&&إيمان عبدالله

"بعد 15 عاماً سنجد صناع سينما إماراتيين ينافسون أعمال ديزني" بهذه الجملة اختتمت المخرجة والكاتبة والمنتجة نجلاء الشحي كلمتها في حفل افتتاح مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، لتؤكد أن هذا الحدث بداية لخلق جيل يهتم بالصناعة السينمائية ويتقن أدواتها . وفي حوارها مع "الخليج" رأت أن مهرجان الشارقة السينمائي للطفل أهم من المهرجانات السينمائية التي تخصص للكبار، معلنة عن بداية العمل لإنتاج 45 حلقة من "خوصة بوصة" للأطفال، وتحلم بإنجاز فيلم كرتوني يضاهي أعمال ديزني .

* مهرجان سينمائي للطفل ينطلق من الشارقة، ماذا يعني لك؟

- محظوظون بوجود مهرجان للطفل، قادر على تأهيل الأطفال لصناعة السينما، حتى يصلوا لمرحلة ينافسون فيها الشركات العالمية، ووجود ورش على هامش المهرجان يخلق جيلا من الموهوبين المتذوقين للفن السابع، خاصة أن مخاطبة الطفل سينمائيا أكثر ثراء من وسيلة أخرى، فالسينما تنقل الطفل من عالم إلى آخر، وقادر على التأثير بشكل كبير وأكثر قدرة على إيصال الرسالة مقارنة بالكتاب أو المعلم، وأداة حينما تستخدم بطريقة إيجابية تؤثر في حياته وتفكيره بلغة الفن .

* برأيك، ما سبب عزوف السينمائيين الإماراتيين عن تبني قضايا الطفل في أفلامهم؟

- العزوف ليس مقتصراً على الإماراتيين، بل على مستوى الوطن العربي، فمعظم الشركات والأفراد ينتجون الأفلام التي تطلبها المحطات، لذا نحن بأمس الحاجة إلى محطات تلفزيونية معنية بالدرجة الأولى بالطفل وتكون مؤهلة، لتعطيه العلم والترفيه، لنستطيع تغيير الخريطة البرامجية . وهناك فعلياً محطات عربية للطفل ويجب أن تقفل لأن ما تقدمه غير مناسب، ولا تراعي جميع الأعمار . ولو افترضنا توجه صناع السينما لإنتاج أفلام للطفل، فلن يجد بوابة لعرض أعماله، فمحطاتنا لا تتبنى تلك الأعمال، إضافة إلى أن المحطات لا تتحمل تكلفة إنتاج أفلام للطفل، وعلى صناع السينما أن يفكروا ملياً في كيفية جذب الأطفال للعمل التلفزيوني أو السينما ما دامت هناك تقنيات ذكية وحديثة أشغلتهم، فلابد أن يقدم عملاً منافساً .

* ما التحديات التي تواجه صناع السينما الإماراتيين؟

- في الإمارات نحن أكثر حظاً من غيرنا، لأن هناك دعماً لمن يقدم فكرة ودراسة جيدة، ولكن ليست كل الموارد البشرية موجودة، حيث يندر وجود الفنيين المتخصصين، بالتالي يجب السفر للتصوير، إضافة إلى ندرة النصوص القوية، والعنصر الأهم الذي يجب الالتفات إليه تغير الثقافة العامة للأفلام السينمائية الإماراتية، بحيث يمنح صناع السينما الثقة بفكرهم وإنتاجهم، وعلى من ينتج الفيلم أن يفكر بالآلية الصحيحة لجذب الجمهور للتوجه إلى الأفلام السينمائية الإماراتية وتفضيلها على العالمية، ويكون ذلك بتبني بعض المحطات عرض تلك الأعمال ليتعود الجمهور على فكرة وجود أفلام سينمائية إماراتية قوية ذات فكر وبجودة عالية .

شهد معظم المتابعين بتقديم الكاتب جمال سالم فيلماً جيداً، ولكن شكت صالات السينما من ندرة الجمهور *الإماراتي لحضور الفيلم، ما السبب برأيك؟

- التسويق الجيد اختفى من هذا العمل، إضافة إلى أن الجمهور تعود على مشاهدة الفيلم الأجنبي في صالات العرض، وهذا يفرض على صناع السينما الإماراتيين أن يكونوا أكثر حرصاً على تبني الآلية الصحيحة في تغير فكرة الجمهور عن الصناعة الإماراتية . وفيلم جمال سالم مميز، وهو مؤلف يعد من الكنوز الكتابية في الإمارات، فالحلقات التي كتبها ل"خوصة بوصة" كانت من أنجح الحلقات، وعرض الأعمال في التلفزيون يخلق جيلاً متذوقاً للسينما المحلية وأكثر ثقة به .
* على ذكر "خوصة بوصة"، ما جديدك؟

- أتمنى أن يكون المسلسل الكرتوني "خوصة بوصة" مستمراً، وليس مقتصراً على شهر رمضان، خاصة أن الحلقات منوعة تستهدف الكبار والصغار، بالتالي الحلقات الخاصة بالكبار تكون مملة بالنسبة للأطفال والعكس، وهذا دفعني للبدء فعليا في إنتاج "خوصة بوصة" للأطفال، بحيث لا تكون مقتصرة على شهر رمضان، مكونة من 45 حلقة، وشكري كبير لقناة أبوظبي على تبنيها أعمال المواطنين . إضافة إلى ذلك أعمل على مشروع ضخم باسم "الفندق" الذي سيشكل نقلة نوعية في عالم الكرتون .

وهل تخرجين في العمل الجديد عن التقليدية في أعمال الكرتون، وتتوجهين لإنتاج حلقات تحاكي العالمية؟

- نبتعد عن المحلية ليخرج للعالمية ونحاول الخروج من الشكل التقليدي لأفلام الكرتون، وسيكون ذلك من خلال استضافة شخصيات كثيرة من كل دول العالم، في محاولة لتسليط الضوء على الإيجابيات والسلبيات في مجال السياحة داخل الدول، وسوف ينجز العمل خلال سنتين .

* تحرصين على مخاطبة الطفل في حلقات "خوصة بوصة"، ما سبب هذا الاهتمام به؟
- لدي عشق كبير للأطفال، وارتباطي بأعمال الطفل لازمني منذ تخرجي في الجامعة تخصص علوم مسرحية، وكان حلمي أن أنفذ عملاً مسرحياً، ولكنه بحاجة إلى تكلفة ضخمة وتقنيات عالية، لذلك الفكرة مؤجلة .
* هل ستتوجيهن إلى إنتاج أفلام سينمائية للطفل؟

- من ضمن خططي المستقبلية فيلم يضاهي أعمال ديزني، وبحاجة إلى تمويل كبير ليرى العمل النور بطريقة متقنة وحرفية، فالطفل اليوم أصبح أكثر إدراكاً للعناصر السينمائية، وأكثر انتباهاً لعناصر الجذب في العمل السينمائي، وأي عمل يخص الطفل بحاجة إلى دراسة مستفيضة ومحترفين قادرين على إيصال الرسالة .
* ما رأيك بوجود اثنين من مبدعي الإمارات في لجنة التحكيم بالمهرجان؟

- يدل على ثقة المهرجان بأبنائه المواطنين، خاصة أن سعيد سالمين وخالد المحمود لهما تجربة ثرية، وأكثر قدرة على فهم ثقافة البلد، ونتمنى أن يكون عدد الحكام أكبر في المهرجانات المقبلة .
* هل تسهم مهرجانات السينما في طفرة تنقل حال السينما في الإمارات من مستوى الأفلام القصيرة إلى الطويلة؟
- لولا المهرجانات التي تقام في الدولة لما كان هناك شباب مهتمون بصناعة السينما بهذا الزخم، وأرى أن مهرجان الشارقة السينمائي للطفل أهم من المهرجانات السينمائية التي تخاطب الكبار، لأنه يركز بالدرجة الأولى على الطفل، ليؤسس جيلاً من الإماراتيين الواعدين، ويحتضن الطفل منذ البدايات ويشجعه ما دام يمتلك الموهبة، وعرض فيلم للطفل في مهرجان حتى لو كان العمل متواضعاً يشجعه ويعطيه الدافع للتعلم من أخطائه، وعندما يرى الطفل وسط محيطه الاهتمام الكبير بالسينما والإنتاج، ستكبر هذه الرغبة لديه عاماً بعد آخر، ويجرب وينتج ويخطئ ويصيب، وفي سن العشرين سيصل إلى مرحلة متقدمة تؤهله ليكون رائداً من الرواد، ومنافساً للشركات العالمية، وخلال الخمس عشرة سنة القادمة، سنشهد لا محالة طفرة سينمائية في الإمارات، ويكون لدينا مخرجون وكتاب ينافسون، وينتجون أفلاماً تضاهي أعمال "ديزني" .

عروض اليوم وجبة متنوعة

تشهد فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، اليوم، عرض مجموعة متنوعة من الأفلام ال112 المشاركة من 35 دولة، على أكثر من شاشة، مقدمة وجبة دسمة ومتنوعة من أفلام حول العالم . وتقام عروض الأفلام في قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات في الشارقة، وصالة عرض "نوفو سينماز" في مركز صحارى بالشارقة على فترتين صباحية ومسائية .


تبدأ عروض الأفلام في قاعة "غراند سينما 2"، وتنطلق العروض الصباحية من الساعة 00 .9-30 .10 بعرض الفيلم اللبناني "الحلم" للمخرجة بشرى صلاح الدين، كما يعرض الفيلم "سيمفونية الوحش" الذي أخرجه أطفال مكسيكيون، ويتعرض لأهمية الاهتمام بالحيوانات بدلاً من إيذائها، ثم الفيلم البلجيكي "غذاء مع الدب البني" الذي أخرجته مجموعة من الطلاب، ويتناول أهمية التعليم بالنسبة للإنسان وحتى للحيوان، ومن 30 .10-15 .11 صباحاً، يعرض فيلم "الدراجة" اللبناني للمخرجة هناء كراكرة وأميمة هموريم وفادية صلاح الدين وحسن عرب، ومن 45 .11 صباحاً-30 .12 مساءً، يعرض الفيلم الإماراتي "نسايم" للمخرجة شيماء العماري .
إلى جانب ذلك، يعرض فيلم "النملة المميزة" من إخراج أطفال مكسيكيين ويدور حول أهمية الاهتمام بالحيوانات، وأفلام "ظلال من الرمادي"، "الطريق"، "الأب البدائي"، والفيلم البلجيكي "جاهونغو" الذي أخرجته مجموعة من الطلاب، ويتناول حياة الطفل جاهونغو الذي تتوفى والدته وتعهد تربيته إلى زوجة أبيه، في الفترة المسائية التي تبدأ من 30 .4-15 .،5 في حين يعرض فيلم "جدي غواصاً" للمخرج التايواني جبيان سيون ولو لوجيان ويدور حول أهمية علاقة الجد بالحفيد على شاشة "نوفو سينماز 2"، صالة العرض 5 من الساعة 25 .5-30 .6 .


وفي قاعات "نوفو سينماز 1" تعرض في الفترة الصباحية من 30 .9-00 .10 أفلام "الحلم"، "سيمفونية الوحش"، "غذاء مع الدب البني"، و"الحساء"، ومن 30 .10-15 .11 يعرض فيلم "الصورة" "للمخرج البرازيلي دييغو لويس، ومن الساعة 45 .11-30 .12 تعرض أفلام "نسايم"، "الملائكة الصغار"، والفيلم الأمريكي "كافة الثروات" للمخرج خواجة منيب حسن، بينما تبدأ العروض المسائية على شاشات "نوفو سينماز 1" في تمام الساعة 15 .4-30 .5 بعرض أفلام "الزمان فاكهة الجنة"، "ميسي بغداد"، "النمو"، و"غرس ومرس"، ومن 30 .5- 00 .7 يعرض فيلم "ويكي وكنز الآلهة" .


وتستمر العروض المسائية في قاعة جواهر للمناسبات والمؤتمرات، وتبدأ من 00 .5-45 .5 بعرض أفلام "الزمان فاكهة الجنة"، و"ميسي بغداد" لمخرجه ساهم عمر خليفة، ومن 15 .6-40 .7 يعرض فيلم "تحت السماء"، وفي قاعة العرض رقم 2 في "نوفو سينماز" تعرض أفلام "الرمان فاكهة الجنة"، و"ميسي بغداد"، و"النمو"، والفيلم الإسباني "ماكس" للمخرج ديفيد بيرز، في حين يعرض فيلم "ويكي وكنز الآلهة" من الساعة 00 .5-30 .7 مساء .

&