طارق مصاروة

.. تلويح الطالب الطفيلي الحلو laquo;بسيفه في وجه رئيس قاعة الامتحانات في بلده، يشبه كثيراً افتاء الشيخ القرضاوي من الدوحة بتحريم استفتاء المصريين على الدستور، وتأثيم كل مشارك فيه:
- فهذا السيف الطفيلي هو سلاح غير قابل للاستعمال، وليسمح لنا السيد المدعي العام الذي يحقق في laquo;الجريمةraquo;، وكذلك فتوى الشيخ القرضاوي.. التي لا تعتمد شرعاً على سلطة دينية عليها اجماع من أهل الحل والعقد، أو مؤسسات الشرع المعترف بها في الأزهر وكربلاء وقم.
-إن الطالب الذي عاقبته التربية بحرمانه من امتحان مادة أو دورة، يمارس نوعاً من الاحتجاج ولولا السيف المصدّي الذي كان يرفعه بوجه السلطة الحكومية.. لكان احتجاجاً مقبولاً.. تتداخل جمعيات حقوق الإنسان، والهيومان رايتس ووتش، والامنستي انترناشال، في دعمه ببيانات laquo;تدب الصوتraquo; على المجتمع الدولي لحمايته من laquo;قمع الدولةraquo;.
- وهو هنا كالشيخ القرضاوي الذي تنازل عن هويته المصرية، وحمل منذ زمن هوية دولة اختارت ان تتدخل في شأن مصري داخلي، فلماذا يكون تعديل الدستور المصري اثما اذا كانت محاكم مصر حلّت الجسم المنتخب الذي وضعه، لأن انتخابه لم يكن قانونيا؟ ثم لماذا لا يترك الشيخ القرضاوي لشعب مصر ان يقول رأيه في القبول لمشروع الدستور او رفضه؟
- كان الفلاح الاردني يقول: ان التلويح بالعصى قد يكون اكثر فائدة من استعمالها، والفتى الطفيلي الحلو laquo;لوّحraquo; بالسيف، لكن الشيخ القرضاوي استعمله في وجه شعب تعداده ثمانون مليوناً، واعطى لنفسه سلطة النيابة عن علماء الشرع في العالم كله كمؤسسات في كل المراكز الاسلامية المعروفة.
- نشعر احياناً ان وطننا العربي يشبه في وضعه الفوضوي الحمام المقطوعة مياهه!! فالكل يفتي والكل عالم ذرة، والكل مفكر اقتصادي، والكل مخطط عسكري، وفكري، وسياسي، ويبقى هذا الشعب الذي تركب على ظهره الأنظمة، والأحزاب والنقابات، وكل الذين يعطون أنفسهم سلطة لا يملكونها، وعلماً لا يستحقونه، وصوتاً هو الأقرب لصوت النملة!!.
سيكبر الطالب الطفيلي الحلو، ليكتشف أن الامتحان النظيف لم يكن ضد نجاحه، لكن من يقنع الشيخ القرضاوي بأنه سيكبر، وسيجد أن فتواه.. اشبه بفتوى زملائه حين جعلوا من فاروق بن فؤاد من ابناء فاطمة وعلي.. لكن من جهة أمه التي لا يعرف أحد عنها شيئاً، على اعتبار أن جده الأكبر.. ارناؤوطي!!.