تركي عبدالله السديري


أي قول عما يعانيه العالم العربي من ضعف وهبوط هو مكرر.. مكرر.. الضعف واضح.. بل صارخ.. والضياع.. حتّم وجود حضور دولي حتى ولو لم يؤدّ إلى نتائج كبيرة، لكنه على الأقل باسم الدول الكبرى التي أعلنت مناصرة العالم العربي الذي لم يعد مهدداً بغزو دولة أقوى، وإنما بات مجهداً بغزو فئات استغلت مختلف مفاهيم عديدة من بينها الدين ادعاءً بممارسة التحرير العربي من واقعه العربي..

كل عبارة سوف تقال عن واقع العالم العربي ستأتي مكررة، بل وأيضاً مملة، لأن العالم العربي انفرد بضعف رأي وممارسة بين كل آخرين بعيدين عن جنسيته..

هذه مقدمة أتخيل أنها باتت ضرورة مكررة عند تناول بعض ما هو فيه العالم العربي من مخاوف ضعف وتشتّت، لكن من المستحيل أن ننسى أو نتجاهل حقائق وجود عربي آخر له لغته وعلاقاته التي من شأنها أن تردع ما هو يتم من تحولات تهديد وبشاعة أطماع..

فرق كبير أن نقارن بين عدد ليس بالقليل أصبح يعيش حالات الخوف والتراجع وبين واقع ما يأتي من أحداث جانب عربي آخر يؤكد جزالة الرفض ومصداقيته من قبل فئات صادقة التوجه نحو الأفضل ونحو بناء ما هو أرقى في طبيعة الواقع الراهن..

تشرفت بحضور البداية لاجتماع دولة الإمارات الذي عقد منذ أسبوع، وكان يمتلئ بتواجد عربي ودولي، حيث تتم مناقشة واقع حاضر ومستقبل لإمكانيات انطلاق الاتجاه نحو مستقبل أفضل خصوصاً بوجود واقع أفضل يختلف جداً.. جداً.. عن بذاءة ما هو لدى الآخرين..

ليس بغريب أن نسمع كفاءة الحوار بين فئات واعية وقادرة ومؤكدة الانتماء إلى مواقع تطور معروفة.. كالمملكة والإمارات وبقية دول الخليج.. بينما دول أخرى لها التواجد الاستقلالي والحضاري قبل سنوات أكثر وتعيش واقع عجز أكثر..

حقيقة مؤكدة سعدت كثيراً.. رغم أنني لم أستطع البقاء هناك إلا يوماً ونصف اليوم بسبب متاعبي الصحية.. سعدت كثيراً بسماع الآراء الحديثة من قبل د. أنور قرقاش، وكذا من قبل د. ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ثم التتابع للآراء في ذلك اليوم بواقع وجود الوعي العلمي وكفاءة القدرات..

ما هو مؤكد الاحترام ومؤكد موضوعية تعدد الآراء هو أن التواجد لم يتوقف عند فئات خاصة قالت ولم تناقش، ولكنها ناقشت عندما قالت..

&

&