إدريس الدريس

كنت أنتظر من تلفزيوننا أن يُسمعني أصوات الوطنيين من أبناء القطيف حتى لا يطغى صوت القلة الشاذة التي يُروج لحراكها عبر الوسائط أو من خلال وسائل إعلام الخصوم

&


لا أريد أن أتمادى كثيرا في قضية الحكم الصادر في حق نمر باقر النمر، لكنني أشعر أن استهداف المملكة في قضية عابرة كمثل قضية النمر وتضخيمها على هذا النحو وجعلها قضية رأي عام، على الأقل بالنسبة لمن لا يفرقون بين حق المواطن في التعبير والتصريح وإبداء وجهة النظر والاعتراض على أوجه القصور المختلفة سياسياً ومعيشياً وثقافياً ومحاولة لفت النظر إلى تلك الجوانب رغبة في إصلاحها واستكمالها وبين التحريض والتعريض والتشكيك ودق إسفين الاختلاف الوطني والمذهبي كما يعمد إلى ذلك مثل النمر وغيره ممن أجرّوا ولاءاتهم لخارج الوطن، والفرق واضح وكبير بينهما، ومن هنا يكمن احتجاجي على إعلامنا الداخلي لغيابه عن مثل هذه التطورات.


لقد كنت أنتظر من إعلامنا أن يكون مستعدا دائما لما يعرف بإدارة الأزماتcrisis management، أيضاً كنت أنتظر أن يعقد تلفزيوننا الندوات التي تفند اتهامات وسائل الإعلام المغرضة، وكنت أنتظر من تلفزيوننا أن يُسمعني أصوات الوطنيين من أبناء القطيف حتى لا يطغى صوت القلة الشاذة التي يروج لحراكها عبر الوسائط أو من خلال وسائل إعلام الخصوم.


ليت إعلامنا يبادر إلى صنع الخبر والتمادي في متابعته لا أن يكتفي بأن يكون رجع صدى، أو أن يكون رد فعل لفعل، بل الأولى أن يكون هو الفاعل والمؤثر والناقل الأمين في ظل الحملات الهوجاء التي توجه سهامها لهذا الوطن الخيّر وأهله.


أخيراً أشير هنا إلى جملة من الآراء لبعض المرجعيات الشيعية عن ولاية الفقيه وعن تأكيدهم على أن الولاء للوطن وليس لأي ناعق خارج البلاد.


يقول الشيخ حسن الصفار في تصريح سابق عبر قناة العربية: "أنا ضد أن يكون هناك ولاء للمواطنين خارج حدودهم وخارج بلدهم، ومثلاً لو أخذنا السعودية مقياساً فليس هناك ولاء للمواطنين الشيعة في المملكة لأي جهة في خارج الوطن، هناك تعاطف وهناك اشتراك في الحالة المذهبية، أما الولاء بمعنى أخذ الأوامر وتنفيذها من جهات أخرى فليس هذا صحيحاً، وأنا شخصياً لا أرى أن نستغرق في البحث حول هذه الأمور لإن إثارتها ليست في صالح وحدة الأمة".


أما الشيخ علي الأمين فقد قال في تصريح نشرته مجلة المجلة: "ليس لإيران ولاية سياسية ولا دينية على الشيعة العرب، فولاية الفقيه مسألة سياسية تخص الشعب الإيراني وحده وليست ولاية عابرة للحدود والشعوب والأوطان، وعلاقة الشيعة العرب بإيران يجب أن تكون من خلال دولهم".


كما صرح الشيخ محمد علي الحسيني رئيس المجلس الإسلامي العربي في لبنان قائلا: "النظام الإيراني ما دام باقيا فلا لبنان ولا الخليج ولا العرب سيكونون بمأمن من أطماع مشروع ولاية الفقيه".
ويرى الشيخ ضياء الموسوي أن نظرية ولاية الفقيه اختطفت الأضواء لأن وراءها دولة متمثلة في إيران، وإلا فعندنا عشرات الفقهاء ممن لا يرون الولاية ذاتها، بل ويتحفظون عليها، وليس كل الشيعة وراء النظرية، وعندنا الملايين ممن لا يؤمنون بالولاية المطلقة، وثمة مراجع كثيرة تتحفظ على النظرية. وفي كتاب (الوصايا) لمحمد مهدي شمس الدين يدعو فيه الشباب الشيعي لضرورة الاندماج الوطني وانصهارهم في دولهم الوطنية.
بقي أن أقول لكل إخواننا من شيعة المملكة:


(يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون).
&