سكينة المشيخص

شمولية واستبداد النظام الإيراني، من العوامل المؤثرة في إنهاكه وتآكله، فهو برغم الصبغة الإسلامية إلا أنه يمارس تضادا عنيفا مع أي سلوكيات إنسانية في الحكم والتعامل المتوازن مع الأطياف الاجتماعية، ولذلك يميل إلى الصراخ بصوت عال فيما يتعلق بنشاط الآخرين ليغطي على سوءاته السياسية، فالنظام غير متوازن وليس متزنا، وهناك كثير من المتغيرات التي تعزز فكرة الفشل السياسي في إدارة البلاد.


هناك ممارسة ممنهجة للطغيان على السنة وغيرهم من الأقليات والمكونات الوطنية، والأسوأ كذلك هو الطغيان على معارضيه من الشيعة، على نحو ما رشح في فترة الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها أحمدي نجاد بأمر المرشد الأعلى، وما يحدث حاليا لرجل الدين آية الله حسين كاظماني بروجردي الذي توشك السلطات على إعدامه.


"بروجردي" في السجن منذ 8 سنوات؛ لأنه تحدث منتقدا الإسلام السياسي وقادته، وخلال فترة بقائه في السجن تعرض لأنواع من التعذيب مخصصة فقط لرجال الدين المنشقين والسجناء السياسيين، وهذه حالة تندرج تحت إرهاب الدولة تمنع إيران من التدخل في الشؤون الداخلية لغيرها، وتجعل الحاجة إلى تطبيق فكرة العلمانية ماسة للخروج من متاهة الحكم الديني.


العلمانية هي الحل، بشكل مطلق لأنها تضع حدا للممارسة السياسية الدينية، وتعيق ثمرة الاتجار السياسي بالدين، ذلك يحمي الممارسة السياسية والدين، وذلك لم يأت من فراغ ولكن من واقع تجربة أوروبا الوسطى في الموت والسلطة وإرهاب الدولة القائمة على مصالح رجال الدين على حساب عامة الناس.


"إيران علمانية"، فكرة تغري بالاقتناع بها لدى كثير من الإيرانيين، ولن يكون "بروجردي" آخر دعاتها في قلب الدولة الإيرانية، وإنما هناك كثير من النخب التي ستموت من أجل الوصول إلى ذلك لأنها السبيل الوحيد لفك سيطرة الولي الفقيه وسطوة المرشد على حياة كل إيراني يريد أن يعيش حرا.