فاتح عبدالسلام

مجموعة من الشباب في البصرة حصلوا على موافقة تحويل جسر فوق ممر شط العرب المائي إلى جسر الحب . كما هناك في باريس جسر للحب الشاب أحمد السلمي أحد الذين تبنوا فكرة الجسر قال لوكالة أنباء افتتحنا الجسر يوم الثلاثاء المصادف سبعة عشرة السابع من أكتوبر تشرين الأول . توقعنا العدد سيكون قليلا جدا فكان الأقفال الذي اشتريناها ووزعناها مجانا يوم الافتتاحية 250 قفلاً. لكن تفاجأنا بالعدد الكبير الذي كان متواجدا يوم الافتتاح حيث وصل العدد تقريبا إلى أكثر من 900 شخص في الأيام القليلة التالية لبدء تنفيذ الفكرة في البصرة توافدت على الجسر أعداد كبيرة من الشبان والفتيات ليعلقوا أقفالا نحاسية على أسواره. وكتب بعضهم اسمه في أوراق صغيرة ربطوها بالأقفال التي ألقوا مفاتيحها في مياه شط العرب.


وقال السلمي تفاجئنا بعد أيام قليلة أنه وصل عدد أقفال الجسر من 250 قفلا إلى أكثر من 700 حالياً.


أفكار جميلة يتداولها الشباب العراقي يمكن ان تتحول الى تقاليد ترسخ قيم المحبة اذا كانت في اطار المجتمع وقيمه بعيداً عن الاسفاف والرذيلة. لكن من جانب آخر كأننا نقرأ شيئاً لا يحدث في العراق حيث الحرب الضروس تدمر مدناً مثل الموصل وتكريت والفلوجة والرمادي وعشرات الأقضية والنواحي والبلدات، وحيث تعيش بغداد ايضا حالة استنفار ازاء المجهول الآتي. هل يوجد اكثر من عراق حقاً ام ان الحروب مكتوبة على جزء وممسوحة من دفتر جزء آخر. وهل يوجد جزء معفو من الدمار أصلاً ، ألم تدمر حرب الثماني سنوات في القرن الماضي اجزاء رائعة من البصرة وريفها؟


يفرح العراقيون حين يرون بارقة أمل تنطلق من البصرة او اية مدينة اخرى ، ذلك أن اليأس ينخر في مساحات شاسعة من كل شيء جميل في العراق. العراق يتعلق حتى بالأكاذيب من أجل انعاش أمله بحصول انتقالة من الحروب الى السلام.


طلبة يخرجون من الموصل الى كركوك ليأدوا الامتحانات الوزارية ويكابدون وحشة السيطرات بدفقة الأمل الدفين في صدورهم ، لكي لا تضيع سنة دراسية عليهم ، انهم يدركون ان سنوات وعقوداً ضاعت من عمر العراق ويحاولون اللحاق بحصتهم الصغيرة من الحياة. هل يساعدهم أحد ؟هل يفكر مسؤول كيف يصرف هؤلاء على رحلة اللامتحانات في ظل انفلات كل شيء من الأمن الى الأسعار. سنوات ستحفر عميقاً في الذاكرة لا تحتاج الى أقفال للذكرى ولا الى وريقات للتدوين والتعليق.