&&نانسي فاخوري، أسماء وهبة

وافق مجلس الوزراء اللبناني في جلسته أول من أمس على وقف تدفق اللاجئين السوريين، باستثناء الحالات الاستثنائية. وأعلن وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج أن الحكومة طلبت من مفوضية اللاجئين إيقاف تسجيل النازحين إلا بموافقة وزارة الشؤون الاجتماعية. مشيراً إلى أن رئيس الحكومة تمام سلام كان قد أثار موضوع النازحين السوريين وعرض الورقة التي قدمتها اللجنة الوزارية المختصة حول سياسة النزوح السوري إلى لبنان ووافق المجلس على هذه الورقة.


وفي تصريحات لـ"الوطن" يقول وزير العمل سجعان قزي: "الورقة التي أعدتها الحكومة وأقرتها في هذا الخصوص كشفت عن وجود إجماع وطني حول خطر النزوح السوري إلى لبنان، ولا يكمن الخطر في اللاجئين أنفسهم، بل لأن أعدادهم باتت تفوق قدرة لبنان على التحمل، سواء من الناحية الأمنية والاقتصادية، لأن العدد الحالي فاق مليونا و600 ألف لاجئ، ينتشرون بشكل عشوائي في كافة المناطق، لا سيما الفقيرة، مما يتسبب في وجود حوادث أمنية، وما حدث في عرسال والبقاع وعكار والمداهمات التي يقوم بها الجيش بمساعدة الأجهزة الأمنية أكدت تورط أعداد كبيرة من النازحين في خلايا أمنية وإرهابية".


وأضاف قزي "إضافة إلى عدم استقبال لاجئين جدد فإن كل لاجئ سوري موجود في لبنان يدخل إلى سورية لن يكون بمقدوره العودة إلى لبنان. وهذا أمر جيد للغاية لأن من شأنه أن يسهل بقاء السوريين في بلادهم".
وعن كيفية التعامل مع اللاجئين الموجودين في لبنان، قال "لن تقدم الحكومة اللبنانية بالطبع على طردهم، أو إعادتهم لبلادهم بالقوة، لكن سنتبع سياسة من شأنها تخفيض عددهم، انطلاقاً من تحديد هوية اللاجئ، لأن عدداً كبيرا من هؤلاء اللاجئين يصنفون كمهاجرين، حيث دخلوا لبنان للعمل والتعليم وإنشاء مؤسسات تجارية وهذا أمر لا يمكن أن نقبل به. كما أن كثيراً من هؤلاء أتوا من مناطق آمنة، وبالتالي يستطيعون العودة إلى ديارهم دون مشاكل.
من جهة أخرى، أكدت مصادر صحفية أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون يتشكك بصورة كبيرة من موقف حزب الله من ترشيحه لرئاسة الجمهورية، مشيرة إلى أنه يخشى أن يكون الحزب يستغله لتحقيق مصالح خاصة به، حيث يضعه في مواجهة مرشح 14 آذار، رئيس حزب "القوات" اللبنانية سمير جعجع، وأشارت المصادر إلى أن عون يخشى أن يضحي به حزب الله بمجرد تحقيق صفقة مرضية له في موضوع الاستحقاق الرئاسي. وكشفت المصادر عن أن عون سأل بعض زواره مؤخراً عما إذا كانوا يرون أن حزب الله يريده بالفعل لرئاسة الجمهورية، أم أنه يستخدمه "كمخلب قط"، على حسب تعبيره، مما أصابهم بدهشة شديدة.
ويجد الناشط السياسي الدكتور أسامة خازن تبريراً لمخاوف عون وهواجسه، مشيراً إلى أن حزب الله عرف على الدوام بتقديم مصالحه الخاصة وأهدافه الاستراتيجية على ما سواها، وقال في تصريحات لـ"الوطن": "حزب الله ليست له ثوابت أو مبادئ، فهو يدور حيثما دارت مصالحه، وهذا ليس بجديد عليه، وتبنيه لترشيح النائب ميشال عون ليس لقناعة بأحقيته في الوصول إلى كرسي الرئاسة، بل لتأكده من أنه لن يصل إلى قصر بعبدا على الإطلاق، بسبب خلافاته العديدة وأعدائه الكثيرين. ولأنه لا يريد سوى تعطيل الاستحقاق الرئاسي، كان اختيار عون دقيقاً. إلا أن الأخير التقط الطعم سريعاً، بسبب رغبته القديمة في الوصول إلى كرسي الرئاسة، لكنه بات يدرك الآن أن الحزب المذهبي يريد استغلاله لتحقيق أهداف محددة، قبل أن يتخلى عنه كعادته".
&