خليل فليحان

يتنافس بعض الزعماء السياسيين على حقائب وزارية باعتبارها اصبحت quot;ملكاًquot; له، فيما معظم دول العالم والمنظمات الانسانية والمهتمة بشؤون اللاجئين قلقة على ما بلغته الاوضاع في لبنان نتيجة الأزمة السورية وانعكاساتها على الصعد الامنية والسياسية والاقتصادية والسياحية والاستثمارية وخلو البلاد من السفراء الخليجيين، او على الاقل مكوث عابر لبعضهم في بيروت عند الحاجة القصوى بسبب التهديدات التي تلقوها بطرق مختلفة، او نتيجة معلومات استخباراتية مفادها ان سلامتهم الشخصية مهددة وان السلطات المختصة في تلك الدول طلبت منهم العودة الى بلادهم، وكذلك منعت أياً من الرعايا من المجيء الى بيروت.

والمستغرب ان فريقا من تلك القوى لا يراعي دقة الظروف التي تجتازها البلاد، وهو الذي يطلع على عدد الاشخاص الذين توقفهم السلطات الامنية بتهم الانتماء الى منظمات اصولية متطرفة، وبعضهم نفذ عمليات انتحارية بتفجير سيارات مفخخة في انحاء معينة من ضاحية بيروت الجنوبية. كما ان مراكز الجيش على الحدود اوقفت اشخاصا ينقلون اسلحة وذخائر من سوريا الى لبنان، فيما القوات السورية النظامية تخرق جانبا من الحدود الشمالية والشرقية بالنار وتصيب القرى اللبنانية المتاخمة وتقتل وتجرح من اهاليها وتلحق الاذى بالممتلكات والمزروعات، وبعض الفاعليات يرفع الصوت بأنه يريد المشاركة في الحكومة الجامعة، لكن قبل ذلك يريد معرفة الحقائب التي ستكون من نصيبه قبل الموافقة على الانخراط في الحكومة، ليوافق او ليعترض على امل التحسين والا فالمقاطعة.
وسط هذا المشهد، تتحين فرنسا الفرصة لدعم لبنان والوقوف الى جانبه بغية اجتياز المرحلة، وقد اعلن وزير خارجيتها لوران فابيوس امس ان باريس ستستضيف في الربع الاول من العام الجاري مؤتمرا لدعم لبنان، وان بلاده ستعمل ما في وسعها لتحقيق ذلك. واثنى على موقف الرئيس سعد الحريري لجهة القبول بمشاركة فريقه السياسي في حكومة تضم وزراء لـquot;حزب اللهquot;. اما سلام فلا يقبل الغاء مبدأ المداورة في الحقائب بعدما اتفق عليه معظم القوى السياسية باستثناء quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; الذي سخر رئيسه العماد ميشال عون من المداورة واعتبرها بدعة وخروجا على الدستور، وتمسك بحقيبتي الطاقة والاتصالات لان الوزير جبران باسيل quot;حلّقquot; في الاولى التي تسلمها منذ ما يزيد على الاربع سنوات من دون انقطاع.
وتنوي وزيرة خارجية ايطاليا ايما بونينو زيارة بيروت الاسبوع المقبل ربما للبحث مع المسؤولين في مناقشة الخطة الخماسية لتسليح الجيش، والتي وضعتها القيادة في حضور مسؤولين رفيعي المستوى من quot;مجموعة الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن لدعم لبنانquot; التي تشكلت في نيويورك في 2013/9/30 لمساعدة لبنان سياسيا وعسكريا. وتفضّل المسؤولة الايطالية، التي تستضيف بلادها هذا المؤتمر الذي سيشارك فيه وفد لبناني، ان تكون قد تألفت الحكومة الجديدة في حينه، وهي تنتظر تحديد الموعد لبدء الزيارة. اما بعض الزعماء فيتبارزون في التفتيش عن صيغ تشبه لعبة الشطرنج باستبدال هذه الحقيبة لهذا التيار، او تلك الحركة التي لا يتنازل زعيمها عن حقيبة كان quot;يملكهاquot; منذ نحو 12 سنة.
وتجهد الامم المتحدة ووكالاتها وبرامج تعنى بالتنمية الانسانية في توفير بعض المساعدة للبنان، الذي يتحمل بشهادتهم عبء اللاجئين السوريين الانساني. وبدلا من ان تكون هناك حكومة قوية تستنفر العالم للمساعدة على العجز الهائل بازاء الازمة التي بلغت كلفتها للعام الجاري ملياراً و800 مليون دولار، منها 165 مليوناً على عاتق الخزينة اللبنانية، وبدلا من استحداث وزارة للاجئين في لبنان يستمر بعض الفاعليات في وضع العراقيل لابقاء البلاد من دون سلطة تنفيذية.