&

&بدت القبائل اليمنية وكانها تعيش حالة فرز طائفي وانقسام بين تأييد «القاعدة» وبين مساندة «الحوثيين» في حين بدا الجيش والقوى الأمنية على الحياد في غالبية المحافظات والديريات. واستعاد «القاعدة» أمس بلدة العدين في محافظة إب بعد أيام من انسحابه منها، في وقت تشهد مناطق المحافظة ومديرياتها توتراً أمنياً متصاعداً جراء توافد المسلحين الحوثيين إليها ورفضهم مغادرتها. وأحرق مسلحو التنظيم مقار حكومية في البلدة وفجروا منازل لعناصر موالين للحوثيين كما أقاموا نقاط تفتيش على الطريق المؤدية إلى مركز المحافظة (مدينة إب) في وقت احتدمت المعارك بينهم والحوثيين في محيط مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء المجاورة مخلفة عشرات القتلى والجرحى.

كما حاصر مسلحون قبليون يوالون حزب «الإصلاح» تعزيزات حوثية في جبل سمارة كانت في طريقها إلى مدينة إب بعد يوم واحد من إحكام الجماعة سيطرتها على مدينة يريم التابعة وتفجير منازل خصومها القبليين.

وفي ظل التطورات الميدانية المتسارعة عقد الرئيس عبدربه منصور هادي أمس اجتماعاً في صنعاء ضم هيئة مستشاريه ورئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة الجديدة وسط حديث عن خلافات شديدة بين الأطراف السياسية حول نسب التمثيل في الحكومة والوزارات السيادية.

وكان المسلحون الحوثيون أجبروا محافظ صنعاء عبدالغني جميل على تقديم استقالته بعد محاصرتهم مبنى المحافظة بالتزامن مع الانتهاء من إزالة مخيمات الاعتصام التابعة لهم في العاصمة وإعادة فتح الشارع الرئيس المؤدي إلى المطار.

وقالت مصادر قبلية وأمنية لـ»الحياة»: «إن عشرات المسلحين من القاعدة سيطروا أمس مجدداً على مركز مديرية العدين التي تبعد أقل من 30 كيلومتراً عن مركز المحافظة وأحرقوا مقار الأمن والمال والبريد وفجروا منازل غير مأهولة لأشخاص موالين لجماعة الحوثي ورفعوا أعلام التنظيم فوق مبنى المديرية ونشروا نقاط التفتيش على طول الطريق المؤدية إلى مدينة إب في ظل غياب تام لأجهزة الأمن».

وفي حين تسود مخاوف من مهاجمة التنظيم مدينة إب نفسها للاشتباك مع المسلحين الحوثيين كان التنظيم سحب مسلحيه من بلدة العدين الخميس الماضي غداة سيطرته عليها ونهب مصارفها ومهاجمة مبنى الأمن وقتل خمسة جنود وجرح آخرين.

ومع تصاعد التوتر في المحافظة طرد مسلحو القبائل في مديرية «بعدان» المطلة على مدينة إب مدير المديرية بعد اتهامه بمحاولة استقدام الحوثيين، كما تواترت الأنباء عن قيام مسلحي القبائل في مديرية «الرضمة» بقيادة الزعيم القبلي عبد الواحد الدعام بمهاجمة وحدات للجيش والسيطرة على موقعها خشية تسليم قادته للحوثيين.

وعقد محافظ إب يحيى الإرياني اجتماعاً ضم قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية. وقالت المصادر الحكومية إنه حضهم «على التنسيق المستمر ما بينهم من أجل حفظ الأمن والاستقرار والمحافظة على السكينة العامة». وأكد أن «القوات المسلحة والأمن ستظل محط احترام وتقدير أبناء الشعب في حماية وصيانه مكتسبات الوطن والحفاظ على الثوابت الوطنية».

وتزامن تجدد سيطرة «القاعدة» على العدين مع معارك عنيفة يخوضها مسلحوه في رداع ومحيطها في محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء) ضد الحوثيين الذين كانوا دخلوها قبل أيام في محاولة للتقدم صوب معاقل التنظيم القبلية الأكثر ضراوة في مناطق «قيفة» عموماً وبلدة المناسح حيث معقلهم الرئيس.

وقالت مصادر قريبة من التنظيم أن عناصره أجبروا الحوثيين على التراجع غرباً إلى مناطق قبائل عنس في محافظة ذمار وأسروا منهم 11 شخصاً بعد معارك ضارية أودت بالعشرات قتلى وجرحى، إضافة إلى سقوط أكثر من 25 حوثياً في تفجير سيارة مفخخة قادها انتحاري وسط تجمع لهم في مدينة رداع».

ويتكتم الطرفان على حجم خسائرهم جراء المواجهات الأعنف في وقت أكدت مصادر عسكرية «أن قوات الجيش قصفت أمس تعزيزات «القاعدة» في مديرية الزاهر في محافظة البيضاء نفسها كانت في طريقها إلى رداع لإسناد مقاتلي التنظيم هناك».

وعلمت «الحياة» أن العشرات من مقاتلي القبائل في البيضاء ذات الغالبية السنية التحقوا بتنظيم «القاعدة» لمواجهة الحوثيين، بعد يوم واحد من اجتماع للقبائل ندد بدخول الحوثيين إلى مناطقهم وتوعد بمواجهتهم، بالتزامن مع اجتماع آخر لقبائل عنس في ذمار قرر دعم الحوثيين والجيش الحكومي في مواجهة «القاعدة» على خلفية قيام التنظيم بخطف خمسة أشخاص منهم لإجبارهم على مساندته في حربه على الحوثيين.

وتم الاتفاق من حيث المبدأ على الإسراع في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية بناء على معايير النزاهة والكفاءة لتسهم في إخراج البلد من الأوضاع الراهنة وصولاً إلى استكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية وما تتطلبه من إجراءات لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بناء على اتفاق السلم والشراكة الوطنية.
&