فهد الفانك

&

أميركا ليست ضد الإرهاب بالمطلق ، فقد أيدت ودعمت ودربت وسلحت ومولت الإرهاب في أفغانستان عندما كان ذلك الإرهاب موجهاً ضد الاتحاد السوفييتي عدو أميركا اللدود بل أدخلت كلمة (مجاهدين) كإحدى مفردات اللغة الإنجليزية.


من نفس المنطلقات ، أيدت أميركا الإرهاب في سوريا ، وسمته معارضة مسلحة أو ثورة ، وقسمته إلى معتدل ومتطرف ، وزودته بالسلاح ، ورصدت له الأموال ، وكادت توجه ضرباتها الصاروخية إلى النظام السوري مما كان سيؤدي إلى قيام نظام إرهابي بديل يقوم على أكتاف داعش والنصرة وخمسين منظمة إرهابية أخرى.
أميركا ضد الإرهاب الذي يمس مصالحها ، وقد أخذت موقفاً ضد (القاعدة) عندما نسفت برجي مركز التجارة العالمي وكادت تدمر وزارة الدفاع في البنتاجون. وهي ضد الإرهاب اليوم إذا كان معناه قطع رؤوس أميركية وعرضها على شاشات التلفزيون ، وتهديد مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة.
لا تهدف أميركا الآن للقضاء على داعش بل مجرد أضعافها ، وهي ليست متعجلة في تحقيق هذا الهدف ، فهي تتحدث عن فترة طويلة تمتد لأكثر من ثلاث سنوات ، لأن خطر داعش الماثل على دول المنطقة يلقي تلك الدول في أحضان أميركا بحثاً عن الحماية. أحضان أميركا متعطشة للبترول العربي والمال العربي والموقع الاستراتيجي.
ليس هذا فقط بل لم يبق مسؤول أو محلل أميركي لم يطمئن داعش بأن الضربات الجوية لن تقضي عليها ، وأن القضاء عليها يحتاج لقوات برية لا يريد أحد أن يقدمها.
بقصد أو بدون قصد فإن أميركا مسؤولة عن تحويل العراق إلى ساحة للمنظمات الإرهابية تسرح فيها وتمرح بعد أن كانت محرمة على الإرهابيين. كما لجأت إلى كل الوسائل لإضعاف النظام السوري المشتبك مع منظمات الإرهاب.
باسم الديمقراطية ونزع سلاح الدمار الشامل ، جرى احتلال العراق ليصبح بلداً ديمقراطياً ، ونموذجاً يحتذى في المنطقة ، وصديقاً لأميركا. وباسم الديمقراطية عملت أميركا على إضعاف النظام السوري وأعلنت أنه فقد شرعيته وليس مهماً من سيخلف هذا النظام.
الإرهاب لا يهدد أميركا ولا يهدد إسرائيل فلماذا لا يسمح له بهامش من حرية العمل تكفي لإثارة رعب الأنظمة العربيه.

&