&&فاطمة حوحو

شن وزير الداخلية نهاد المشنوق اللبناني، هجوما كاسحا على حزب الله ـ دون أن يسمه ـ بالسعي لإشاعة الفوضى، وعرقلة العملية السياسية في البلاد، مستدلا بالفراغ الرئاسي الذي تعيشه لبنان منذ أشهر.
وانتقد في احتفال الذكرى الثانية لاستشهاد رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي السابق اللواء وسام الحسن الذي قتل في انفجار سيارة مفخخة في الأشرفية، بردود فعل مختلفة، "حزب الله" وحمله مسؤولية إفشال الخطط الأمنية، ما طرح سؤالا في الأوساط المتابعة عما إذا كان ذلك سيدفع نحو انهيار سبل العلاقة بين تيار المستقبل وحزب الله، وبالتالي إنهاء الاتفاق الذي أدى إلى تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام.
إلا أن مصادر سياسية قالت لـ"الوطن" إن كلام المشنوق هو رسالة إلى قوى الأمن الداخلي بالدرجة الأولى لرفع معنويات هذه القوى، من أجل القيام بدورها على أكمل وجه وعدم الخضوع لمحاولات حزب الله إضعاف المؤسسات الأمنية، ومصادرة الدولة، أكثر منه رسالة موجهة من "المستقبل" إلى "حزب الله" حتى لا تزيد حالة الفراغ في لبنان.


يأتي ذلك، فيما اتهم صراحةً، نائب رئيس "تيار المستقبل" النائب السابق انطوان إندراوس، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في إيران باغتيال اللواء وسام الحسن، والأداة التنفيذية له، وقال إن "الشبهة لا تزال قائمة وتزيد يوما بعد يوم على نظام الأسد وحزب الله".


في هذه الأثناء لم تستبعد مصادر سياسية لبنانية أن يكون نظام بشار الأسد في سورية وراء تحريك أياديه الاستخباراتية في لبنان، عبر صلاته بمجموعات مسلحة، ولوجود حزب الله على أرضه حيث يسعى من خلالهما إلى إشاعة الفوضى في لبنان. ووجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان رسالة إلى الشعب اللبناني أكد فيها أن أهل السنة أهل الاعتدال، ولا مكان للغلو وللتطرف والإرهاب بينهم أبدا، مضيفا "نحن سنمد أيدينا المفتوحة إلى إخواننا في المذاهب الأخرى وسنتصدى للغلو والتطرف إن وجد فينا والمطلوب من اتباع المذاهب ورجالات المذاهب الأخرى وأحزابها أن تنتهج نفس السلوك".
وقال "نحن لا يمكن أن نقبل بأي خطاب تحريضي مذهبي مقيت يفرق أبناء الدين الواحد، والمطلوب من الجميع الحكمة واليقظة".
وشدد على أن "ما يحدث في منطقتنا العربية وفي شرقنا لن نرضى أن يبقى على ما هو عليه، لافتا إلى أن المسيحيين جزء من التراب اللبناني وهم جزء من تراب هذا الشرق، ولا يمكن أن نتصور أبدا لبنان من دون مسيحية".
وكانت المصادر قد أكدت لـ"الوطن" أن نظام الأسد رغم ضعفه حاليا إلا أنه يسعى من خلال حزب الله إلى إشاعة الفوضى في لبنان وتسعير الخلافات بين الشعب اللبناني، وبين اللبنانيين واللاجئين السوريين، عبر التشجيع على ممارسات منفرة تترك آثارا سلبية وتخيف الأهالي من تواجد سوريين في قراهم ومناطقهم.


وقالت "إن هذا النظام يسعى إلى تخريب المؤسسات العسكرية والأمنية بفضل تشجيع سياسة حزب الله التي ترمي إلى أخذ المؤسسات إلى أدوار في خدمة سياسات نظام بشار وكذلك حليفه الإيراني"، لافتة إلى "النظام السوري قد يكون وراء تنشيط خلايا تخريبية تعمل ضد الجيش اللبناني".


وأشارت المصادر إلى أنه "لو لم يذهب حزب الله إلى سورية لسقط الأسد ولما رأينا التطرف، كما أن إيران تذكي كل حركات التطرف وتعمل مع بشار على تعميم نماذج مختلفة له، ليس فقط في لبنان، وإلا فماذا يفعل حزب الله في اليمن والبحرين والعراق ولماذا يتم استخدام الدين في السياسة ولماذا تم ضرب الاعتدال السني في لبنان".
واعتبرت المصادر أن "حزب الله ورط الجيش اللبناني في عرسال بعدما توهم أنه انتصر على معارضي نظام الأسد في القصير ويبرود وغيرهما وقد دفع تدخله بسورية إلى الذهاب بهم نحو التطرف، وعندما لم يستطع مواجهتهم في سورية أراد استحضارهم إلى لبنان ليتولى الجيش المهمة عنه"، مشددة على أن "حماقة حزب الله بتدخله في سورية سيدفع لبنان أثمانها سنوات طويلة".
&