الأرقام التي أغرق quot;حزب اللهquot; البلاد فيها لا تعنينا في الوقت الحاضر، بل يعنينا أن يجيب الحزب عن أسئلة واضحة يتحدد في ضوئها موقف الاستقلاليين:
1 ndash; هل quot;حزب اللهquot; مستعد لاعلان انسحابه رسمياً من سوريا، ومباشرة عملية الانسحاب تزامناً مع إعلان الحكومة؟
2 ndash; هل quot;حزب اللهquot; مستعد لقبول بيان وزاري لا يتضمن نصه الإشارة الى ثلاثية quot;الجيش الشعب والمقاومةquot;؟
3 ndash; هل هو مستعد للقبول بحكومة من دون quot;ثلث معطّلquot; ولا ما يسمى quot;وزيراً ملكاًquot;؟
4 ndash; هل هو مستعد للقبول بمداورة كاملة في الحقائب الوزارية بما فيها وزارات الطاقة والاتصالات والخارجية، مع التسليم بحصرية اختيار رئيس الجمهورية لوزيري الدفاع والداخلية؟
5 ndash; هل quot;حزب اللهquot; مستعد لتقديم quot;تعهّدquot; يعرّف باعتباره تنظيماً أمنياً - عسكرياً، كيف يقوم بوقف الاغتيالات والاعتداءات الامنية ضد الفريق الآخر؟
6 ndash; هل هو مستعد للعودة بعد تشكيل الحكومة وفق هذه المعايير الى طاولة الحوار الوطني للبحث في مصير سلاحه بتقديم ورقته النهائية في ما يخص quot;الاستراتيجية الدفاعيةquot; لتجري مناقشتها ضمن سقوف زمنية؟
7 ndash; هل هو مستعد لإعادة الاعتراف الكامل بـquot;إعلان بعبداquot; الذي يفتح الباب أمام تحييد لبنان عن أزمات المنطقة والمحاور؟
هذه جملة أسئلة نعتقد انها أساس كل بحث يسبق الحديث عن أرقام وحقائق وزارية. أما إغراق البلاد في لعبة أرقام فلا يفيدها.
حتى الآن نعتقد ان quot;حزب اللهquot; لا يمكن أن يجيب بالايجاب عن الأسئلة الواردة أعلاه، ولذلك كان اقتراح تشكيل حكومة حيادية أي quot;لا نحن ولا همquot;. أخيراً، وفيما نحن نشرف على أول مرحلة من المحاكمات للمتهمين باغتيال رفيق الحريري ورفاقه، نعتبر أن ربط الحكومة بتسليم المتهمين من quot;حزب اللهquot; ليس بالبند المهم الآن. المحاكمات العلنية هي الأهم في نظرنا.