السياسي والمفكر الجزائري&&محيي الدين عميمور: بومدين أخطأ باعتماد نظام الملكية الجماعية للأرض والشاذلي بن جديد ظلِم ولم يُنصَف كقائد

روعة قاسم

&

&

&

&
&الحوار مع شخصية غنية بالافكار التجديدية من طراز السياسي والمفكر الجزائري د. محيي الدين عميمور بمثابة رحلة إلى الماضي بكل رهاناته وخسائره وإنجازاته. بدأت تلك التجارب بدراسة الطب والانخراط في العمل الوطني المسلح ضد الاستعمار ثم صناعة القرار في كواليس السياسة الجزائرية. تلك هي باختصار مسيرة رجل عايش أبرز الشخصيات السياسية التي لعبت دورا مؤثرا في تاريخ الجزائر، وكان فاعلا معها في صنع القرار أحيانا وناقدا لها في أحيان أخرى. في هذا الحوار الذي يخص به الوزير الجزائري الأسبق «القدس العربي» يفتح لنا عميمور نافذة على الماضي ليحدثنا عن أخطر الحقب في تاريخ الجزائر وعن علاقته بالرؤساء أحمد بن بله، هواري بو مدين، رابح بيطاط، الشاذلي بن جديد، اليمين زروال، وعبد العزيز بوتفليقة، وعن العشرية الدموية التي عرفتها الجزائر وملف الصحراء وتحولات «الربيع العربي» والحرب الجديدة على «الإرهاب».

□ بداية كيف كانت تجـــربتــك مع جيش التحرير الجزائري أيام الكفـــاح من أجل الاستقلال وانضمامك إلى فرقــة الضفادع البشرية على الحدود الصحراوية مع ليبيا وحقيقة الدعم الذي تلقيتمـــوه من دول الجوار؟


■ تجربتي مع جيش التحرير الوطني الجزائري ليس فيها الكثير مما يستحق ان نتوقف عنده، فهناك عشرات الآلاف ممن تستحق تجاربهم ان تروى. ومع ذلك أقول حاولت الانضمام إلى الجيش في 1955، لكن الرئيس الأسبق أحمد بن بله قال لي، عندما عرف أنني أدرس الطب، إن الثورة ليست في حاجة لرجال ولكنها في حاجة إلى أطباء، فعليك إتمام دراستك أولا، لكنني خالفت رأيه وانقطعت عن الدراسة في 1957 لانضم إلى الجيش حيث كنت من بين المجموعة التي كلفت بالعبور إلى الجزائر عبر الحدود الليبية لفتح جبهة في جنوب الجزائر تساهم في تشتيت جهد القوات الفرنسية. والتقيت هناك بمجموعة الضفادع البشرية الذين جمدت مهمتهم بعد اعتقال الرئيس بن بله من قبل القوات الفرنسية في أكتوبر/تشرين الأول 1956، وأصبحنا رفقاء سلاح، وبذل كل منا ما يستطيع بذله، وقد كان بالطبع أقل كثيرا من تضحيات من بذلوا أرواحهم في سبيل استرجاع الاستقلال.


أما بالنسبة للدعم، فالأشقاء وخصوصا شعوب الجوار، لم يقصروا أبدا في دعمنا، وكانت تونس والمغرب وليبيا تشكل خطوطا خلفية للثورة، وكانت لمصر عبد الناصر أقوى مساهمة، وخصوصا فيما يتعلق بالأسلحة والدعم الإعلامي، وعلى وجه التحديد من خلال إذاعة «صوت العرب».


□ ما رأيكم بما أقدم عليه هواري بومدين بإزاحته أحمد بن بله؟ هل كان التغيير ضروريا في ذلك الوقت؟


■ لا بد ان نتذكر أولا ان كلا من الرجلين كان وطنيا عظيما ومناضلا حقيقيا وسياسيا متقشفا وإنسانا متواضعا، لكن بن بله كان بعيدا عن مواقع تسيير الثورة لأنه كان سجين الاستعمار. وبعد استرجاع الاستقلال كان بو مدين صاحب اليد الطولى في تقديم بن بله لرئاسة الجمهورية، وهو ما جعل الرئيس يحس بأنه ليس حرا كما يريد ان يكون. ومن هنا حاول تصفية بعض أنصار وزير الدفاع، ومن بينهم رئيس الجمهورية الحالي عبد العزيز بو تفليقة، وأحس بو مدين بأن هناك من يحاول ان يتعشى به فالتهمه في وجبة الغداء، هذا هو الأمر بكل بساطة.


□ في مؤلفاتكم الكثير من الإعجاب بالرئيس بومدين الذي عملتم معه لسنوات وكنتم متلازمين بحكم المهام التي كانت موكولة لكم، ما الذي بقي راسخا في ذهنكم من سنوات العمل معه؟ ما هي أهم انجازاته، وما الذي أخفق فيه؟
■ أعتقد ان أهم صفات بو مدين كرجل دولة كانت مقدرته على اختيار البدائل وتحديد الأسبقيات وتكثيف الاستشارات قبل اتخاذ القرار، وتميز عهده بإعطاء الأولوية للتعليم، وخصوصا تعليم الأناث، وببرامج التنمية الخاصة للولايات الفقيرة، تحقيقا للتوازن الجهوي. وعندما أدرك ان قوة البلاد تكمن في التصنيع فاتجه نحو ما سمي آنذاك بالصناعة المصنعة، ومعناها تفادي تصدير المواد الخام وتحويلها إلى مواد مصنعة تحقق فائض قيمة وتساهم في حل مشكل البطالة، سواء بشكل مباشر أو بتنشيط صناعات جانبية موازية، كما تساهم في خلق طبقة عمالية تقوم بأدوار سياسية إلى جانب الفلاحين.
وفي الوقت نفسه حرص بو مدين على بناء الجيش الوطني وتنظيم الممارسة الديموقراطية بأسلوب علمي بدأ من القاعدة، أي بإنشاء البلديات عبر الانتخابات المباشرة، ثم الصعود بنفس النهج نحو الانتخابات الولائية ثم نحو البرلمان على مستوى البلاد كلها. أما صفاته الإنسانية فكانت حسن اختيار إطارات الدولة اعتمادا على الكفاءة وتفادي كل صور المحاباة والمحسوبية، وعدم إعطاء الفرصة لعائلته للاستفادة من وجوده في السلطة، وكان يعتمد فيما يرتديه على ما يُصنع في الجزائر، كالملابس والأحذية، باستثناء أربطة العنق التي كان يتلقاها من رفاقه عند عودتهم من الخارج. وكان بو مدين معتزا بانتمائه الحضاري العربي الإسلامي، وقارئا نهما بالعربية والفرنسية، ومتابعا دقيقا للأحداث العالمية، وقادرا على اتخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب.

&


□ كان إذن رجلا مثاليا؟


■ أبدا، لم يكن يدعي ذلك، وهو كان يعرف انه بشر يجتهد ويصيب ويجتهد ويخطئ. أعتقد ان أعظم أخطائه هي انه نسي الموت، فتهاون في القيام بعمليات تطهير إدارية يتخلص فيها ممن حُمّلوا مسؤوليات لم يكونوا أهلا لها، بحكم وضعية الشغور التي عرفتها الجزائر إثر استرجاع الاستقلال. وربما كانت مطامحه هائلة بالنسبة للجزائر وللمنطقة وبل وللعالم الثالث، ولم يكن يتصور ان الموت سوف يختطفه وهو لم يكمل 45 ربيعا.
□ أعتقد ان الزراعة كانت نقطة الضعف في نظام بو مدين لأن الصناعة التهمت اليد العاملة، وهكذا فشلت الثورة الزراعية؟


■ كثيرون لا يعرفون ان تعبير الثورة الزراعية لم يكن دقيقا، لأن مضمون الثورة الزراعية الرئيسي كان تحقيق اللامركزية السكانية ببناء قرى نموذجية توقف الزحف الريفي وتحول دون تجمع العاطلين في المساكن الصفيحية حول المدن الكبرى. ولأن بومدين هو أساسا من عائلة فلاحية كان يعرف معاناة الفلاحين خلال مرحلة الاستعمار، وجعله هذا يتصور إنْ أصلح النظم الفلاحية هو التعاونيات التي تعتمد على الملكية الجماعية للأرض، وكان هذا خطأ بالغا لأن الملكية الفردية هي غريزة إنسانية.


وبالفعل، اجتذبت المصانع الكثير من الأيدي العاملة، التي رأت ضمان المرتب الشهري وعدم البقاء رهينة الطبيعة في بلد يعتمد على الأمطار. وأتصور ان تعديلات كثيرة كان الرئيس سيدخلها على الأوضاع الفلاحية لو طال به العمر، حيث كان يستعد لإصلاحات جذرية في نفس العام الذي انتقل فيه إلى رحاب الله.


□ لمحتم في كتابكم «أنا وهو وهم» إلى ان الرئيس بومدين قد يكون مات مسموما بعد زيارة أداها إلى دمشق ما حقيقة هذا الرأي؟


■ لا، أنا لم أقل ذلك، ومضمون ما قلته إنه كان يعتزم إجراء إصلاحات لن ترضي كثيرين، وقلت إنني لا أستطيع ان أجزم بأن وفاته كانت طبيعية.


□ عملتم أيضا مع الرئيس الشاذلي بن جديد بعد الرئيس رابح بيطاط، هل ترون ان بن جديد كان الشخص المناسب لخلافة بومدين؟


■ الشاذلي بن جديد ظلم كثيرا، والناس في الخارج لا يعرفون انه لم يأت من العدم في جزائر الاستقلال، فقد كان عضوا في مجلس الثورة وقائدا لأهم النواحي العسكرية، ورافق بو مدين في كثير من جولاته الداخلية والخارجية، وكان بو مدين يطمئن لصحبته.


وفي مرحلة الفراغ السياسي الذي نتج عن الوفاة المفاجئة لرئيسٍ كان ملء السمع والبصر، كان لا بد من خليفة يتمتع بالقوة الكافية والدعم الواسع للتحكم في كل الأوضاع، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتم اختياره من الجيش والحزب، وتحمل الرئاسة عبر انتخابات مباشرة.


□ ما حقيقة ما ذهب إليه بعض المحللين بأن انفتاح بن جديد كان السبب وراء العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر في عقد التسعينات؟


■ هناك جزء كبير من الحقيقة في هذا القول، والذي حدث ان الجزائر في العهدة الأولى للرئيس الشاذلي ونتيجة لارتفاع أسعار النفط اتجهت نحو التوسع في الاستيراد الاستهلاكي، واقترن ذلك بتصفيات سياسية تمت في منتصف الثمانينيات، وتم فيها استبعاد كثيرين من صفوف الحزب القائد، ومن بينهم الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة والأخ محمد الصالح يحياوي والعبد الضعيف وآخرون. وعندما انخفضت أسعار النفط وجدت البلاد نفسها في مأزق اقتصادي نتج عنه خلل اجتماعي وسياسي، وهو ما أعطى الفرصة لبعض التيارات الإسلامية لاستغلال الظروف، وكان الرئيس قد فقد كثيرين ممن جرت تصفيتهم وكانوا قادرين على نصحه ومعاونته.
وقرر الرئيس ان يعطي الفرصة للتيارات الإسلامية لكي تكون جزءا من السلطة، لكن أمرين حدثا وكانت لهما آثار مدمرة، الأول هو اعتماد قانون انتخابات بني على نظام الأغلبية، وكانت نتيجته ان جبهة الإنقاذ الإسلامي (يلاحظ ان التسمية فيها الكثير من التعالي) حصلت على نحو ثلاثة ملايين صوت، وانتزعت نحو 188 مقعدا في البرلمان، في حين ان جبهة التحرير التي حصلت على نصف عدد الأصوات لم تستفد إلا من نحو 18 مقعدا.
الأمر الثاني هو أن قيادة التيار الإسلامي تصورت ان الدنيا قد دانت لها، فراحت تتصرف بحماقة غريبة، رافعة شعار: لا ميثاق ولا دستور ـ قال الله وقال الرسول، وكان هذا تصرفا انقلابيا، زادت من خطورته الإهانات التي أصبحت توجه لرئيس الجمهورية وتسميه: مسمار جحا.


وهنا بدأت الانزلاقات التي قادت إلى العشرية الدموية، والتي كان يمكن تفاديها لو طبق نظام النسبية، وهو ما قلته منذ سنوات.


□ يرى البعض ان الرئيس بوتفليقة، الذي عملتم معه أيضا كوزير للإعلام، ترأس الجزائر بصورة متأخرة، إذ كان من المفروض ان يخلف بومدين، شأنه شأن محمد الصالح يحياوي، أو يترأس البلاد في أواسط التسعينيات عوضا عن الرئيس اليمين زروال، ماذا ترى؟


■ الأمر المؤسف الذي نعاني منه في عالمنا العربي هو ادعاء الحكمة بأثر رجعي، وقد أعطيتك رأيي في مبررات اختيار الشاذلي بن جديد، ولم يكن هناك وريث متفقا عليه، ولم يكن بو تفليقة في نهاية السبعينيات قادرا على تحقيق الوحدة الوطنية خلف قيادته لأسباب كثيرة، أما يحياوي فقد رشحته الإشاعات وهو نفسه قال لي انه ليس مرشحا وبأنه يقف وراء الشاذلي ويدعونا لتأييده.


أما ما حدث في أواسط التسعينيات فكان نتيجة ضغوط على بو تفليقة ليقبل وضعيات تعطي شرعية لمن لا يحق لهم إدعاء الشرعية، بجانب وجود محاولات لتقزيم سلطته، وهو ما رفضه تماما.
□ كيف ترون مستقبل البناء المغاربي في ظل أزمة الصحراء؟ و إلى متى برأيكم ستبقى الحدود الجزائرية المغربية مغلقة؟


■ كثيرون يقولون لنا، لماذا لا يتصرف المغرب والجزائر كما تصرفت ألمانيا وفرنسا بما سهل بناء الوحدة الأوروبية، وانا أقول لهم بكل بساطة ان الوحدة الأوروبية بنيت فعلا بالمصالحة بين أديناور وديغول، ولكن على أساس تخلي ألمانيا نهائيا عن أطروحة التفوق العرقي وسياسة المجال الحيوي والأطماع في الألزاس واللورين.


والقول بأن الاختلاف حول قضية الصحراء الغربية هو السبب خطأ، فدعم الجزائر لمنظمة البوليزاريو لم ينطلق عند انشائها في 1973، حيث كان أول من دعمها هم الأشقاء في ليبيا، وكان هناك اتفاق بين كل الأطراف المعنية في المغرب العربي على إجراء الاستفتاء، الذي كان المغرب نفسه قد طالب به في الأمم المتحدة. لكن الدعم الجزائري للصحراويين في مطالبتهم بالحق في تقرير المصير انطلق بمجرد ان أعلن عن اقتسام الصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا، وبرفض المغرب الالتزام ببنود الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، رغم انه هو من طلب الرأي، لمجرد ان ذلك الرأي رفض ادعاء المغرب بسيادته على الصحراء الغربية. المشكل إذن ليس في قضية الصحراء وإنما في الموقف المتعالي الذي يتخذه المغرب من الجزائر، حيث يُروج نظام الحكم أفكارا تافهة من نوع ان الجزائر تغار من المغرب وتحسده على تقدمه، وانها ترفض فتح الحدود حتى لا يطلع الجزائريون على ازدهار المغرب، وهو ما قاله شخصيا رئيس الحكومة المغربية مؤخرا، ناهيك عن الحماقات التي تكرر بأن الجزائر دولة دون تاريخ ودون دور حضاري، وانت تعرفين ان الجزائر تعرضت لغزو مسلح من الجيش المغربي قبل ان ينقضي عام واحد على استقلالها. وبالتالي، فان قضية فتح الحدود هي قضية هامشية، برغم اننا نعرف ان المغرب يعاني منها، وهو لذلك يستعدي علينا القريب والبعيد، ويفتعل الأحداث بشكل دوري للضغط علينا، وهو يعرف ان لكل الضغوط نتائج سلبية تزيد من أمد الشقاق ومن حجم النفور والتوتر.


□ لكن كثيرين في الوطن العربي يدعمون المغرب في طرحه؟


■ هذا صحيح، ولو بحثنا الأمر جيدا، وبغض النظر عن تشابه أنظمة الحكم، فسنجد ان جل من يدعمون المغرب هم مثله، لهم مطالب ترابية في أراضي دول مجاورة.
□ داعش تحول اليوم إلى بديل للقاعدة ..برأيكم من الطرف المستفيد من بروز هذه الجماعات الارهابية في المنطقة؟


■ المستفيد الأول هو من أوحى بخلق داعش، سواء من دول المنطقة أو من خارجها، تماما كما أوحى في الماضي بخلق القاعدة، وقد أجيبك بالتفصيل عندما أعرف من يمول داعش ويزودها بالأسلحة والمعدات التي تبرر قيام تحالف دولي من عشرات الدول المتقدمة للقضاء عليها، وهو ما يذكر بالتحالف الذي فشل منذ أكثر من عشر سنوات للقضاء على طالبان.


□ كيف ترون موقع القضية الفلسطينية اليوم في ظل تصاعد الأزمات التي تعيشها المنطقة؟


■ القضية الفلسطينية هي آخر اهتمامات القيادات العربية في مجملها، وخصوصا بعد غياب شخصيات أمثال عبد الناصر وبو مدين وفيصل.


□ بحكم دراستكم في مصر ومعرفتكم كجزائري بتونس كيف تقيمون المسارين في كلا البلدين بعد الإطاحة ببن علي و مبارك؟


■ قلت وأكرر بان ما حدث في مصر هو ثورة مضادة بكل المقاييس، أما في تونس فأعتقد ان الشعب سيتجاوز كل الأزمات، خصوصا وان الجيش رفض ان يكون طرفا في اللعبة السياسية، بالإضافة إلى ان الطلائع التونسية واعية ولا تريد لتونس ان تدفع ثمن صراع الأفيال في المنطقة، وهي تدرك ان البلد يعتمد على السياحة والاستثمارات الأجنبية وهذا كله يتطلب تحقيق الاستقرار.


□ هل تعتقدون ان التجربة الديمقراطية يمكن ان تنجح في تونس؟ وما هي برأيكم نقائص هذه الديمقراطية الموعودة؟


■ ثقتي كبيرة في نجاح التجربة التونسية لأسباب متعددة، أهمها الوعي الذي تتحلي به القيادات التونسية، وقيادات التيار الإسلامي بوجه خاص، وأهم المخاوف يمكن تخيلها باستعراض التجربة المصرية، وخصوصا ما تستثيره الأطماع السياسية التي لا تستمد قوتها من وجود شعبي فعال، وقد تلجأ للتحالف مع عناصر النظام السابق، وبعض رجال الأعمال المرتبطين بالخارج.

عميمور في سطور:

○ طبيب بشري ينتمي لأسرة مجاهدة من ولاية «ميلة».


○ قطع دراسته الطبية في 1957 ليلتحق بجيش التحرير الجزائري تحت إمرة العقيد عمر أوعمران.
○ استكمل دراسته الطبية عام 1963 في القاهرة وعاد إلى الجزائر ليتولى


الشؤون الطبية للقوات البحرية.
○بدأ الكتابة بانتظام في منتصف الستينيات، مستعملا توقيع «م.. دين»، وكانت رسومه الكاريكاتيرية في مجلة الجيش أول رسوم تعرفها الصحافة العربية في الجزائر.


○ استقال من البحرية وفتح عيادة خاصة في منتصف الستينيات، وفي الوقت نفسه واصل النشاط النضالي في إطار حزب جبهة التحرير الوطني والكتابة في مجلة «المجاهد» وكذلك في صحيفة «الشعب».


○ اختاره الرئيس الجزائري الراحل هواري بو مدين في 1971 مستشارا إعلاميا، فتوقف عن ممارسة المهنة الطبية، ولكنه واصل الكتابة بكثافة أقل، وبالتوقيع المستعار.


○استدعاه الرئيس الشاذلي بن جديد في ولايته الثالثة ليعُيّنه سفيرا للجزائر في باكستان في 1989، وظل فيها نحو ثلاث سنوات.
○ أحيل إلى التقاعد بعد اغتيال الرئيس بو ضياف في 1992.


○ عيّنه الرئيس اليمين زروال في 1998 عضوا في مجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي.


○ – اختاره الرئيس عبد العزيز بو تفليقة في أغسطس/ آب 2000 وزيرا للاتصال والثقافة.


أهم إصداراته : انطباعات، التجربة والجذور، أيام مع الرئيس بو مدين، سفيراً… زادُه الخيال، نظرة في مرآة عاكسة، الجزائر : الحلم والكابوس، أنا وهو وهم، أيام صححت تاريخ العرب، الثورة المُضادّة.

روعة قاسم
&